من جدول برامج رمضاني على مستوى الفضائيات إلى رمضان آخر يليه تتضح أمامنا الصورة أن هناك تطورا لا بد وأن يكون قد جرى حتى ولو على المستوى التقني، وتطورات درامية متعددة أخرى هذا العام على مستوى الفضائيات العربية فمن حيث كم العدد الإنتاجي للمسلسلات في دول العالم العربي مجتمعة خلال شهر رمضان المنصرم نلاحظ أن هناك ارتفاعا في العدد وحسب إحصاء رسمي لاتحاد الإذاعات العربية بلغ (116) مسلسلا كإنتاج خاص بشهر رمضان فقط غير المسلسلات المنتجة باقي العام أو تلك التي سبق إنتاجها في سنتي الربيع العربي الماضيتين ولم يتسن بيعها أو عرضها. وحسب أقوال بعض مسؤولي التلفزيون المصري والقمر المصري نايل سات فإن إنتاج المسلسلات المصرية فقط وصل إلى أكثر من (60) مسلسلا تليفزيونيا. أي إن الإنتاج المصري يصل وحده إلى ما يقارب ال(60 %) من مجمل إنتاج الدول العربية، والباقي موزع على الدول الخليجية التي نقص مجمل إنتاجها هذا العام وكذلك نجومها. أما المسلسلات السورية فنظرا للظروف السياسية الخاصة بسوريا فلم تنتج إلا عددا قليلا نسبة إلى ما ينتج سنويا، وجاء في إحصائية أن سوريا أنتجت نحو 30 مسلسلا لم يذع منها على المستوى العربي إلا ما يناظر عدد أصابع اليد الواحدة، بينما تم عرض الكثير منها في قنوات لبنانية بعضها أرضي، إلا أن الكثير من نجوم سوريا عملوا في الدراما الرمضانية المصرية، وأما باقي الدراما العربية فوزعت على لبنان ودول مجلس التعاون وأهمها في هذا الجانب المملكة والكويت وقطر . أما من الناحية الفنية فإن الدراما المصرية كانت هي الأبرز هذا العام سواء من حيث الكم أو الكيف، حيث اشترك فى دراما هذا العام معظم نجوم الدراما والسينما المصرية ومنهم هذا العام النجوم الأربعة الكبار عادل إمام الذي عاد للدراما التلفزيونية بعد أكثر من 30 عاما ومسلسل (دموع في عيون وقحة) وعاد بمسلسل ذا إنتاج ضخم ميزانيته قاربت ال(90) مليون جنيه مصري وهو (فرقة ناجي عطا الله)، كما عاد النجم محمود عبدالعزيز بعد غياب أكثر من عشر سنوات كان آخرها مسلسل (محمود المصري) وعاد بفكرة جريئة وجديدة ترتبط بالإرهاب ورجال الأمن في العهد السابق من خلال مسلسل (باب الخلق) وعاد الفنان يحيى الفخراني بعد دخوله عالم الدراما «الإنميشين» العام الماضي في مسلسل قصص الحيوان فى القرآن بقصة ومعالجة جديدة في مسلسل (الخواجة عبدالقادر) وقام الفنان نور الشريف ببطولة مسلسل عن قصة لأهل البحر وهو مسلسل تقليدي في طرحه وإخراجه وهناك مسلسلات النجوم الشباب مثل عمرو سعد في مسلسل (خرم إبرة) وكريم عبدالعزيز في أول ظهور له دراميا على المسلسلات التليفزيونية الرمضانية من خلال مسلسل (الهروب) وكذلك النجم السينمائي أحمد السقا الذي قام ببطولة مسلسل (خطوط حمراء) إلى جانب تقديمه أحد أنجح أفلام العيد (بابا) وقام النجم السوري جمال سليمان ببطولة مسلسل (سيدنا السيد) مع النجم الشاب أحمد الفيشاوي والنجم الشاب يوسف الشريف في مسلسل (رقم مجهول) والفنان الأردني إياد نصار ومعه غادة عادل في مسلسل (سر علني) والفنان إدوارد في مسلسل (عروسة ياهووه) والفنان أحمد الفيشاوي في بطولة مسلسل (حسن التنين) والفنان خالد النبوي في مسلسل (ابن موت) وهاني رمزي في مسلسل (ابن النظام) ويوسف الشريف في مسلسل (زي الورد) وخالد صالح في مسلسل (جامعة الدول) ومحمد رياض في مسلسل (الإمام الغزالي) والفنان شريف منير في مسلسل (الصفعة) ونضال الشافعي في مسلسل (الهلالي سلالم) والثلاثي النجوم الفنانين أمير كرارة وعمرو يوسف ومحمود عبدالمغني في مسلسل (طرف ثالث) ومصطفى شعبان في مسلسل (الزوجة الرابعة) وصلاح السعدني في مسلسل (الإخوة أعداء) ولأول مرة محمد سعد يدخل التلفزيون بمسلسل (شمس الأنصاري) ومسلسل (البلطجي) بطولة النجم آسر ياسين والنجم مجدي كامل في مسلسل (بن ليل). أما النجوم النساء فكان على رأسهم النجمة يسرا في مسلسل (شربات لوز) والنجمة ليلى علوي في مسلسل (نابليون والمحروسة) والنجمة إلهام شاهين في مسلسل (قضية معالي الوزيرة) والنجمتين فيفي عبده ونبيلة عبيد في مسلسل (كيد النساء) وغادة عادل في مسلسل (سر علني) والنجمة هند صبري في مسلسل (فيرتيجو) ووفاء عامر في مسلسل (كاريوكا) وغادة عبدالرازق في مسلسل (مع سبق الإصرار) والنجمة حنان ترك في مسلسل (أخت تريز)، وتميزت الدراما المصرية هذا العام بالجرأة في طرح الموضوعات بداية من فكرة مسلسل فرقة ناجي عطا الله التي تفترض مجموعة مصرية تسرق بنكا إسرائيليا ثم مسلسل الصفعة الذي يتحدث عن إحدى قصص بطولات المخابرات المصرية ضد المخابرات الإسرائيلية ثم مسلسل الهروب الذي يتحدث عن اضطهاد ضابط أمن للمقاومة في العهد السابق ومسلسل باب الخلق عن عودة إرهابي من أفغانستان والعلاقة بينه وبين جهاز الأمن في العهد السابق ومسلسل طرف ثالث الذي يتحدت عن قضايا الشباب الضائع قبل الثورة ومسلسل البلطجي الذي يتحدث عن ظاهرة البلطجة التي انتشرت ومسلسل الأخت تريز الذي يناقش الفتنة الطائفية والعلاقة بين المسلمين والأقباط ومسلسل سر علني الذي يناقش فساد المسؤولين الكبار ومن العوامل التي ميزت دراما مصر الرمضانية هذا العام إطلالة النجمة نبيلة عبيد في الدراما المصرية حيث أعطى زخما كبيرا بجوار النجوم المعتادين على الدراما الرمضانية مثل نور الشريف ويحيى الفخراني ويسرا وليلى علوي وإلهام شاهين وفيفي عبده والشبان هند صبري وعمرو سعد. وقد استمدت الدراما المصرية الجرأة من المناخ السياسي والاجتماعي العام وتميزت الدراما المصرية بالكثرة والجرأة وكذلك بدا واضحا تحويل الدراما لصناعة خاصة يقوم بأغلبها القطاع الخاص ورصدت بعض المصادر الإنتاجية أن مصاريف الدراما الرمضانية هذا العام بلغت أكثر من مليار و200مليون جنيه، وبهذا الكم من الأموال تتحول الدراما لصناعة متكاملة وبها أعداد كبيرة من العمالة ولها سوق يزداد مع الوقت وخبرة متراكمة وشباب يصعد كل عام خاصة وأن كثيرا منهم من أبناء الفنانين أي أنهم يعيشون في مناخ الفن مبكرا. أما الفن الخليجي هذا العام فلم يتقدم كثيرا وخاصة الدراما السعودية التي خسرت هذا العام المسلسل الخليجي الأشهر (طاش ما طاش) ولم يكن له بديل في نفس مستواه وحاولت إم بي سي أن تملأ الفراغ بتكوين مجموعة من نجوم الخليج مثل داود حسين وحسن البلام وحبيب الحبيب وأسعد الزهراني في مسلسل واي فاي ورغم الجرأة في الكثير من المشاهد إلا أن الأوساط الاجتماعية كانت تنتظر طاش بعد أن انتهى عهد الشراكة بين ناصر وعبدالله السدحان في إسعاد المشاهد وذهب القصبي لتقديم مسلسل أطفال إلى جانب مشاركته في