يستعد المرشحون الرئاسيون في الانتخابات التمهيدية الأميركية لخوض معركة "الثلثاء الكبير" غدا في 24 ولاية، في ظل توقعات بفوز السناتور الجمهوري جون ماكين بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، وتأجيل الحسم لدى الديموقراطيين الى ولايات ومراحل أخرى، نظرا الى احتدام التنافس بين المرشحين هيلاري كلينتون وباراك أوباما، مع تسجيل تقدم طفيف للأولى في الاستطلاعات. وعلى رغم فوز المرشح الجمهوري ميت رومني في ولاية ماين أمس وحصده 50 في المئة من الأصوات هناك، لا يبدو التأييد لحاكم ولاية ماساتشوستس السابق في باقي الولايات كافياً لفوزه غدا في"التسونامي الانتخابي"على منافسه الأوفر حظا ماكين والذي تقدم بحسب الاستطلاعات أمس، في 23 من أصل 24 ولاية تصوت غدا. وتقدم ماكين الى حد كبير في ولايات كبرى لا سيما في نيويورك وكاليفورنيا، مستفيدا من دعم المؤسسة الحزبية ما يرجح حسمه اللقب ليل غد الثلثاء، وباعتبار أن النظام المعتمد حاليا لدى الجمهوريين يمنح كل أصوات المندوبين للمرشح الذي يحل اولا في الولاية ولا يكافئ من يحل في المرتبتين الثانية و الثالثة. وتبت معركة"الثلثاء الكبير"في مصير 1081 مندوبا من اصل 2380 يحضرون المؤتمر الجمهوري، ويتقدم ماكين حاليا في عدد المندوبين. وتأتي المكاسب التي حققها السناتور الجمهوري في أعقاب انتصاراته في ساوث كارولاينا وفلوريدا، وبعد انسحاب المرشح الجمهوري رودولف جولياني من السباق. وتعكس تلك المكاسب تحولا جذريا في النمط الانتخابي وصعودا للمرة الأولى منذ 1992 للمعتدلين داخل الحزب الذي يمثلهم ماكين على رغم معارضة شرسة من القاعدة المتدينة والمحافظة في الحزب والتي أوصلت الرئيس جورج بوش مرتين الى البيت الأبيض. ويتقدم ماكين في الاستطلاعات بنسبة 48 في المئة وفارق 24 نقطة عن رومني الذي يتهمه بتبني قيم"ليبرالية"وغير محافظة. وحاول ماكين التواصل مع القاعدة المحافظة أمس، وتصوير نفسه الشخص الأفضل للفوز في منافسة كلينتون او اوباما في المرحلة الأخيرة من السباق.وأشار ماكين خلال تجمعات انتخابية الى رصيده في الكونغرس متعهدا ب"عدم الاستسلام"في"الحرب على الإرهاب"ومطاردة أسامة بن لادن"حتى أبواب جهنم". في المعسكر الديموقراطي، بدت الصورة أكثر ضبابية عشية معركة"الثلثاء الكبير"، في ظل تقارب نتائج الاستطلاعات في عدد من الولايات بين كلينتون وأوباما. واظهر استطلاع جديد لصحيفة"واشنطن بوست"أمس، تعادل المرشحين الديموقراطيين و حصول كلينتون على نسبة 47 في المئة في مقابل 43 في المئة لاوباما. وتعكس الاستطلاعات قوة أوباما بين السود وبنسبة 4 الى واحد، تبرز قوة كلينتون في صفوف الأقلية اللاتينية وبالنسبة ذاتها. ومن اجل الفوز من جانب الديموقراطيين يتعين على المرشح الحصول على دعم 2025 مندوباً. وسيتم اختيار 2084 مندوبا ديموقراطيا في انتخابات"الثلثاء الكبير"الا أن تقارب الشعبية وتوزع الأصوات على قاعدة النسبية وليس التراتبية كما لدى الجمهوريين، يقلل من فرص حسم لقب الديموقراطيين. وقد يضطر المرشحان لانتظار الحسم في 4 آذارمارس المقبل، حين تنظم الانتخابات التمهيدية في اوهايو وتكساس.