لم تكن ميسر أبو معتق الأم الضحية تعلم وهي توقظ أبناءها الستة لتنعم معهم بنهار جديد سعيد أنها تعدهم لإفطار مغمس بالدم، وهم يأكلون آخر لقمة لهم من الحياة ويودعون بعضهم البعض بمشاكسات بريئة يتذكرها الأب الحزين الذي جلس يبكي الأم وأبناءه الأربعة في بيت العزاء. مسعد الرضيع صالح وهناء وردينة أكبرهم ست سنوات، بالإضافة إلى الأم ميسر في الأربعينات من العمر، والتي لم يبق لها على الحياة سوى الطفلتين شيماء وأسماء، وهما جريحتان تعانيان آلام الجراح والمشهد الأليم. وفي بيت العزاء جلس أبو معتق الأب المسن ( 60عاماً) ينعى بين الحين والآخر أبناءه الشهداء وهو يبكي قائلاً:: "لقد كنت على بعد عدة أمتار من المنزل أبحث عن أحد أبنائي عندما سمعت دوي انفجار، عدت إلى المنزل بسرعة لأجد أطفالي وزوجتي أشلاء متناثرة حسبنا الله ونعم الوكيل لقد أصبحوا "كومة من اللحم"، اختلطت أجسادهم الممزقة مع طعام الإفطار والحليب". ولم يتمالك الأب المسن نفسه في البكاء ودفن رأسه بين كفيه ليتابع قائلاً: "فقدت ابني اسمه مسعد العام الماضي استشهد خلال قصف إسرائيلي وأردت أن أسمي ابني الرضيع على اسمه لأفقده هو الآخر، لا بل لقد سحق الاحتلال عائلتي بأكملها ليصبح البيت خاليا ، الله موجود". هذا ويبعد منزل أبو معتق مئات الأمتار عن مكان توغل الدبابات الإسرائيلية. وهو بيت فقير جداً ومكوّن من غرفتين احترقت إحداهما ومدخل المنزل مكون من الصفيح الرقيق الذي تطاير من قوة الصاروخ. وأكد المسن أبو معتق هو متزوج من زوجتين "أنه كان في المنزل ستة أطفال استشهد منهم أربعة وزوجته الثانية بينما أصيب اثنان آخران بجروح خطرة جداً". وكعادته في كل مجزرة وجريمة يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني الاعزل في قطاع غزة.. تنصل الجيش الاسرائيلي من دماء عائلة ابو معتق والتي راح ضحيتها اربعة اطفال ووالدتهم، كما تنصل في السابق من جريمته ضد عائلة غالية والعثامنة ومجزرة البريج التي راح ضحيتها ثمانية أطفال... إلخ. وزعمت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عبر موقعها الالكتروني نقلا عن جيش الاحتلال ان قوات الجيش الإسرائيلي غير مسئولة عن المجزرة التي راح ضحيتها أربعة أطفال من عائلة أبو معتق ووالدتهم في بيت حانون شمال قطاع غزة صباح الاثنين. وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن طائرات الجيش الإسرائيلي استهدفت بالصواريخ مسلحين بالقرب من منزل أبو معتق كانوا يحملون على أجسادهم عبوات ناسفة، انفجرت بسبب القصف وأدت لتدمير المنزل ومقتل أفراد العائلة الخمسة. وفي السياق ذاته ادعى جيش الاحتلال أنه سيعلن خلال يومين استنتاجات التحقيق الذي يجريه في مجزرة اغتيال عائلة "أبو معتق". وذكر متحدث باسم الجيش في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية أن التحقيق في الحادث أسنده قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال إلى ضابط برتبة كولونيل. وزعم المتحدث أن التحقيقات الأولية التي أجرتها قيادة المنطقة الجنوبية وسلاح الجو أظهرت أن الطائرات الحربية استهدفت مجموعة مقاومين في منطقة بيت حانون، وبعد أن أغارت الطائرات على هذه المجموعة وأصابتها وقع انفجار شديد مصدره كما يبدو المواد المتفجرة التي كان يحملها عدد من أفراد المجموعة. وادعى المتحدث أن هذا الانفجار أدى إلى استشهاد سبعة فلسطينيين بينهم الأم وأطفالها الأربعة، وحمل الناطق باسم الجيش حركة حماس كامل المسئولية عن تعرض مدنيين لإصابات، زاعماً أنها تستخدم المدنيين دروعا بشرية. من ناحية أخرى فندت أقوال شهود العيان الادعاءات الإسرائيلية، حيث روى شاهد العيان ماجد الفالوجي ( 40عاماً) الذي يعمل بائعاً متجولا: "ان طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت ثلاثة صواريخ أصاب الأول شاباً معوقاً كان يجلس في الشارع فقمنا بنقله بواسطة عربة يجرها حمار إلى سيارة الإسعاف التي لم تستطع الوصول إلى المكان". وأضاف الفالوجي: "بعد ذلك أطلقت الطائرة صاروخين أصاب أحدهما منزل عائلة أبو معتق بينما كان الأطفال يجلسون في ساحة المنزل"، وتابع: إن "الصاروخ الثالث قتل مقاوماً في المنطقة".