علمت "الحياة" أن رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان اتصل هاتفيا بوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس فور بدء التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة وحضها على ضرورة التوقف في القاهرة بعد زيارتها المقررة لإسرائيل من اجل بحث التصعيد والموقف المتأزم حاليا في غزة، علما ان زيارة القاهرة لم تكن مقررة على أجندة الوزيرة الأميركية. ومن المقرر ان يستقبل الرئيس حسني مبارك رايس غدا. إلى ذلك، استبعد مصدر مصري موثوق به ان تستجيب اسرائيل لأي وساطات لكي تعدل عن القيام بعملية عسكرية كبيرة في غزة، وقال ل"الحياة"ان حركة"الجهاد الإسلامي"ارتكبت غلطة كبيرة بإطلاقها صواريخ كاتيوشا على مدينة عسقلان أشكلون، موضحاً ان هذه المرة الاولى التي يحدث فيها ذلك. ولفت إلى أن صواريخ"القسام"التي تطلقها حركة"حماس"على جنوب إسرائيل هي عبارة عن مواسير ومفعولها محدود، لكن صواريخ الكاتيوشا تسبب دمارا وخرابا واسعين. واضاف إن إسرائيل تتصرف أمام العالم كأنها تقوم برد فعل على إطلاق هذه الصواريخ فتبدو كأنها تدافع عن نفسها، لذلك لن تسمح بأي ضغوط، إن وجدت، لتثنيها عما قررت القيام به. وكشف أن الرئيس المصري منذ أول من أمس على اتصال مستمر مع كل من سليمان ووزير الدفاع مشير طنطاوي للبحث عن كيفية التحرك في ظل هذا الموقف المعقد. من جانبه، حمل السفير المصري السابق في اسرائيل محمد بسيوني"حماس"مسؤولية الاحداث الراهنة في غزة، متهما إياها بأنها تعمل وفقاً لأجندات خاصة، وبأنها بإطلاقها الصواريخ على جنوب إسرائيل تعطي المبررات للإسرائيليين لسحق الفلسطينيين من دون الالتفات لمصالح الشعب لأن الحركة تتلقى اموالا من إيران. وكشف ل"الحياة"أن الرئيس محمود عباس أبو مازن أبلغه أنه في أحد اجتماعاته مع رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، تحدث معه عن التهدئة فوعده أولمرت بأنه في اللحظة التي سيتم فيها وقف إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل ستنسحب الدبابات. وتابع بسيوني أن"عباس تحدث هاتفياً في هذه اللحظة مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية حينذاك إسماعيل هنية الذي وعده بالتزام وقف إطلاق الصواريخ، لكنه لم يف بالتزامه لأنه لا يملك من أمره شيئاً"، موضحا أن"حماس"فقدت السيطرة ميدانياً على كوادرها. من جانبه، اعتبر عضو المكتب السياسي ل"حماس"وممثلها في لبنان أسامة حمدان أن إسرائيل تعمدت التصعيد العسكري في قطاع غزة قبيل زيارة سليمان لمعرفتها المسبقة انه سيلغي زيارته مع أي تصعيد، وبالتالي ستفشل التهدئة التي كان من المفترض أن يبحثها مع الإسرائيليين.