عزا مراقبون في إسرائيل نفي رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك وجود اتفاق ضمني للتهدئة بين إسرائيل وحركتي"حماس"و"الجهاد الإسلامي"إلى الحرج الذي سببه لهما النشر عن التهدئة الموقتة، خصوصاً أن اتفاقاً كهذا يتعارض مع قرار الحكومة الأمنية المصغرة الأربعاء الماضي إطلاق يد الجيش حتى يحقق وقفاً تاماً لسقوط القذائف الصاروخية الفلسطينية على جنوب إسرائيل. وأكدت أوساط أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى لصحيفة"هآرتس"أمس أن الجيش الإسرائيلي تلقى في الأيام الأخيرة تعليمات من الحكومة بلجم عملياته العسكرية الهجومية في غزة لمدة عشرة أيام تمهيداً للتوصل إلى هدنة. وأدرجت الصحيفة هذه التعليمات"ضمن تفاهمات جديدة غير مباشرة أخذت تتبلور هذه الأيام بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية وطلب أميركي". لكن هذه الأوساط وصفت الاتفاق الموقت بأنه"هش". وقالت إن الجيش يستعد لجولة مقبلة من المواجهات. وسارع مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى نفي وجود اتفاق أو تفاهمات حول تهدئة مع"حماس"في غزة. وقالت مصادر رسمية إن لا علم لها بوجود اتفاق من هذا القبيل. وأضافت أن السياسة الإسرائيلية التي أقرتها الحكومة الأمنية المصغرة وأعلنها رئيس الحكومة بصوته الأربعاء الماضي"لم تتغير ولا تزال تقوم على المعادلة القائلة إنه إذا أوقف الفلسطينيون إطلاق الصواريخ، فإننا لن نشن هجمات على القطاع. نحن لا نستيقظ في الصباح ونفكر كيف نهاجمهم". ولم يتطرق اولمرت إلى هذا الموضوع في كلمة ألقاها أمس أمام رؤساء سلطات محلية، لكنه أعرب عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وقال إنه"على رغم العراقيل والعثرات والإرهاب الذي يهدد مواطنينا، فإن إسرائيل لا تدخر جهداً كبيراً في سبيل التقدم خطوة إضافية واحدة كبيرة ودراماتيكية تدفعنا في اتجاه تحقيق مصالحة حقيقية". وتابع أن"المتطرفين يحاولون أن يجعلوا حياتنا لا تُحتمل، لكنهم لن ينجحوا في ذلك". وكان تقرير جهاز المخابرات العامة شاباك أكد أول من أمس أن مواصلة المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية تحول دون مصالحة، تخشاها إسرائيل، بين"حماس"و"فتح". وقال وزير الدفاع"حتى الآن لا يوجد أي اتفاق لوقف النار مع حماس. ومثل هذا الاتفاق لا يبدو حتى وشيكاً". وأضاف أن"القتال مستمر وسيستمر ولسنا بصدد عملية سريعة خاطفة. القتال سيزيد أحياناً ويخف أحياناً أخرى، وسنتحرك عسكرياً كلما نرى ضرورة لذلك". وأضاف في تصريحات خص بها الإذاعة العامة:"فقط عندما يتوقف إطلاق القذائف الصاروخية من القطاع وتتوقف العمليات الإرهابية ويتقلص بشكل كبير تهريب الأسلحة والصواريخ والمتفجرات إلى القطاع، سندرس السبيل للتهدئة". وعن الهدوء الحاصل منذ أيام قال باراك:"لا يجب علينا أن نشكو من أن التلاميذ يدرسون بانتظام وهدوء في مدارس أشكلون عسقلان وسديروت من دون سقوط قذائف القسام... لكن يجب أن لا يستنتج الناس الكثير من هذا الهدوء السائد على جبهة قطاع غزة. ويخطئ من يظن أننا أنهينا المهمة في القطاع". وأشارت وسائل الإعلام العبرية أمس إلى أن التهدئة على جبهة القطاع - جنوب إسرائيل برزت ميدانياً منذ الجمعة الماضي، إذ لم تطلق الفصائل الفلسطينية نهاية الأسبوع المنصرم سوى ثلاث قذائف"قسام"على جنوب إسرائيل، فيما لم ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية في القطاع. ونقلت صحيفة"هآرتس"عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله ان"قواعد اللعبة الجديدة"تقضي بامتناع إسرائيل عن مهاجمة القطاع طالما أن"حماس"تمتنع عن إطلاق صواريخ"القسام". وأضاف أن التفاهمات تبلورت في أعقاب عملية"الشتاء الساخن"التي أسفرت عن نحو 130 شهيداً فلسطينياً وبعد تبادل رسائل بين الجانبين،"لكن لا يوجد اتفاق مع حماس إنما هناك قواعد غير رسمية تم تحديدها خلال زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للمنطقة الأسبوع الماضي". وقال إن"قواعد اللعبة"الجديدة تتضمن ثلاثة مستويات: في حال توقف إطلاق الصواريخ فإن إسرائيل لن تشن هجمات في القطاع، وفي حال إطلاق صواريخ على مدينة سديروت فإن الطيران الحربي سيشن غارات جوية، وفي حال إطلاق صواريخ على مدينة أشكلون فإن الجيش الإسرائيلي سيرد بتوغلات برية في القطاع على غرار عملية الشتاء الساخن". وأكدت مصادر عسكرية أن الهدوء تحقق على رغم عدم صوغ تعليمات جديدة لإطلاق نار للقوات المحاصرة للقطاع،"لكن تم توضيح التوجه العام لنا. نحن لا نحارب حماس. وثمة تريث وإن لم يكن معلنا. وسنعرف لاحقاً إلى أين تتجه الأمور". وأفادت صحيفة"يديعوت أحرونوت"أن الغرض من وقف إطلاق النار الحالي هو تمكين مصر من تحقيق اتفاق تهدئة بين الفصائل الفلسطينية في القطاع وإسرائيل. وأضافت أن اجتماعاً عقد لهذا الغرض في مدينة العريش المصرية الخميس الماضي شارك فيه مسؤولون في الاستخبارات المصرية وممثلو"حماس"برئاسة محمود الزهار و"الجهاد الإسلامي"برئاسة محمد الهندي.