على رغم دخولها عالم الفن من باب الجمال، واعتزازها بلقب ملكة جمال مصر الذي نالته بداية التسعينات، إلا أن الفنانة داليا البحيري قررت التخلي عن هذا اللقب، بل قررت أن تتخلى عن أنوثتها أيضاً في مسلسل"صرخة أنثى"الذي ترتدي في حلقاته الأولى عباءة الرجل. في هذا المسلسل تقتحم البحيري منطقة شائكة في المجتمع المصري، وتطرح قضية لم يتطرق إليها كثر في العالم العربي، هي قضية التحول الجنسي، إذ تجسد في بداية المسلسل شخصية شاب يتعرض لحادثة قلب حياته رأساً على عقب، فيشعر بميول أنثوية ولا يلبث أن يجري عملية جراحية تحوله إلى فتاة. البحيري استأنفت أخيراً تصوير المسلسل الذي كتب قصته الكاتب محمد الغيطي ويخرجه رائد لبيب، ويجسد بطولته أحمد راتب وسوسن بدر وطارق لطفي وباسم سمرة وحجاج عبد العظيم وعزة بهاء والأردني إياد نصار، ووفاء سالم وحسن الأسمر، بعدما توقف العمل به خلال الأسابيع الماضية. وتوضح أنها سعيدة بهذه التجربة التلفزيونية الثانية لها بعد مسلسلها الأول"علي يا ويكا"، مشيرة إلى أنها تجسد وللمرة الأولى في مشوارها الفني أربع شخصيات في عمل واحد، وهي شخصية"عفيف"الطالب الجامعي الذي يتحول لأنثى، فيطلق على نفسه اسم"عفيفة"، وشقيقته"جميلة"التي تصاب حياتها بالإنهيار وتتعرض لحرج إجتماعي وأزمة نفسية بسبب عملية التحول الجنسي التي أجراها شقيقها، أما الدور الرابع فلراقصة سيكون دورها مفاجئاً في الأحداث. وعن خطورة القضية التي يناقشها المسلسل، ومدى قلقها من رد فعل الجمهور، خصوصا إذا أخذنا بالاعتبار طبيعة المجتمع الشرقي الذي يحمل في طياته الكثير من المسكوت عنه، توضح داليا أنها مدركة للموضوع، وهو كان أول ما دار بتفكيرها بعد قبولها العمل. وتقول:"حرصت على قراءة بعض الكتب العلمية المتعلقة بهذه المسألة، واستشرت بعض الأطباء المتخصصين حول عمليات"التصحيح الجنسي"، وليس"التحول الجنسي"لأن التعبير الأول يختلف عن الأخير، إذ أن موضوع المسلسل يناقش قضية شاب يشعر بميول أنثوية وزيادة في هرمونات الأنوثة. فهو أنثى بجسد شاب تريد أن تصرخ وتخرج للعالم. ثم إن هذه العمليات قام بها بعضهم في مصر والعالم العربي، ولذلك هم يمثلون حالات إجتماعية يجب تسليط الضوء عليها. كما تأكدت من بعض الشيوخ ورجال الدين أن المسلسل لا يحمل أي دعوة للشذوذ، ولا يتنافى مع تعاليم الدين، وهو ما شجعني أكثر على الخوض فيه، ومواصلة التجربة للنهاية". وتشير البحيري إلى أن مسؤولي الرقابة عن الأعمال الفنية في مصر أصبحوا، أخيراً، أكثر تفهماً من ذي قبل، بدليل أنهم وافقوا على موضوع المسلسل على رغم دخوله في مناطق شائكة، وبعدما رفضته الرقابة قبل تسع سنوات. وتقول:"سعدت بعرض مسلسلات تناقش تفاصيل حياتنا بطريقة أكثر تعمقاً ووضوحاً، مثل مسلسل الفنانة يسرا"قضية رأي عام"، فمثل هذه الأعمال تمثل دعوة لإخراج رؤوسنا من الرمال، بعد أن ظللنا ندفنها سنوات طويلة، وهي دعوة أيضاً لنناقش واقعنا بشفافية وصراحة أكثر". وتنفي البحيري ما تردد عن مهاجمتها للفنانين العرب الذين غزوا السينما والدراما المصرية أخيراً، مشيرة إلى أنها تحترم وجود الفنانين السوريين واللبنانيين وجميع الفنانين العرب في مصر، والدليل أن مسلسلها الجديد يشاركها في بطولته الفنان الأردني إياد نصار. وعن الأجر المرتفع الذي حصلت عليه لقاء هذا المسلسل، تشير إلى أن النقاد والصحافيين ينظرون الى الأمر من زاوية واحدة، وهي الماديات، ويتناسون حجم الدور والتعب والتجهيز والجهد النفسي.