واي فاي، وعبدالله السدحان الذي قدم في مسلسل (طالع نازل) شخصية كئيبة وعرض على فضائية دبي. أما باقي النجوم مثل خالد سامي فقد جاء ضيفا في مسلسل والفنان راشد الشمراني ذهب لقناة دبي أيضا ولم يظهر يوسف الجراح وبشير الغنيم وكان لحسن عسيري حضوره في مسلسل (كلام الناس) الذي حاول فيه تعويض غياب طاش عن التلفزيون السعودي ورغم جماليات النص ودخوله موضوعات جديدة تماما إلا أن المسلسل كان يحتاج إلى أكثر من بطل نجم بجوار حسن عسيري ومسلسل (سكتم بكتم) بطولة فايز المالكي، وكذلك كان عوض عبدالله، وبهذا فإن الدراما السعودية تراجعت بعض الشيء هذا العام ولكن المبشر وجود وجوه جديدة لم تتبلور بعد وستظهر مؤكدة نجاحها في الموسم المقبل إن شاء الله وفي السنوات القادمة وقام التليفزيون السعودي هذا العام بدعم من معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة بإتاحة الفرصة لبعض هؤلاء الشباب في مسلسل خاص بالشباب وأما الدراما الكويتية فقد قل إنتاجها ولكن بفضل مشاركة نجومها الكبار قدمت الكثير من التركيز مثل حياة الفهد وسعاد عبدالله وجاسم النبهان ومريم الصالح ومحمد جابر وعبدالرحمن العقل. وفي خوض لغمار ما أنتج سوريا كما أسلفنا كان الحضور الأقوى لجمال سليمان في مسلسل سيدنا السيد وصبا مبارك في مسلسلي حكاية بنات وشربات لوز وسوزان نجم الدين في مسلسل باب الخلق وسلافة معمار في مسلسل الخواجة عبدالقادر ومجموعة كبيرة في مسلسل فرقة ناجي عطا الله وهناك مجموعة كبيرة من الفنانين السوريين في مسلسل عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وهو المسلسل الذي أثار ضجة كبرى وكان سببها الرئيسي الخوف من أن يفتح باب ظهور الصحابة الكرام إلى ظهور الأنبياء وكان المسلسل من الناحية الإنتاجية والإخراجية كان على مستوى كبير إلا أنه كان يحتاج إلى بعض الدراسة الخاصة حيث كان يجب التركيز على مرحلة تولي عمر (رضي الله عنه) الحكم وأن تظهر بوادر قيام النهضة العربية وهذه قيمة وسيرة عمر (رضي الله عنه) الحقيقية والتي نحتاجها بشدة الآن مع التقليل من مشاهد الحرب والعمومية في السيرة وكأنها قصة ظهور الإسلام وليست سيرة عمر (رضي الله عنه) كانت على رأس القنوات لهذا العام قناة إم بي سي وقناة دبي وأبو ظبي والحياة، وأفضل النجوم تقريبا محمود عبدالعزيز في شخصية محفوظ زلط الإرهابي العائد من أفغانستان ومن الفنانات ليلى علوي في مسلسل نابليون والمحروسة والإخراج لمحمد ناير في مسلسل طرف ثالث والمؤلف أسامة نور الدين في مسلسل البلطجي وخليجيا كان أسعد الزهراني إلى جانب فايز المالكي وحسن عسيري وفايز كان الأبرز وليس الأفضل لأن مسلسله سكتم بكتم كان الوحيد الذي له وقت الأفضلية ولم يكن إلى جانبه منافسين بحجم مكانته في القناة المحلية الأولى. كما كان من المثير للجدل الكاتب والسيناريست محمد الغيطي وما صاحب عدم عرض مسلسله «البحر العطشانة» الذي منع الرقابة في مصر عرضه خشية استفزاز الاخوان رغم انتهاء تصويره قبل دخول شهر رمضان وقام ببطولته رولا سعد، محمود قابيل، رجاء الجداوي، مروة الخطيب واخرجه وائل فهمي عبدالحميد، رغم نجاح الكثير من اعمال محمد الغيطي السابقة مثل «بعد الطوفان، إمرأة في شق الثعبان، صرخة أنثى، بنت من الزمن ده، الهروب من الغرب«