دعا مؤتمر للعشائر العراقية في محافظة ديالى الحكومة الى إعادة إعمار مدن المحافظة، فيما كشفت مصادر أمنية أنها تعد خطة جديدة لتعقب مقاتلي"القاعدة"في مناطق لا يزالون ينتشرون فيها. وأوضح ل"الحياة"الناطق باسم"مجلس إسناد عشائر ديالى للمصالحة الوطنية"الشيخ صباح الشمري أن"تحقيق الأمن والاستقرار في المحافظة رهن بتولي الحكومة ملف إعادة المهجرين". وأشار الى أن"العنف الطائفي تسبب بتدهور أوضاع المدينة كلياً على رغم الانجازات الأمنية التي يجب المحافظة عليها من خلال القضاء على الجماعات الارهابية". وأضاف أن"مؤتمراً للعشائر عُقد في مضيف الشيخ درع علي الفياض في ناحية الجديدة التابعة لقضاء الخالص، دعا الحكومة الى التزام عدد من المطالب بينها إعادة إعمار محافظة ديالى وإعادة المهجرين وتخليص الأهالي من بعض البؤر الإرهابية في المحافظة". وفي هذا السياق، أكد آمر الفوج الثالث في الفرقة الخامسة في الجيش العراقي العقيد علي الكرخي أن"العمليات العسكرية التي شنتها القوات المشتركة تمكنت من تأمين عودة 400 عائلة مهجرة"، مشيراً الى أن"القوات العراقية تعد حالياً خطة أمنية للقضاء على ما تبقى من بعض الجيوب الارهابية". وتشهد قرى ونواحي في شمال خان بني سعد عملية"صيد الثعالب"التي تشنها قوات أميركية - عراقية لتعقب مسلحي"القاعدة"، في وقت أكد فيه قائد عمليات ديالى أن هذه العمليات العسكرية هي الأخيرة ضمن مراحل"الحرب على الارهاب"فى مناطق بني سعد التي كانت تسيطر عليها الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم"القاعدة". ويؤكد مسؤولون أمنيون أن غالبية بلدات بعقوبة وأقضيتها، التي شهدت حملات أمنية لتطهيرها من"القاعدة"، ما زالت خاضعة إلى سيطرة الجماعات المسلحة وعناصر تابعة لتنظيم"دولة العراق الاسلامية". وكشف ل"الحياة"مسؤول طلب عدم ذكر اسمه أن"مسألة القضاء على القاعدة في بعقوبة مستحيلة في ظل وجود الخلافات السياسية والقبلية، ناهيك عن التخبط الأمني الذي خلفته التشكيلات المسلحة بدعوى توفير الحماية والأمن للأهالي". ويطالب مسؤولون حكوميون وأمنيون بإعادة مئات العائلات المهجرة على أساس طائفي، نتيجة صراع مذهبي شهدته ديالى منذ عامين، إلى مناطقهم حيث لا تزال سيطرة الجماعات المسلحة تعيق عودتها، خصوصاً بعد تلقي عشرات العائلات تهديدات بالقتل في حال بقائها وعدم مغادرة منازلها في غضون 48 ساعة. وكشف الشيخ نايف الجبوري أن"غالبية المناطق المهجورة في ناحية جديدة الشط تحولت الى منازل للعائلات المهددة"، محذراً من"صمت الحكومة إزاء واقع ديالى الحقيقي وضرورة ايجاد حلول عاجلة بسبب فشل الاتفاقات القبلية في الحد من الظاهرة".