تضاربت المعلومات في شأن الانفجارات العنيفة التي وقعت في مستودع"غارديس"للأسلحة العسكرية قرب العاصمة الألبانية تيرانا. وتواصلت الانفجارات لأكثر من ساعتين وكانت من الشدة بحيث وصل دويها الى العاصمة المقدونية سكوبيا على بعد 180 كيلومتراً من مكان الانفجارات، وأوقعت بحسب حصيلة غير نهائية صدرت امس، خمسة قتلى و243 جريحاً بينهم 12 في حال خطرة داخل المستودع والمنطقة المحيطة به. ولا تزال اسباب الحادث غير معروفة، فيما استبعد رئيس الحكومة الألبانية صالح بريشا في تصريحات نقلها تلفزيون تيرانا"فرضية العمل الإرهابي، ورجح ان تكون الكارثة نجمت عن خطأ بشري أو انفجار عرضي نتيجة تقادم الذخائر". وأضاف ان المستودع"يضم فائضاً كبيراً من الذخائر التي تعود للجيش الألباني، وكان يجري التخلص منها بواسطة شركة مقاولات ألبانية تعمل بالتعاون مع مؤسسة متخصصة اميركية". ونفى وجود أشخاص أجانب في المستودع وقت وقوع الحادث"الخطر جداً". لكن جويلا ميكاني الناطقة باسم بريشا، قالت:"كانت تعمل في المستودع ثلاث فرق يتكون كل منها من 21 شخصاً اثناء وقوع الانفجارات، بينهم مواطنون اميركيون، كما دُمّر عدد من المنازل في محيط المستودع بمسافة كيلومترين، اضافة الى أضرار مادية في المطار المدني للعاصمة مطار الأم تيريزا القريب من المستودع والذي أُغلق لبعض الوقت امام الرحلات الجوية". اما السفارة الأميركية في تيرانا، قالت في بيان:"لا نستطيع تأكيد خبر وجود رعايا اميركيين في المستودع اثناء وقوع الانفجارات". وأشارت مصادر صحافية، الى ان"الانفجارات وقعت عندما كانت فرق ألبانية وأميركية تتولى نقل ذخائر من المستودع الذي يمثل مكاناً رئيساً لتجميع الذخائر القديمة". وعرض تلفزيون تيرانا امس صوراً لعشرات المباني التي ألحقت بها الانفجارات اضراراً جسيمة ومئات الأشخاص الذين أصبحوا من دون مأوى، إضافة الى صور لمئات الألبان من ألبانيا وكوسوفو ومقدونيا وهم يتبرعون بدمائهم للمصابين. ويرى مراقبون ان الذخائر الموجودة في هذا المستودع، جمّعت فيه خلال السنوات الأخيرة، لأن غالبية الأسلحة القديمة فيه كانت نُهبت صيف 1997 خلال الفوضى التي عمّت ألبانيا إثر الاضطرابات التي حصلت ضد حكومة صالح بريشا آنئذ بسبب انهيار الشركات الاستثمارية.