في وقت واصل الجيش الإسرائيلي معززاً بالطيران الحربي تنفيذ المجازر في قطاع غزة، توعد رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت وسائر أقطاب حكومته بمزيد من العمليات، مهددين حركة"حماس"بأنها ستدفع"ثمناً باهظاً"لمواصلتها قصف جنوب إسرائيل بقذائف القسام التي أدت إحداها إلى قتل طالب جامعي إسرائيل في كلية سديروت، مساء أول من أمس. وكرر وزراء دعواتهم إلى استهداف القادة السياسيين في"حماس"أو إلى هدم أحياء في القطاع"بعد إخلائها من السكان"، خصوصاً بعد استهداف مدينة أشكلون أيضاً مجدل عسقلان الفلسطينية بعدد من القذائف، بينما ساهم معلقون بارزون في الشؤون العسكرية في تقديم النصائح للحكومة بشأن"الحلول"لوقف"القسام"وإن استبعدوا جميعاً قيام إسرائيل بعملية عسكرية برية واسعة في القطاع، بحجة عدم جهوزية الجيش لتنفيذها. لكن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لوح مجدداً بالقيام بعملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة لمواجهة تصاعد إطلاق الصواريخ على إسرائيل من القطاع. ونقل مكتب باراك عنه قوله خلال مشاورات مع مسؤولين عسكريين:"يجب الاستعداد لتصعيد على الجبهة الجنوبية. إن عملية برية واسعة النطاق أصبحت واردة". وقال أولمرت لصحافيين في طوكيو بعد لقائه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قبل أن يعود إلى إسرائيل بعد زيارة لليابان استمرت خمسة أيام، إنه لا يعقل أن يعيش سكان سديروت تحت قصف يتواصل منذ سبع سنوات. وأضاف:"أوضحت لوزيرة الخارجية أننا لن نوقف معركتنا. إننا نتكبد ضربات موجعة وندفع ثمناً لكننا نرد عليها بضربات موجعة أكثر ليدفع الإرهابيون ثمناً باهظا جدا". وزاد أن إسرائيل ستواصل معركتها حتى يزول الخطر الذي يهدد سكان جنوبها. وكرر أن"حماس"تتحمل مسؤولية القصف والمسؤولية عن كل أفعالها. وكان أولمرت أعلن أول من أمس أن لا أحد من مختلف المستويات في الحركة"يتمتع بحصانة". وأقر بأن إسرائيل لا تملك"صيغة سحرية"لوقف القذائف الصاروخية فوراً وهو ما أكده أيضاً وزير الدفاع إيهود باراك الذي أضاف أن الحل ليس متوافراً الآن،"لكننا سنجده أسرع مما يظن البعض". وكانت وسائل الإعلام العبرية نقلت عن باراك أنه أصدر تعليماته للجيش بتصعيد عملياته العسكرية بعد مقتل الطالب الإسرائيلي في كلية سديروت، وهو أول قتيل إسرائيلي بصاروخ أطلق من غزة منذ تسلم باراك"سيد الأمن"في إسرائيل وزارة الدفاع بعد أسبوع على استيلاء"حماس"على الحكم في القطاع في حزيران يونيو الماضي. لكن معلقين عسكريين استبعدوا أن يشمل التصعيد القيام بعملية عسكرية برية واسعة النطاق يجري الحديث عنها منذ شهور، مشيرين إلى أن الجيش الإسرائيلي لم ينه بعد استعداداته لعملية كهذه فضلاً عن أن رؤساءه يفضلون استنفاد العقوبات الاقتصادية على القطاع بالتوازي مع مواصلة نمط العمليات العسكرية التي تقوم أساساً على توغلات محدودة إلى القطاع"ومعالجة مناطق معينة"وقصف الطيران الحربي. ورأى المعلق العسكري في"معاريف"عمير ربابورت أن لا أحد يمكنه التكهن بما سيؤول إليه التصعيد الحالي،"وهناك أحد احتمالين: أن يسود الهدوء ربما مع وصول مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان إلى تل أبيب والقطاع الأسبوع المقبل حاملاً معه معادلة للتهدئة وربما مسودة اتفاق لتبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، أو الخروج في عملية برية شاملة". وأضاف:"حتى يتبين أي الاحتمالين سيحصل ستسفك دماء كثيرة وستواصل إسرائيل الرد على الصواريخ الفلسطينية بالأدوات ذاتها التي أثبتت فشلها في الحرب الثانية على لبنان، قصف بالنيران من بعيد. وزاد أنه إلى أن تبدأ العملية البرية الواسعة، إن انطلقت اصلاً، ستواصل حركة حماس تحديد قواعد اللعبة".