أطلقت السناتور هيلاري كلينتون، بعد سلسلة انتكاسات انتخابية وتعديلات واستقالات في حملتها لكسب ترشيح الحزب الديموقراطي الى الرئاسة الاميركية، استراتيجية جديدة لإنقاذ حظوظها المتبقية لكسب السباق. وتعتمد هذه الاستراتيجية على نبرة هجومية"مدوزنة"ضد منافسها السناتور باراك أوباما، وخطاب اقتصادي شعبوي يستميل الطبقة الوسطى في الولايات المحورية التي تتقدم فيها. وفي المعسكر الجمهوري، حظي مرشح الصدارة جون ماكين بهدية ثمينة أول من أمس، مع اعلان منافسه السابق ميت رومني دعمه واعطاءه، اضافة الى التأييد في صفوف المحافظين، 291 مندوبا كانوا صوتوا له. ويقف ماكين اليوم على بعد 40 مندوبا فقط من انهاء معركة الجمهوريين وحصد اللقب ب1190 مندوباً، وليتجه بذلك نحو انطلاقة مبكرة لحملته الوطنية. واتضحت آثار التغييرات، التي طاولت مواقع الادارة ومهمات تنظيمية في حملة كلينتون، في الاستراتيجية الهجومية الشرسة ضد أوباما وتعديل شامل في خطاب المرشحة وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون. وكانت أولى هذه الاشارات في اعلان في ولاية ويسكونسن وسط التي تصوت الثلثاء يأخذ على أوباما رفضه مواجهة كلينتون في مناظرة تلفزيونية كانت مقررة أمس. وتبع ذلك تصريحات من الأميركية الأولى سابقا في ولايات أوهايو وتكساس تصور أوباما بأنه"مرشح المنابر والفن الخطابي والكلام الرخيص"فيما وصفت نفسها بأنها"مرشحة الحل والتغييرات الملموسة"، مضيفة نبرة شعبوية لخطابها الاقتصادي في الطريق الى أوهايو وتكساس وبنسلفانيا حيث الأكثرية من الطبقة العمالية والمتضررين من ارتفاع نسب البطالة في عهد الرئيس جورج بوش. وفيما ساعد كلينتون أمس اعلان فوزها في ولاية نيو مكسيكو وبفارق ضئيل ألفي صوت على أوباما، وتقدمها في الاستطلاعات، وبنسب عالية في أوهايو وتكساس التي تصوت في الرابع من آذار مارس، تتخوف الحملة من اندثار هذا الفارق بفعل زخم حملة أوباما واحتمال تحقيقه نصرا آخر في ويسكونسن حيث أشارت الاستطلاعات الى تقدمه بأربع نقاط، وهو كان توجه أمس الى الولاية لاستضافة تجمعات انتخابية فيما ركزت كلينتون على أوهايو وتكساس التي زارها بيل كلينتون. وتحتاج كلينتون الى فوز مقنع وبنسب تتعدى عشرة في المئة في هاتين الولايتين الغنيتين بالمندوبين للعودة الى السباق والتعادل مع أوباما. وسيساعدها هناك تصدر الهم الاقتصادي والمعيشي ووجود كثيف للأقلية اللاتينية في تكساس والناخبين البيض في أوهايو. وقد تكون أي خسارة فيهما قاضية على الحملة وقد تعني خروجها من السباق. وتعرضت حملة كلينتون الى ضغوط متزايدة مع اعلان كبريات نقابات الاتحاد العمالي العام دعم أوباما، وتسرب معلومات عن تحول المناضل الحقوقي الافريقي الأميركي جون لويس عن دعم المرشحة. كما يستفيد أوباما من رصيد تبرعات ضخم يضعه في الصدارة. ونقلت تقارير اعلامية أمس أن أوباما قدم حوالي 692 ألف دولار لشخصيات نافذة أو ما يعرف ب"كبار المندوبين"في الحزب قررت دعمه، في مقابل 194 ألفا قدمتها كلينتون. وتدعم 260 شخصية حزبية كلينتون، و156 أوباما.