تجاهلت المرشحة الديموقراطية في الانتخابات الرئاسية الأميركية هيلاري كلينتون نتائج الاستطلاعات التي تضعها خلف منافسها باراك أوباما لجهة عدد المندوبين الناخبين في حزبهما، وحاولت أمس تعزيز موقعها في السباق بعرض خطة اقتصادية شاملة حول أزمة العقارات، فيما أجمع مراقبون سياسيون على ارتفاع حظوظ المرشح الجمهوري جون ماكين في الوصول الى البيت الأبيض نتيجة تخبط الديموقراطيين في"صراعهم". ومن بنسيلفانيا، الولاية الحاسمة في السباق والمنتظر أن تصوت في 22 الشهر المقبل، أدلت الأميركية الأولى سابقاً بخطاب محوري حول أزمة العقارات والمسكن، ودعت الرئيس جورج بوش الى تشكيل لجنة طارئة للتعامل مع الأزمة، مؤلفة من مدير الاحتياط الفيديرالي السابق آلن غرينسبان ووزير الخزانة السابق روبرت روين. وتلعب الورقة الاقتصادية أهمية كبيرة في السباق وخصوصاً في الولايات الكبيرة والتي تضررت من السياسة الاقتصادية الحالية، مثل بنسيلفانيا وأوهايو وويسكونسن. وتجاهلت كلينتون في خطابها أي حديث عن مجرى السباق والدعوات وجهت إليها من مناصرين لأوباما مثل حاكم ولاية نيو مكسيكو بيل ريتشاردسون، الى الخروج من السباق لتخلفها في عدد المندوبين. وتعول كلينتون على الفوز ببنسيلفانيا وولايات كنتاكي وويست فيرجينيا وبويرتو ريكو للحاق بمنافسها وتضييق الهامش قبل المؤتمر الحزبي الديموقراطي في آب أغسطس المقبل، في شكل يقوي حجتها أمام المندوبين الكبار في المؤتمر والذين سيعود لهم حسم السباق لعجز المرشحين عن جمع ال2025 مندوباً في المدة المتبقية واقتصار العدد اليوم على 1617 مندوباً لأوباما و1498 لكلينتون. ويشير بعض المعلقين الى ان فرص السيدة الأميركية الأولى السابقة بالفوز تتضاءل يوماً بعد يوم، فيما ترى صحيفة"بوليتيكو"الأميركية أن لا بد من ان يضرب"نيزك سياسي"اوباما لكي تخرج كلينتون منتصرة من المعركة. حتى ان أحد المستشارين في فريق كلينتون اقر للصحيفة"بأنها ستكون قريبة من اوباما لكنها بالتأكيد لن تضاهيه في عدد المندوبين". وستعتمد حظوظ كلينتون على إقناع المندوبين الكبار بأنها المرشح الأقدر على هزيمة ماكين، مسلحة بأرقام الاستطلاعات على الساحة الوطنية وفي ولايات حاسمة مثل أوهايو وفلوريدا وبنسيلفانيا حيث تعكس الأرقام قوة أكبر لكلينتون من أوباما في وجه ماكين. وتراجع التأييد للمرشح الأفريقي - الأميركي في شكل كبير في أوساط الطبقة الوسطى والبيض. إلا أن المندوبين الكبار يتخوفون من الانقلاب على العملية الحسابية واختيار كلينتون في حال استمرار تراجعها في عدد المندوبين، ولتحاشي أي انقسامات في الحزب أو تهميش لمناصري أوباما. ويشير آخر استطلاع للرأي أجراه معهد راسموسن أمس الى تقدم كلينتون بفارق ضئيل 45-44 في المئة، مقابل قفزة أكبر لها في بنسيلفانيا بمعدل 17 نقطة. وتستخدم كلينتون حجة نجاحها في الولايات الكبرى كاليفورنيا، ماساشوستس، أوهايو، نيويورك، فلوريدا لتبرير قوتها أمام ماكين مقارنة بأوباما الذي فاز في ولايات معظمها تميل الى الجمهوريين في تشرين الثاني نوفمبر مثل كنساس ومينيسوتا ووايومينع وأيوا. وتوجه أوباما في عطلة"عائلية"أمس، في وقت عاد ماكين من جولته الخارجية في الشرق الأوسط وأوروبا. وأجمع مراقبون سياسيون مخضرمون أبرزهم جون هاروود في صحيفة نيويورك تايمز ونعوم شايبر موقع مجلة نيو ريبابلك على تضاعف حظوظ ماكين في الفوز بالرئاسة اثر تخبط الصف الديموقراطي الداخلي، ورأوا أن نجاح ماكين في استخدام الأسابيع المقبلة لرسم صورة له تميزه عن الرئيس جورج بوش سيكون محورياً للمعركة لاحقاً أمام أي من كلينتون أو أوباما. ويستفيد محارب فييتنام السابق من أرقامه الإيجابية في أوساط الأميركيين من الحزبين، وقوته في جذب أصوات المستقلين ونظراً لمواقفه الصريحة والمعارضة للولاء الحزبي أحياناً مثل دعوته لإغلاق معتقل غوانتانامو أو العمل لمكافحة الاحتباس الحراري وهو ما عارضته الإدارة الحالية.