كشفت صحيفة "ذي صن" أمس، أن بريطانيا سترسل 600 جندي اضافي إلى ولاية هلمند جنوبافغانستان، ما يرفع عدد الجنود البريطانيين المنتشرين فيها إلى 8300. وأوضحت الصحيفة ان قادة الجيش البريطاني يريدون عبر هذا التحرك استثمار الانتصارات الأخيرة التي حققتها قواتهم ضد مقاتلي حركة"طالبان"، و"أهمها في بلدة قلعة موسى حيث يحتاجون إلى 150 جندياً من المشاة لتعزيز حمايتها"، بعدما استعادتها القوات البريطانية من الحركة في كانون الأول ديسمبر الماضي. وأشارت الى أن وزير الدفاع البريطاني دس براون يدرس حالياً خطة التعزيزات العسكرية إلى أفغانستان، متوقعة ان تصاق عليها الحكومة في الأول من نيسان ابريل المقبل، ثم اعلانها عنها رسمياً بعد أسبوع. ويأتي التحرك العسكري البريطاني وسط خلاف حاد بين الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي الناتو في شأن مساهماتها العسكرية في أفغانستان. يشار إلى أن 84 جندياً بريطانياً قتلوا في عمليات قتالية ضد عناصر"طالبان"خلال الأعوام الماضية. وأعلن الحلف الأطلسي مقتل جندي في صفوفه في انفجار استهدف دورية لقواته في جنوبأفغانستان، وذلك بعد ايام من رفض الجنرال جون كرادوك، القائد الأعلى للحلف لدى زيارته كابول، قول البريطاني بادي أشداون المرشح السابق لمنصب مبعوث الاممالمتحدة في أفغانستان إن"الحلف يعاني من فوضى، وقد يواجه هزيمة". وكرر كرادوك تصريحات سلفه الجنرال جيمس جونز على صعيد ضرورة تعزيز تنسيق أعمال الأمن والاعمار، وحض دول الحلف على انهاء القيود على استخدام قواتها مطالباً بعتاد واموال اضافية. وقال:"نريد دفعة قوية لمعالجة الفجوات في مهمة الحلف خلال القمة المقبلة المقررة لدوله في بوخارست من الثاني الى الرابع من نيسان ابريل المقبل، وجهوداً مستمرة لتقليص العقبات والقيود".وأشار كرادوك الى نجاح مشاريع توفر وظائف نفذتها الولاياتالمتحدة في شرق أفغانستان بتمويل قدره 200 مليون دولار، مشدداً على ضرورة"تدقيق بعض الدول في أولوياتها". وتشير استطلاعات الرأي الى أن تأييد الأفغان للقوات الدولية لا يزال مرتفعاً، على رغم انه تراجع في العام الماضي بسبب تزايد أعداد الضحايا المدنيين في الهجمات الجوية مع اشتداد القتال. على صعيد آخر، وافق مجلس الأمن على تمديد مهمة بعثة الاممالمتحدة في افغانستان مدة سنة، ومنح مبعوثها الجديد النروجي كاي ايدي صلاحيات أوسع في تنسيق الجهود الدولية لمحاربة تمرد"طالبان"وتنظيم"القاعدة"وبقية الجماعات المسلحة والمجرمين وتجارة المخدرات. وأوصى المجلس بتوسيع نشاطات الأممالمتحدة في انحاء البلاد، وزيادة التنسيق بين المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة والحكومة الأفغانية وقوات"الأطلسي". وقال مندوب واشنطن لدى الأممالمتحدة زلماي خليل زاد ان"أولويات ايدي تتمثل في اقامة علاقة ثقة وتعاون مع الرئيس الأفغاني حميد كارزاي كي يتسنى لهما الاتفاق على كيفية الاستفادة من المساعدات المدنية والعسكرية". اما مندوب بريطانيا لدى الاممالمتحدة جون سويرز فلمح الى ان ايدي سيدعم ايضاً مساعي المصالحة الافغانية مع مقاتلي"طالبان"التي تهدف الى اقناعهم بإلقاء السلاح وتأييد حكومة كارزاي.