اجتمع رئيس القيادة المركزية الأميركية الجنرال جون أبي زيد الذي تنتهي ولايته الشهر المقبل مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس، لاستعراض التعاون في مكافحة تهديدات حركة "طالبان" في أفغانستان. وأعلن الجيش الباكستاني أن أبي زيد أبدى خلال المحادثات في مدينة روالبندي المجاورة لإسلام آباد تقديره للعلاقات الممتازة بين القوات المسلحة في البلدين،"فيما أمل مشرف بتعزيز العلاقات خلال السنوات المقبلة". وجاءت الزيارة فيما تسعى وزارة الدفاع الأميركية لتعزيز قواتها في أفغانستان تحسباً لهجوم واسع يتوقع أن تشنه"طالبان"بدءاً من الربيع المقبل، وذلك استكمالاً لتصاعد هجمات الحركة السنة الماضية. وتلت اجتماعات أبي زيد زيارة وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الذي جدد تأكيد أن باكستان"حليفة قوية للغاية"في الحرب على الإرهاب، ودعا إلى تشكيل جبهة أكثر تنسيقاً لمحاربة المتشددين. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن لواءً كان تقرر نشره في العراق سيتوجه إلى أفغانستان للحفاظ على مستوى قتالي أعلى للقوات في مواجهة مقاتلي"طالبان". وسيحل اللواء 173 المحمول جواً الذي يضم 320 جندياً ويتمركز في فيتشنزا بإيطاليا بدلاً من لواء آخر مددت خدمته أربعة شهور الشهر الماضي، من أجل دعم القوة الأمنية التي يقودها حلف شمال الأطلسي ناتو قبل الربيع. وينتشر حوالى 27 ألف جندي أميركي في أفغانستان، بينهم حوالى 15 ألفاً ضمن قوة حلف شمال الأطلسي، بينما تتولى بقية القوات مهمات تتراوح بين مكافحة الإرهاب وتدريب القوات الأفغانية. على صعيد آخر، أعلن السفير الأميركي في كابول رونالد نومان أن الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي تستطيع بذل مزيد من الجهود لمساعدة قوة الحلف في مواجهة مقاتلي"طالبان"جنوبأفغانستان. وقال:"يبذل بعض الشركاء في الحلف مثل البريطانيين والكنديين والهولنديين والدنماركيين والرومانيين جهوداً كبيرة، لكنني أتمنى أن أرى دول الحلف تضع قوات تعتبرها القيادة العسكرية للحلف ضرورية"، معتبراً أن"سوء فهم الوضع أو عدم الدراية به"يقف وراء تردد بعض الدول في إرسال قوات إضافية. وترفض فرنسا وإيطاليا وألمانيا التي ينتشر جنودها في مناطق آمنة نسبياً، إرسال قوات إلى الجنوب المضطرب. وفي لندن، أبدى الرئيس الأفغاني حميد كارزاي ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير تفاؤلهما بنتائج الحرب التي تشن على"طالبان"، وحضا باكستان على المساهمة في هذه الحرب. وشدد بلير على عزم بريطانيا"إنهاء العمل"بالتعاون مع قوات الحلف الأطلسي لإفشال تهديدات"طالبان"جنوبأفغانستان، وقال:"إنها معركة مشتركة، لذا من المهم أن تبقي بريطانيا التزامها في أفغانستان"، داعياً باكستان إلى توقيف كل فرصة لتوفير دعم عبر الحدود للقتال في أفغانستان،"إذ يدعم هذا الأمر مصلحتها". وأبدى كارزاي ارتياحه لتطور التعاون مع باكستان، مشيراً إلى خفض اعتداءات الإرهابيين منذ أيلول سبتمبر الماضي. وقال:"استطيع أن أتحدث بارتياح عن الأعمال التي أنجزتها باكستان أخيراً, واتطلع إلى استمرار ذلك في المستقبل".