تعهدت القوات العراقية في محافظة ديالى القضاء على تنظيم "القاعدة" فيها خلال أسابيع من خلال عملية"حصاد الأقوياء"المطبقة حالياً، مشيرة الى تقهقر عناصر التنظيم في المناطق الغربية. جاء ذلك في حين أعلنت الشرطة العثور على جثث ستة أشخاص من عائلة واحدة، كانوا خُطفوا من منزلهم في قرية جنوببعقوبة على أيدي عناصر من تنظيم"القاعدة"الاثنين الماضي. وقال المقدم في شرطة بعقوبة نجم الصميدعي إن"مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة خطفوا فالح زمام العصملي 68 عاماً وأربعة من أولاده تتراوح أعمارهم بين 21 و38 عاماً، وابن عمهم ليل الاثنين من منزلهم في قرية النهر الكبير قرب بهرز"10 كلم جنوببعقوبة. وأضاف أن"الشرطة العراقية عثرت على جثث الضحايا مقيدي الأيدي في منطقة زراعية قرب بهرز ليل الثلثاء، وعليها آثار طلقات نارية". وأعلنت مصادر أمنية عراقية أن انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه صباح أمس أمام مدرسة وسط مدينة بعقوبة، ما أسفر عن مقتل تلميذ وجرح 21 شخصاً هم 17 فتى وأربع مدرسات، فيما أفادت وكالة"أسوشيتد برس". وقال الرائد في شرطة المدينة احمد الكرخي إن"انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه عند الباب الرئيسية لمدرسة"المطورة"وسط مدينة بعقوبة"، لافتاً الى أن"التفجير وقع عندما كان الطلبة يدخلون الى المدرسة، فيما كان الانتحاري يدفع عربة صغيرة مفخخة أيضاً". إلى ذلك، حذر مكتب إسناد ديالى من أن"يؤدي انتشار قوات البيشمركة الكردية في المناطق المحررة إلى حساسية مفرطة مع العشائر العربية هناك"، داعياً إلى تشكيل قوات"صحوة"في تلك المناطق. وأكد قائد عمليات ديالى اللواء عبدالكريم الربيعي أن"الفرقة الخامسة تمكنت من قتل ما يقارب 800 إرهابي واعتقلت حوالي ألف آخر في سلسلة عمليات عسكرية موسعة شهدتها محافظة ديالى خلال الشهور الماضية". وتعهد الربيعي خلال مؤتمر صحافي لمناسبة مرور ستة شهور على انطلاق عملية"السهم الخارق"في حزيران يونيو الماضي أن تشهد"الاسابيع المقبلة انهياراً تاماً لتنظيم القاعدة وخلاياه في محافظة ديالى"، لافتاً الى أن"الامن النسبي عاد الى غالبية مدن ديالى". ولفت عضو"مكتب اسناد ديالى"الشيخ عامر حبيب الخيزان إلى أن"الحفاظ على الأمن النسبي المتحقق في المحافظة رهن جملة إجراءات ينبغي أن تتخذها الحكومة سريعاً، وفي مقدمها تشكيل قوات صحوة من ابناء العشائر في المناطق المجاورة للقرى الكردية". واضاف الخيزان في تصريح إلى"الحياة"أن"قوات البيشمركة تنتشر في المناطق المحررة من القاعدة، ما يثير حساسية لدى العشائر العربية هناك، ولا سيما أن الأكراد يرفضون تشكيل مجالس صحوة عشائرية تحافظ على الأمن". وتابع"أن استمرار تدخل البيشمركة في مدن ديالى وقراها وإلغاء مراكز تطوع أبناء العشائر في قوات الجيش والشرطة من شأنه أن يهدد أمن المحافظة". ودعا عضو"مكتب اسناد ديالى"الحكومة إلى أن تتبنى"مشروعاً واضح الملامح للمصالحة الوطنية لاعادة العلاقات بين العشائر إلى سابق عهدها، وتوفير الدعم لها وضم أبنائها إلى قوات الأمن". إلا أن الاجراءات الأمنية المطبقة في ديالى لم تمنع من دخول عشر انتحاريات الى المحافظة، وفقاً لقائد الشرطة غانم القريشي. وأكد القريشي أن"المعلومات تشير الى أن هناك انتحاريتين تنويان تفجير نفسيهما داخل دائرة الرعاية الاجتماعية التي تضم أعداداً كبيرة من العاطلين عن العمل والأرامل والأيتام". وكشف رئيس مجلس محافظة ديالى ابراهيم باجلان نية تنظيم"القاعدة"شن هجمات مسلحة بغاز"سيانيد"ضد مسؤولي مجالس"الصحوة"وأعضائها في بعقوبة بعد حصول مسلحي"القاعدة""على هذه المادة السامة المستخدمة في تنفيذ عمليات الاغتيال عبر المصافحة"، وفقاً لباجلان. وأكد مصدر أمني أن"معلومات موثوق بها تشير إلى نية مسلحي القاعدة استخدام مواد سامة في التفجيرات الانتحارية المفترض تنفيذها ضد المسؤولين المحليين في بعقوبة". إلا أن مسؤول اللجنة الأمنية في المحافظة حسين الزبيدي اتهم"بعض الجهات بتهويل الموضوع لأغراض أخرى"، لافتاً الى أن"الأجهزة الأمنية والاستخباراتية لم تؤكد صحة التقارير بعد". وأكد مصدر أمني ل"الحياة""مقتل ثلاثة مدنيين واصابة 24 آخرين بينهم 12 طالباً وثلاثة معلمين وامرأة في انفجار سخان مفخخ يحتوي على 100 كلغ من مادة"تي ان تي"الشديدة الانفجار قرب مدرسة الجواهري شمال بعقوبة". وأضاف المصدر أن"عناصر مجهولة تمكنت من تفجير السخان بعدما استأجرت حمالاً لنقله الى المدرسة القريبة من مقر للصحوة". واتهم أتباع الامام الرباني منظمة"بدر"بمحاولة اغتيال زعيمها الروحي بعد تعرض المقر الرئيسي للجماعة إلى هجوم بقنبلة يدوية. وأشار بيان للجماعة إلى أن"قنبلة يدوية أُلقيت على مقر الامام الرباني السيد فاضل عبد الحسين المرسومي الحسيني الهاشمي في الخالص وانفجرت من دون أن تسفر عن وقوع أي خسائر سوى بعض الاضرار المادية بالمبنى". واتهم أتباع المرسومي الذي نصحته القوات الأميركية بعدم دخول ناحية الخالص تجنباً للنزاعات المذهبية، منظمة"بدر"باثارة المشاكل والسعي الى تشويه سمعة الحركة. وكان عراك بالايدي نشب بين أنصار الرباني وبين مسلحين من منظمة"بدر"أثناء مراسم اليوم العاشر من شهر محرم. ويتهم رجال دين المرسومي بادعاء النبوة بعد اعلان دعوته"الاصلاحية"في قرية جديدة الاغوات التابعة لناحية الخالص عام 2003، إضافة إلى إقامة ندوات وحلقات دراسية داخل سوق الخالص وتنظيم تظاهرات سلمية لأتباعه.