قياس مستوى السكر في الدم مهم جداً لنفي الإصابة بالداء السكري أو إثباتها، وتكمن خطورة السكري في كثرة حدوثه والعبء الثقيل لمضاعفاته والعجز الذي يمكن ان ينتج منه. وكشف الداء السكري غالباً ما يتم بالصدفة أو بعد ظهور أحد مضاعفاته الثقيلة. وتدل التحريات الى ان نصف المصابين بالداء السكري غير مشخصين، اي ان أصحابه لا يعرفون أن مرضاً يعمل هدماً وتخريباً في أجسامهم. ومن أجل كشف الداء السكري باكراً تنصح الجمعية الأميركية للداء السكري كل من تجاوز الخامسة والأربعين من العمر بإجراء الفحص الدوري للسكر، لا بل القيام به قبل ذلك في حال توافر عوامل خطر تؤهب للإصابة بالداء السكري مثل ارتفاع ضغط الدم ووجود أسباب عائلية وراثية للإصابة بالسكري وارتفاع شحوم الدم والسمنة وتصلب الشرايين ووجود إصابة قلبية وعائية. هناك قياسات عدة لمستوى السكر في الدم: - قياس سكر الدم بعد الصيام لمدة 10 الى 12 ساعة. - بعد تناول الطعام بساعتين. - بشكل عشوائي، في أي وقت ومن دون أن تكون له علاقة مع الأكل. - اختبار تحمل السكر بالفم بعد تناول محلول سكري. ويجرى هذا الفحص عند الحامل لكشف السكري الحملي. ان القيم الطبيعية لمستوى السكر في الدم تختلف بحسب العمر: عند الطفل المولود قبل الأوان: 20 الى 60 ملغ في الديسيليتر من الدم. عند الوليد: 30 الى 60 ملغ في الديسيليتر. عند الرضيع: 40 الى 90 ملغ في الديسيليتر. عند الأطفال ما قبل السنتين: 60 الى 100 ملغ في الديسيليتر. عند الأطفال فوق السنتين والبالغين: 70 الى 110 ملغ في الديسيليتر. ان ارتفاع السكر في الدم لا يشاهد في مرض السكري وحسب بل في أمراض أخرى من بينها: داء كوشينغ، فرط نشاط الغدد نظيرة الدرقية، التهاب البانكرياس، الورم الغدي في البانكرياس، مرض ضخامة النهايات. وهناك عوامل تتدخل في رفع مستوى السكر في الدم، منها الضغوط النفسية، والتدخين، والقهوة والأدوية. في المقابل ينخفض مستوى السكر في الدم في الحالات الآتية: داء اديسون، قصور الغدة الدرقية، قصور الغدة النخامية، الورم الأنسوليني، آفات الكبد الشديدة، تناول بعض أنواع الأدوية. ماذا عن أجهزة قياس سكر الدم المنزلية؟ وهل صحيح انها تعطي نتائج أقل دقة من تلك التي يعطيها المختبر؟ لقد أصبحت أجهزة قياس سكر الدم المنزلية في متناول الجميع، وهي سهلة الاستعمال، وتسمح للمصابين بالداء السكري بمعرفة مستوى السكر قبل تناول الطعام وبعده بالتالي أخذ الجرعة المناسبة من الدواء، خصوصاً عند أولئك الذين يعانون من السكري المعتمد على الأنسولين. صحيح ان نتائج قياس السكر بالأجهزة المنزلية هي أقل دقة من النتائج التي يتوصل اليها المختبر، لكن الفارق ليس كبيراً، أما السبب فيرجع الى ان الدم في الأجهزة المنزلية يؤخذ من الشعيرات الدموية، في حين انه في المختبر يسحب من الوريد. وعلى صعيد أجهزة قياس السكر المنزلية، هناك قفزات نوعية تم التوصل اليها وأخرى على الطريق، وهذه من دون شك تخفف من الأعباء الملقاة على كاهل المصابين وتمكنهم من المحافظة على معدل السكر في الدم بحيث يكون أقرب ما يكون الى الرقم الطبيعي، لأنه كلما تمت المحافظة على معدلات السكر العادية ابتعدت اختلاطات الداء السكري.