قُتل مدنيان إسرائيليان بعد ظهر أمس في عملية نفذها عدد من الناشطين الفلسطينيين، بعد ساعات من مقتل جندي إسرائيلي وناشط من حركة"حماس"في اشتباكات بين قوات الاحتلال ومقاومين في وسط قطاع غزة وجنوبه. وردت إسرائيل بغارات ركزت على حي الشجاعية في شرق مدينة غزة استشهد فيها سبعة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال. وتبنت"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة"الجهاد الإسلامي"، و"ألوية الناصر صلاح الدين"، الجناح العسكري ل"لجان المقاومة الشعبية"، و"كتيبة المجاهدين"التابعة لحركة"فتح"، العملية في بيان مشترك، فيما تبنتها منفردة"كتائب الشهيد أبو علي مصطفى"، الذراع العسكرية ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين". وفي التفاصيل، تسللت مجموعة من الناشطين إلى موقع عسكري شديد التحصين يقع داخل الخط الأخضر إلى الشرق من مدينة غزة، وأطلقوا النار والقذائف على جنود الاحتلال واشتبكوا معهم، ما أسفر عن مقتل إسرائيليين وجرح خمسة آخرين حسب بيان"كتائب أبو علي مصطفى". لكن الناطق باسم"لجان المقاومة الشعبية""ابو مجاهد"قال إن الفصائل الثلاثة أطلقت اسم"كسر الحصار"على العملية النوعية، مشيراً إلى أن أحد المهاجمين استشهد في العملية، في حين نفى الناطق باسم"سرايا القدس""أبو احمد"أن يكون أحدهم استشهد، مؤكداً أنهم جميعاً عادوا بسلام. وأشار"أبو مجاهد"إلى أن العملية كانت تهدف إلى خطف جنود إسرائيليين. ويعتبر موقع"ناحال عوز"الذي تمر عبره إمدادات الوقود والمحروقات للقطاع، من أقدم مواقع الاحتلال وأكثرها تحصيناً وهو محاط بأسلاك شائكة وسواتر وفيه عدد كبير من الجنود. وأعلنت إسرائيل حال الاستنفار القصوى في منطقة النقب الغربي التي يتمركز الموقع عند أطرافها الغربية المحاذية للقطاع. وفي أعقاب العملية، أغارت طائرة اسرائيلية على سيارة كان يقودها ناشط في"سرايا القدس"، ما أدى الى مقتله وإصابة مرافقه بجروح خطيرة، في حين أصيب خمسة مواطنين بجروح متفاوتة نقلوا على إثرها إلى المستشفى، كما أطلقت قوات الاحتلال النار قذائف المدفعية على منازل عدد من المواطنين في شرق حي الشجاعية القريب من"ناحال عوز"، ما أدى إلى سقوط جرحى، بعضهم في حال خطيرة. وجاءت العملية بعد ساعات من مقتل جندي إسرائيلي من أصل فلسطيني وناشط من"كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة"حماس"، في اشتباكات دامية عنيفة وقعت أمس بين ناشطين وقوات الاحتلال في وسط وجنوب قطاع غزة. ونعت"كتائب القسام"عضوها محمد شامية 23 عاماً الذي سقط برصاص قوات خاصة إسرائيلية توغلت في منطقة تقع شمال شرقي مدينة خان يونس فجر أمس. واعترفت سلطات الاحتلال بمقتل الرقيب أول في الجيش سيف بيسان 21 عاماً، وهو درزي من قرية"جت"في الجليل الغربي، وإصابة جنديين آخرين بجروح متفاوتة في اشتباكات عنيفة مع مقاومين فلسطينيين. وتبنت"سرايا القدس"المسؤولية عن قتل الجندي الاسرائيلي وجرح رفيقيه، بعدما أطلقت على القوة المتوغلة قذائف"آر بي جي". وكانت قوات إسرائيلية توغلت فجر أمس في بلدة القرارة شمال شرقي خان يونس، فتصدت لها مجموعة من فصائل المقاومة وأجنحتها العسكرية ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، استشهد على إثرها شامية وقتل وجرح عدد آخر، إضافة إلى الجندي بيسان. وقالت"سرايا القدس"في بيان إن"مجموعاتها المرابطة على الحدود الشرقية لمدينة خان يونس تمكنت من اكتشاف محاولات تسلل عدة لقوات خاصة شرق بلدة بني سهيلا وبلدة القرارة، وتمكنت عناصرها في منطقة بني سهيلا من الاشتباك مع القوة ... بالأسلحة المتوسطة والخفيفة وإطلاق ثلاث قذائف هاون وقذيفة"ار بي جي"في اتجاه قوة أخرى تحصنت في أحد المنازل". وأضافت أن مجموعاتها المسلحة"اكتشفت محاولة تسلل أخرى لقوة خاصة حول ما يسمى بوابة سريج إلى الجنوب من موقع كيسوفيم العسكري شمال شرقي القرارة وتمكنت من تفجير عبوتين ناسفتين في القوة المتسللة واستهدافها بوابل من نيران الأسلحة المتوسطة". وأعلنت"كتائب القسام"أيضاً مسؤوليتها عن مقتل الجندي الاسرائيلي. وقال ناطق باسمها إن مجموعات"خاضت اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال فجراً شرق القرارة وأطلقت 29 قذيفة هاون وصاروخ قسام وقذيفة ياسين". واعتبر الناطق باسم"حماس"سامي أبو زهري أن"معركة القرارة التي فقد فيها الاحتلال أحد جنوده وعدداً من المصابين دليل على جاهزية كتائب القسام وقوى المقاومة في مواجهة أي عدوان وفشل قوات الاحتلال في التقدم لأمتار معدودة قبل ان تنسحب"من المنطقة. وقال إن"بطولات معركة القرارة دليل على أن فكرة الاحتلال لاجتياح غزة باتت في حكم المستحيل في ظل جبن جيش الاحتلال وعجزه أمام شراسة وقوة كتائب القسام وقوى المقاومة، وعلى الاحتلال ان يكون جاهزاً لدفع المزيد من الثمن إذا استمر في هذه التوغلات". وفي أعقاب ذلك، أعلنت"كتائب الشهيد أبو علي مصطفى"أنها أطلقت صاروخين على مدينة المجدل عسقلان اشكلون الواقعة على بعد نحو 15 كيلومتراً إلى الشمال من القطاع، رداً على جرائم الاحتلال في الضفة الغربية والقطاع. وأعلنت في بيان ثانٍ أنها أطلقت صاروخين على بلدة سديروت الواقعة على بعد نحو كيلومتر واحد عن بلدة بيت حانون شمال القطاع، وثماني قذائف هاون على موقع عسكري إسرائيلي محاذ للحدود مع القطاع.