بعد نجاحهما معاً في مسلسل "صرخة أنثى" الذي عرض على قناة "أبو ظبي" الشهر الماضي، ويعاد بثه على قناة الدراما المصرية حالياً، بدأت الفنانة داليا البحيري عقد جلسات عمل مع المؤلف محمد الغيطي والمخرج رائد لبيب استعداداً لبدء تصوير بطولتها التلفزيونية الثانية في مسلسل"بنت من الزمن ده"، ليكون جاهزاً للعرض على شاشة شهر رمضان المقبل. ويناقش المسلسل ظاهرة المناطق العشوائية بكل ما فيها من سلبيات، وهي الظاهرة ذاتها التي ناقشتها شاشة السينما من خلال أكثر من فيلم مثل"هي فوضى"من إخراج يوسف شاهين وخالد يوسف وپ"حين ميسرة"من إخراج خالد يوسف اللذين أحدثا ضجة كبيرة لدى عرضهما. عن موضوع المسلسل ومدى اختلافه عما طرح على شاشة السينما ودورها فيه، تحدثت داليا البحيري لپ"الحياة"قائلة:"يرصد المسلسل ظاهرة عالم المناطق العشوائية في مصر التي فرضت نفسها على الساحة خلال الأعوام الماضية، فوجد الكتاب والمؤلفون فيها مادة دسمة يمكن طرحها سينمائياً وتلفزيونياً بسبب المعاناة الشديدة التي يعيشها سكان هذه المناطق. غير أن المسلسل الذي نستعد له يختلف في كونه يتعرض لهذا العالم بكل تفاصيله الدقيقة، إضافة الى التركيبة النفسية والاقتصادية والاجتماعية لسكان هذه المناطق والأسباب التي تؤدي إلى انحراف عدد كبير من الشباب بسبب الحياة المعيشية الصعبة وغير المتوازنة، فينمو عدد كبير منهم في أحضان الجريمة، ويرتكبون الفظائع في شكل طبيعي من دون أن يشعروا بإثم أو ندم. ولهذا أتوقع أن يثير المسلسل عند عرضه عاصفة قد تفوق العاصفة التي أثارها مسلسل"صرخة أنثى". وهنا أريد أن أنوه بجهود المؤلف محمد الغيطي الذي التقى مجموعة من أطباء علم النفس ممن عايشوا هذا العالم ويعرفون عنه الكثير كي لا يبتعد النص عن الواقع". وعن دورها في المسلسل، قالت البحيري:"أجسد شخصية فتاة تنتمي لهذا العالم العشوائي، تنشأ داخل أسرة متواضعة، فتعاني من الفقر وعدم الاستقرار النفسي والمادي، وتجد نفسها مجبرة على حياة الجريمة إلا أنها تختلف عن معظم فتيات هذا العالم في كونها ترفض الاستسلام للأمر الواقع، وتسعى دوماً إلى التغيير وتحقيق أحلامها وطموحاتها. وبما انها تتمتع بالذكاء ومكر النساء تنجح تدريجياً في تحقيق ما تسعى إليه لكن الماضي يأبى ان يفارقها". من جهته، نفى المؤلف محمد الغيطي وجود أي شبه بين هذا المسلسل وما طرحه فيلم"حين ميسرة"حول الموضوع. وعن اختياره الفنانة داليا البحيري مرة اخرى لتكون بطلة مسلسله، قال:"داليا فنانة مجتهدة وشديدة الذكاء، وقد نجحنا معاً في"صرخة أنثى"فلماذا لا نكرر التجربة، خصوصاً أنها الأقرب إلى الشخصية؟". وأضاف:"كان رد الفعل تجاه"صرخة أنثى"كبير، سواء عند عرضه على"قناة أبو ظبي"أو بعد عرضه على شاشة"التلفزيون المصري". ذلك ان أكثر من 40 موقعاً الكترونياً تناول المسلسل، كما أجريت دراسة في الأردن حول ابعاده، حتى ان أحد النقاد اعتبره من أهم المسلسلات التي عرضت أخيراً، وأشار الى انه يمثل فتحاً جديداً في الدراما النفسية والاجتماعية". وأشار الغيطي الى أن اتحاد الإذاعة والتلفزيون ممثلاً في قطاع الإنتاج المصري، رشح المسلسل ليمثل مصر عن فئة الأعمال الدرامية التي تهتم بحقوق الإنسان والمواضيع التي تخدم الإنسانية بتشجيع من اتحاد الإذاعات الأوروبية. من هنا يتم حالياً ترجمة حلقاته ليعرض في الخارج. وتوقع الغيطي أن يحصد المسلسل الجديد النجاح ذاته الذي ناله"صرخة أنثى"خصوصاً أنه يعد أول مسلسل تلفزيوني يناقش ظاهرة الأحياء العشوائية في شكل مباشر.