بدأ المخرج المصري رائد لبيب أول من أمس، تصوير أحداث المسلسل التلفزيوني الجديد "صرخة أنثى" الذي يعد تحولاً مهماً في نوعية الموضوعات التي تناقشها الدراما العربية، إذ يتناول موضوعاً شائكاً يتعلق بعمليات تغيير الجنس. وواجه المسلسل الذي كتبه محمد الغيطي الكثير من المشكلات الرقابية التي هدّدت بعدم تصويره، بسبب موضوعه الجريء الذي أزعج الرقباء فرفضوه تماماً، خصوصاً انه مرشح للعرض في شهر رمضان المقبل. وتدخل وزير الإعلام المصري أنس الفقي بنفسه لإقرار تصوير المسلسل، بعد عرضه على لجنة درامية متخصصة أكدت أهمية موضوعه والقضايا التي يناقشها، ووافقت على تنفيذه وعرضه في موعد مناسب حتى يحظى بنسبة مشاهدة جيدة. وأوضح المؤلف محمد الغيطي ان"المسلسل يقتحم عالماً مغايراً لما اعتاد عليه جمهور الدراما العربية، إذ يتطرق الى موضوع اضطراب الهوية الجنسية لدى المواليد نتيجة الاضطرابات الهرمونية الناشئة عن كثير من الأسباب البيئية والغذائية". وأضاف ان المسلسل يناقش القضية من منظور اجتماعي عربي،"فالحل الوحيد أمام هذه الفئة من البشر يتمثل في إجراء عملية تحويل جنس"، مشيراً إلى أن التحويل من أنثى إلى ذكر أمر بسيط، لكن العكس شبه مستحيل بسبب سيادة القيم الذكورية في المجتمع الذي ما زال يعتبر الذكر أفضل وأهم من الأنثى. وأشار الغيطي الى ان المسلسل يناقش أيضاً عدداً من المشكلات الأخرى، مثل تزايد مصادر التلوث وتخريب الإنسان للبيئة وقهر الرجل للمرأة وهجرة الشباب غير الشرعية عبر مافيا السفر، ووقوعهم في كوارث منها الغرق والخطف والسجن. ويلعب بطولة المسلسل داليا البحيري وأحمد راتب وطارق لطفي وسوسن بدر وحجاج عبد العظيم وباسم سمرة والمطرب حسن الأسمر والممثل الأردني اياد نصار في أولى تجاربه مع الدراما المصرية، وتنتجه ناهد فريد شوقي بالمشاركة مع التلفزيون المصري، وتبلغ موازنته 8 ملايين جنيه مصري، أي نحو مليون ونصف المليون دولار. ولفتت البحيري إلى ان المسلسل يعد البطولة الأولى لها في الدراما التلفزيونية، وانها سعيدة لكون الموضوع مختلفاً عن الأعمال السائدة. لكنها لم تخفِ قلقها من التجربة التي تضع على عاتقها مسؤولية كبيرة. وأضافت داليا ان المسلسل احتاج منها الكثير من التحضير، باعتبارها تقدم دورين متباينين، فهي تظهر في بداية الأحداث في شخصية شاب يافع من ناحية الشكل، لكنه في الوقت ذاته يحمل صفات أنثوية يحاول إخفاءها قدر استطاعته، وفقاً لأوامر صارمة من والده الذي يرفض فكرة كونه مزدوج الجنس، لكن الشاب يتخذ قراراً بإجراء عملية جراحية ليتحول إلى امرأة مكتملة الأنوثة. وأشارت الى انها لجأت الى استشارة أساتذة علم نفس وأطباء متخصصين في ذلك النوع من الأمراض الجنسية.