أكد الرئيس الاميركي جورج بوش خلال زيارته ألبانيا أمس، إيمانه باستقلال كوسوفو وانه يواصل تحركاته في هذا المجال ويرفض"حواراً إلى ما لا نهاية"حول هذه القضية، فيما أوضح رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا بعد لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبورغ ثبات الموقف الصربي - الروسي الموحد تجاه وضع كوسوفو. وعقد بوش في ختام زيارته لألبانيا مؤتمراً صحافياً مع رئيس الحكومة الألبانية صالح بريشا، قال فيه:"نريد من صربيا أن تسمع وتتأكد من أن الولاياتالمتحدة تقدم دعماً قوياً لخطة المشرف الدولي مارتي أهتيساري، ونؤمن باستقلال كوسوفو حيث تتواصل تحركاتنا وجهودنا الديبلوماسية للوصول إلى هذه النتيجة، ونرفض حواراً إلى ما لا نهاية في أمور هذه المشكلة". وأضاف:"ندفع مسيرة كوسوفو إلى الأمام، وأن النهاية الأخيرة لهذه القضية هي استقلال كوسوفو، وتحدث في ألبانيا في هذا الخصوص، وأن أميركا وألبانيا تدعمان هذا الاستقلال بصورة كاملة، وندعو إلى هدوء سكان كوسوفو لأننا نسعى إلى تحقيق هدفهم واستقرار بلدهم". وأجاب بوش على أسئلة للصحافيين، قائلاً:"كوسوفو يجب أن يحظى بالاستقلال، ونرجو أن تفهم روسيا الوضع، وإن لم نصل معها إلى نتيجة، فإن قرارنا النهائي هو الاستقلال". وفي شأن العلاقات الاميركية ? الألبانية قال:"نتطلع إلى تعاون أميركي ألباني، وانضمام ألبانيا إلى عضوية حلف الشمال الأطلسي". ومن جانبه، قال رئيس الحكومة الألبانية صالح بريشا:"حظينا بالدعم الكامل من الرئيس بوش في شأن استقلال كوسوفو، الذي يدرك في شكل كامل ضرورة عدم استمرار وإطالة أمد الوضع الحالي في كوسوفو". وكان الرئيس الأميركي جورج بوش وصل برفقة زوجته لورا إلى مطار تيرانا صباح أمس، في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس أميركي إلى ألبانيا استغرقت نحو سبع ساعات، ونقل التلفزيون الألباني غالبية تفاصيلها بصورة مباشرة، وغادر بعدها إلى العاصمة البلغارية صوفيا في زيارة مماثلة. والتقى بوش في تيرانا، كلاً من:"الرئيس الألباني ألفريد مويسيو ورئيس وزرائه صالح بريشا، ورئيس الحكومتين: الكرواتية إيفو سانادير، والمقدونية نيكولا غرويفسكي. وتولت القوات الأميركية أمن الرئيس بوش، إذ انتشرت منذ أيام عدة في ألبانيا مستخدمة المرافئ والمطارات في البلاد للتدخل السريع في حال وقوع تحركات إرهابية تهدد حياة الرئيس، ولم يُسمح لأي قوات ألبانية بحمل السلاح بالقرب من الأماكن التي تحرك فيها الرئيس الزائر. ولقي الرئيس بوش استقبالاً حافلاً في تيرانا حيث أطلق اسمه على أحد الشوارع الرئيسة فيها وصدر طابع تذكاري بالمناسبة، وانتشرت في أنحاء العاصمة يافطات ترحب بالرئيس الأميركي وحولها صوره وأعلام بلاده، كما تم منح بوش أرفع الأوسمة الألبانية، وذلك مقارنة بالاحتجاجات التي لاحقته في إيطاليا التي توجه منها إلى ألبانيا. وأفاد تلفزيون تيرانا، أن ألبانيا حققت ثلاثة أمور مهمة لها من زيارة الرئيس بوش، هي: تأكيده على الموقف الأميركي الداعم لاستقلال كوسوفو سريعاً، ودعم انضمام ألبانيا إلى عضوية حلف شمال الأطلسي، وتقديم مساعدات اقتصادية لإنهاض الاقتصاد الألباني. يكون في مقدوره التهيؤ لمعايير الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ويرى الألبان، أن دعم الرئيس بوش لألبانيا، يأتي كمكافأة على دعم بلادهم العمليات العسكرية الدولية في أفغانستان والعراق التي تشارك ألبانيا بكتيبة من الجنود في كلا البلدين، كما أن ألبانيا منحت حق اللجوء للسجناء السابقين في معتقل غوانتانامو الأميركي الذين لم يتمكنوا من العودة إلى بلادهم. صربيا وروسيا في المقابل، نقل تلفزيون صربيا أمس عن رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا، بعد لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبورغ أمس، أن صربيا وروسيا"لم يغيرا موقفهما الموحد من كوسوفو، وهما يرفضان أي قرار جديد لمجلس الأمن لا يلتزم القرار السابق الصادر في حزيران - يونيو 1999 الذي يعتبر كوسوفو جزءاً من أراضي صربيا، بأعلى درجات الحكم الذاتي". وأضاف أن موقف الرئيس بوتين، وهو أنه"لا ينبغي فرض وجهة نظر بلد على بلد آخر، وأن كوسوفو جزء لا يتجزأ من صربيا، وان هذا الوضع لا يمكن تغييره إلاّ برضا الطرفين الصربي والألباني، وأنه لا يجوز أن يُفرض على صربيا قرار يختلف عن المعايير الدولية". احتجاجات روما وشهدت العاصمة الإيطالية ليل اول من أمس صدامات عنيفة بين متظاهرين ضد زيارة بوش ورجال الشرطة، أدت إلى جرح تسعة أشخاص وتوقيف سبعة من بينهم خمسة إيطاليين وهنغاري وسلوفيني. وجاءت التظاهرات في اختتام زيارة بوش الرسمية الثانية الثالثة كانت للمشاركة في تشييع البابا يوحنا بولس الثاني قبل سنتين. وعلى رغم أن شوارع العاصمة خلت من مظاهر الحركة والمرور ، شهدت المدينة تظاهرات ومسيرات احتجاجية ضد الرئيس الأميركي وسياساته واندلعت مواجهات بين المتطرفين ومفارز الشرطة التي كانت تراقب المسيرة. وكانت أحزاب وحركات مناهضة للعولمة وللسياسة الأميركية أعلنت عن الاحتجاجات قبل أيام من وصول بوش إلى روما وحذرت من احتمالات تكرار ما حدث في مدينة روستوك الألمانية قبيل انعقاد قمة الثماني الأخيرة في ألمانيا. وطالبت أنصارها بالحيلولة دون تسلل أعضاء الجماعات الفوضوية والمتطرفة المعروفة ب"بلاك بلوكس"ومنعها من حرف"التظاهرة الاحتجاجية السلمية عن مسارها وتحويلها إلى فرصة للصدام مع رجال الشرطة الإيطالية". وميّز تظاهرة روما اشتراك عدد من الأميركيين الذين حملوا لافتات تندد بسياسة بوش وتنعته ب"الإرهابي"