وصل وفد من مجلس الأمن إلى العاصمة الأفغانية كابول أمس، للاطلاع على البرامج والتحديات التي تواجه البلاد. ويلتقي الوفد الذي يرأسه السفير الياباني لدى الأممالمتحدة كينزو أوشيما ويضم مندوبين من الأرجنتين والدنمارك وفرنسا واليونان وقطر وروسيا وسلوفاكيا وبريطانيا والولايات المتحدة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي ووزراء آخرين وممثلي المجتمع المدني ووكالات الأممالمتحدة في البلاد. ويتوجه أيضاً إلى جنوبأفغانستان من اجل إظهار التضامن مع المجتمعات المحلية الأكثر تضرراً في المعارك الأخيرة بين المتمردين والقوات الحكومية والأجنبية. وقال أوشيما في مطار كابول الدولي:"نعترف جميعنا بأنه يجب إنجاز مزيد من الأعمال والمشاريع، وأعتقد بأن استمرار التزام الشعب الأفغاني سيحقق السلام والاستقرار والتقدم". أما سلطان أحمد باهين، الناطق باسم وزارة الخارجية الأفغانية فاعتبر زيارة الوفد فرصة جيدة كي يعبر السياسيون الأفغان عما يقلقهم. في غضون ذلك، عقد مجلس المراقبة والتنسيق المشترك الذي يضم مندوبين عسكريين من أفغانستان وباكستان والقوة الدولية للمساعدة في إرساء الأمن"إيساف"والتابعة لحلف شمال الأطلسي الناتو اجتماعاً في كابول. واستعرض الاجتماع تقارير من اللجنة الفرعية لأمن الحدود والاستخبارات العسكرية ومجموعة العمل الخاصة بمكافحة المتفجرات البدائية. وأعلن المجتمعون في بيان تشكيل مركز عمليات استخباراتي مشترك للتعاون في تحليل المعلومات، وأشاروا إلى مقتل اكثر من 3700 متمرد ومدني في معارك أو اعتداءات في أفغانستان منذ بدء السنة الحالية، أي أربعة أضعاف عددهم العام الماضي،"ما يعكس التشاؤم الشديد من الوضع السائد". وكانت المنظمات الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان حددت عدد القتلى المدنيين بحوالى ألف، علماً أن تقرير نشر على موقع الحكومة الأفغانية على شبكة الإنترنت أشار إلى أن أعمال العنف المرتبطة بحركة التمرد"زادت من اقل من 300 شهرياً نهاية آذار مارس إلى اكثر من 600 نهاية أيلول سبتمبر 2006، في حين بلغت حوالى 130 شهرياً عام 2005". على صعيد آخر، نقلت مجلة"فوكوس"الألمانية عن القائد الأعلى لقوات حلف الأطلسي في أوروبا الجنرال جيمس جونز انه يأمل بمشاركة قوات ألمانية في عمليات ضمن جنوبأفغانستان، في وقت أكد تفهمه لأسباب تردد ألمانيا وشكوكها في شأن دفع جنودها إلى منطقة المعارك. ودعا جونز مجدداً إلى رفع القيود المختلفة المفروضة على مهمات 37 دولة تشارك في عملية أفغانستان،"إذ يشكل ذلك خطوة كبيرة في إطار تعزيز الإمكانات". ووصف جونز الذي سيتقاعد الشهر المقبل ويترك منصبه إلى الجنرال الأميركي بانتز كرادوك"عملية ميدوزا"التي اعتبرت الأوسع للحلف بالتعاون مع الجيش الأفغاني ضد مقاتلي حركة"طالبان"بأنها"العملية الناجحة الأولى للقوات البرية للحلف"، مشيراً إلى ضرورة إلحاق هزيمة ساحقة بمقاتلي الحركة.