ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس جريمة جديدة أبادت خلالها ستة مواطنين فلسطينيين، من بينهم أم وأربعة من أطفالها، فيما أصيب عدد آخر في عملية توغل في منطقة عزبة بيت حانون الواقعة بين بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا شمال قطاع غزة، وجنديان اسرائيليان. ودان الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية وفصائل المقاومة الفلسطينية المذبحة الجديدة، في وقت توجه ممثلو الفصائل الى القاهرة لبحث الترتيبات النهائية لإعلان التهدئة مع اسرائيل والتي وافقت عليها حركة"حماس"لمدة ستة أشهر. وقالت"حماس"ان اسرائيل غير معنية بهذه التهدئة وأن عليها أن تستعد لدفع ثمن هذه الجريمة الجديدة التي لاقت استنكاراً شديداً من المجتمع الفلسطيني الذي أصيب بالصدمة. وفي التفاصيل، قال شهود ل"الحياة"إن طائرات حربية اسرائيلية أطلقت صباح امس صاروخيْن سقطا أمام منزل المواطن أحمد ابو مِعِتْق قرب مسجد الشهيد عبدالله عزّام في عزبة بيت حانون، ما أسفر عن استشهاد أربعة من أطفاله وإصابة والدتهم وابنتيها بجروح خطيرة، قبل أن تستشهد الوالدة ميسر ابو مِعِتْق 40 عاماً متأثرة بجروحها بعد ساعات قليلة جراء كثرة الشظايا التي أصابتها. والشهداء الأربعة هم أصغر أبنائها مسعد أقل من عام واحد، وهناء 3 أعوام، وصالح 4 أعوام، ورُدينة 5 أعوام، فيما أصيبت الشقيقتان شيماء 6 أعوام وأسماء 10 أعوام بجروح خطيرة. كما استشهد إبراهيم حجوج 20 عاماً، وهو أحد عناصر"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة"الجهاد الاسلامي"في اشتباكات مع قوات الاحتلال في المنطقة، وأصيب 11 مواطناً بجروح، من بينهم أربعة أطفال، جروح خمسة منهم خطيرة. وباستشهاد الستة، يرتفع الى 66 عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي وصواريخها وقذائفها مطلع الشهر الجاري، من بنيهم 20 طفلاً وامرأة، فيما أصيب 139 مواطناً بجروح متفاوتة، من بينهم 18 طفلاً. كما توغلت قوات الاحتلال لمسافات متفاوتة في القطاع 29 مرة خلال الشهر الجاري، حسب إحصاءات مركز الميزان لحقوق الانسان. وقالت مصادر محلية ل"الحياة"ان قوات الاحتلال توغلت في المنطقة القريبة من حاجز"ايرز"شمال القطاع مسافة تصل الى نحو كيلومتر واحد في نحو 20 آلية عسكرية تغطيها طائرات حربية واستطلاع. وأضافت أن قوات الاحتلال شرعت في إطلاق النار في الاتجاهات المختلفة وعشوائياً، قبل أن تطلق طائرة صاروخين أدى أحدهما الى وقوع هذه الجريمة. وأشارت الى أن قوات الاحتلال أطلقت عدداً من قذائف الدبابات أيضاً، ما اضطر سكان عشرات الأبراج السكنية في أبراج الندا والمناطق المحيطة بها الى الرحيل عن منازلهم بسبب الخوف من ارتكاب مجازر جديدة تشبه مجزرة عائلة ابو مِعِتْق. وقالت ان عشرات الشقق السكنية تضررت جراء القصف وإطلاق النار في المنطقة. ومساء امس أصيب أربعة فلسطينيين في قصف اسرائيلي جديد استهدف بلدة بيت حانون شمال القطاع. وجاء التصعيد الاسرائيلي في وقت توجه فيه قادة وممثلو الفصائل الفلسطينية امس الى القاهرة عبر معبر رفح الحدودي الفاصل بين القطاع ومصر، فيما وصل آخرون قادمين من دمشق لبحث آفاق الإعلان عن تهدئة لمدة ستة أشهر مع اسرائيل كانت"حماس"أعلنت موافقتها عليها من القاهرة قبل أيام. عباس واعتبر الرئيس عباس ان الجريمة الجديدة تشكل إعاقة للتهدئة، وقال ان"هذا الاعتداء لا يخدم الجهود المبذولة للتهدئة، ويعيق عملية السلام". كما أشار الى"ضرورة التوصل الى تهدئة لتجنيب أبناء الشعب الفلسطيني ويلات الحرب والدمار". من جانبه، ندد هنية ب"المجزرة الاسرائيلية في بيت حانون"، واعتبر انها"تعكس الوجه الحقيقي لهذا الاحتلال ومحاولاته الدائمة لتخريب أي جهود إقليمية او دولية لإنهاء الحصار ووقف العدوان". كما استنكرت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة"إقدام قوات الاحتلال على ارتكاب مجزرة جديدة في حق عائلة ابو مِعِتْق وعدد من المواطنين في بلدة بيت حانون". وفي أعقاب المجزرة، عادت"حماس"وقالت ان"كل الخيارات لفك الحصار ووقف العدوان أصبح مفتوحا أمام شعبنا". وقال الناطق باسم الحركة سامي ابو زهري في مؤتمر صحافي عقده في غزة امس ان ارتكاب المجزرة في ظل الجهود المبذولة لوضع الترتيبات النهائية للتهدئة"دليل على أن الاحتلال غير معني بأي تهدئة في المنطقة". وأضاف ان المجزرة"دليل على نازية الاحتلال الاسرائيلي وسياسته الإجرامية". واعتبرت"حماس"في البيان الذي تلاه ابو زهري في المؤتمر الصحافي ان ارتكاب المجزرة"أمام صمت دولي وعربي، يمثل رداً اسرائيلياً فعلياً على جهود التهدئة المبذولة". وقالت الحركة ان"على الاحتلال ان يستعد لدفع ثمن ارتكابه المجازر في حق النساء والأطفال"، داعية فصائل المقاومة"للرد بقوة على مجازر الاحتلال، وأن تكون باستمرار على جهوزية كاملة لمواجهة الاحتلال وحماية الشعب الفلسطيني وفك الحصار". في هذه الأثناء، أصيب جندي اسرائيلي في اشتباكات عنيفة مع مقاومين فلسطينيين تصدوا لقوات الاحتلال الاسرائيلي المتوغلة في المنطقة. وفي ساعات بعد الظهر، قالت"سرايا القدس"ان جندياً آخر أصيب بجروح في اشتباكات مماثلة. إلى ذلك، أعلن عدد من الأجنحة العسكرية التابعة ل"حماس"و"الجهاد"و"فتح"والجبهتين"الشعبية"و"الديموقراطية"ولجان المقاومة الشعبية، عن قنص عدد من الجنود الاسرائيليين وإطلاق قذائف"آر بي جي"وتفجير عبوات ناسفة والاشتباك مع قوات الاحتلال.