حذرت مصادر أمنية في محافظة ديالى أمس، من ظاهرة جديدة بدأت تظهر على السطح، وهي"حريم القاعدة"اللواتي يجنّدن الانتحاريات داخل المعتقلات وخارجها. جاء ذلك في حين دعا محافظ ديالى رعد جواد التميمي"المتورطين في جرائم القاعدة إلى العودة إلى الصف الوطني وإعلان براءتهم من الارهاب والارهابيين قبل فوات الأوان"، مشيراً الى أن نهاية التنظيم باتت وشيكة في هذه المحافظة شمال غربي العراق. وشدد التميمي في تصريح الى"الحياة"على"ضرورة أن يراجع المتورطون مع القاعدة أنفسهم لأن أهالي ديالى مصرّون على إنهاء الارهاب وطي صفحاته في المدينة"، معتبراً"لجوء القاعدة الى استخدام النساء الأرامل والصغار والمجانين في تنفيذ عملياتهم البشعة دلالة هزيمة واندحار". واعتبر اغتيال رئيس مجلس"صحوة"ناحية كنعان الشيخ ثائر غضبان الكرخي بواسطة امرأة تأكيداً على وطنية وانتماء شيوخ بعقوبة. وأكد مصدر أمني أن"لجوء القاعدة إلى تنفيذ عمليات انتحارية بواسطة نساء يعتمد على وجود نساء يعانين من وضع نفسي أو اجتماعي سيئ". وكشف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ل"الحياة"أن"بعض الانتحاريات جُند داخل المعتقلات من جانب حريم القاعدة، ونفذ عمليات بعد التحاقه بالتنظيم فور اطلاقه"، مشيراً الى ضرورة"توعية النساء لمخاطر تجنيدهن من عناصر أُنيطت بها هذه المهمة. وكانت حصيلة ضحاياهن 102 قتلى في عمليات نفذت ضد مساجد ومؤسسات تربوية وحكومية وحشود متطوعين ومؤتمرات مصالحة". واعتبر قائد شرطة المدينة اللواء غانم القريشي"استهداف وجوه ديالى بواسطة نساء اعترافاً للقاعدة بالهزيمة". وأضاف في تصريح ل"الحياة"أن"استخدام القاعدة النساء في العمليات الانتحارية خطوة يائسة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المدينة". ولفت القريشي إلى أن أجهزة الأمن أوعزت الى نقاط التفتيش اتخاذ الحيطة والحذر والتشديد بعد ورود معلومات استخبارية عن التخطيط لمزيد من الهجمات ضد السيطرات الامنية". وأكد نجل الشيخ ثائر غضبان الكرخى تلقي عائلته تهديدات بعد تأسيس والده"صحوة"عشائرية في ناحية كنعان لإسناد القوى الأمنية في عملياتها العسكرية بغرض تطهير القرى المحيطة بناحية كنعان، والتي كانت تعتبر مركز قيادة تنظيم"القاعدة"والجماعات المسلحة الأخرى. وأضاف الكرخي ل"الحياة""أن امرأة ترتدي ثياباً رثة طلبت مقابلة والده ثم فجرت نفسها فور وصوله، ما أدى الى تناثر أشلائه وقتل طفلة كان يحملها إضافة الى قتل حارسه الشخصي واصابة سبعة آخرين". وشددت مصادر على أن أشلاء الانتحارية كانت بين أشلاء الضحايا التي مزقها التفجير. وتثير ظاهرة تجنيد النساء لتنفيذ عمليات انتحارية قلق مسؤولين في المحافظة فيما شددت سميرة الشبلي على ضرورة"الوقوف في وجه هذه الظاهرة، على أن يُصدر رجال الدين فتاوى تحريمية في هذا الخصوص بهدف الحد من ظاهرة تجنيد القاعدة لنساء دفعت بهن الظروف الى الانتحار تحت الضغط والترغيب".