توقف مراقبون أمس عند تهديد تنظيم "القاعدة" في المغرب العربي بتكرار الهجوم على السفارة الإسرائيلية في نواكشوط يوم الجمعة الماضي، وتلويحه بتصعيد كبير في عملياته ضد"اليهود والنصارى"في المنطقة المغاربية. وقال هؤلاء إن الهجوم في نواكشوط كان الضربة الوحيدة الممكنة لهدف"ديبلوماسي"إسرائيلي في المنطقة المغاربية، إذ أن موريتانيا هي الدولة المغاربية الوحيدة التي ترتبط بعلاقات ديبلوماسية على مستوى سفارة مع الدولة العبرية. وقال"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، في بيان نشر على الانترنت،"نناشد الغيورين من أبناء الإسلام ورجالاته في مغرب الإسلام... أن يجبروا الحكومات... على قطع العلاقات الديبلوماسية والتجارية مع اسرائيل وان يستهدفوا مصالح اليهود والنصارى وجالياتهم في المغرب الإسلامي". وهاجم ستة مسلحين سفارة إسرائيل في نواكشوط الجمعة واطلقوا الرصاص من أسلحة رشاشة على مبانيها قبل ان يفروا، إثر رد فوري من الجنود الموريتانيين المكلفين حراسة البعثة الديبلوماسية. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن البيان تهديده السفير الاسرائيلي في موريتانيا بمهاجمته مجدداً، إذ قال:"أما أنت أيها اليهودي بوعز بيسموت، أبشر بما يسوؤك ولا تفرح بنجاتك هذه المرة فلا زال في الجعبة سهام وتذكر انك في حاجة ملحة لكي تنجو كل مرة". وقال مراقبون إن الهجوم على السفارة الإسرائيلية في نواكشوط ليس الهجوم الوحيد الذي يشنه تنظيم"القاعدة"على هدف يهودي في المنطقة المغاربية. إذ أن"القاعدة"نفّذت في العام 2002 هجوماً ضد كنيس يهودي في جربة التونسية، وإن كان معظم الضحايا من السياح الألمان والفرنسيين. كما أن متشددين إسلاميين من تيار"السلفية الجهادية"شنوا هجوماً أيضاً على مقر يهودي في هجمات الدار البيضاء في أيار مايو 2003، من ضمن هجمات على أهداف أجنبية وفنادق يرتادها غربيون. وحاولت"القاعدة"في 2002 شن هجوم على طائرة تابعة لشركة"العال"وفندق يملكه يهود في كينيا. ولفت المراقبون أنفسهم إلى أن تهديد"القاعدة"الآن بشن مزيد من الهجمات ضد"اليهود والنصارى"في المنطقة المغاربية، بما فيها موريتانيا، يأتي في سياق اتجاه قيادة الفرع المغاربي لهذا التنظيم نحو إثبات انتشارها خارج معقلها الأساسي في الجزائر، حيث دأبت على تنفيذ هجمات بسيارات مفخخة يقودها انتحاريون. وعلى رغم حصول هجمات شنها متشددون في المغرب، إلا أن الهجمات الوحيدة التي ارتبطت مباشرة ب"القاعدة"كانت تلك التي حصلت في موريتانيا، ما يعني أن انتشار هذا التنظيم مغاربياً يكاد يكون محصوراً في كل من الجزائروموريتانيا. ومعلوم أن"الجماعة الاسلامية المقاتلة"في ليبيا انضمت بدورها الى"القاعدة"، لكنها لم تشن بعد أي هجوم داخل ليبيا نفسها. أما في تونس فإن السلطات فككت خلية تضم متشددين تدربوا لدى"القاعدة"في الجزائر العام الماضي.