أفرج فرع «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» في الصحراء والساحل الأفريقي عن ثلاثة جنود ماليين اختطفهم قبل فترة خلال اشتباكات مع الجيش المالي. وتتكتم باماكو على طبيعة الصفقة الذي أدت إلى الإفراج عن الجنود في منطقة قريبة من تمبكتو، إلا أن تخمينات ترجح إطلاق النظام المالي بدوره سراح ثلاثة سلفيين جهاديين ينتمون إلى التنظيم كانوا معتقلين لديه. وأعلن مسؤولون أمنيون في مالي إفراج «القاعدة» عن الجنود الذين اختطفوا قبل أسابيع في هجمات شنها الفرع الصحراوي للتنظيم على حامية للجيش. وأفيد أن الإفراج جرى في إحدى المناطق القريبة من تمبكتو، إحدى المدن الثلاث التي تسكنها غالبية من الطوارق في وسط مالي. وتوقعت مصادر تتابع ملف «القاعدة» في الصحراء أن يكون الإفراج عن الجنود تم مقابل صفقة لإطلاق سراح ثلاثة مسلحين تعتقلهم مالي منذ شهور بعد عملية شهيرة، لكن باماكو لم تعط أي تفاصيل أخرى، سيما أن ظهور أي مؤشرات إلى صفقة من هذا القبيل قد يثير مجدداً «غضباً» في الجزائر قد يعطل الحملة العسكرية التي يشترك فيها البلدان وليبيا لملاحقة التنظيم. وتشير تحركات التنظيم في المنطقة الشرقية لمالي قرب حدود موريتانيا، إلى سعي «القاعدة» إلى تحريك النشاط «الجهادي» في «بلاد شنقيط». وتوصل محققون من الأمن الموريتاني بمساعدة محققين من مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي، إلى أن فرقة «ملثمين» تأتمر من «أبي أنس الشنقيطي»، وهو «قاضي القاعدة» في الصحراء، تحاول التغلغل في العمق الموريتاني لتوسيع فرع التنظيم في الساحل. وكانت «القاعدة» قالت قبل أيام إن القيادي الموريتاني «عبد الرحمن أبي أنس الشنقيطي» أصبح «قاضي إمارة الصحراء وعضو مجلس الشورى»، بعد أسابيع من توزيعها تسجيلاً صوتياً له يهدد فيه برفع سقف التهديد ضد موريتانيا، واستهداف المصالح الغربية في دول المغرب العربي الخمس إضافة إلى مالي والنيجر ومصر. وحرض في الشريط من أسماهم «أهلنا في شنقيط»، على وقف مسار الديموقراطية في البلاد التي «غيبت الإسلام من الدولة». وقال إن هذا المسار «جعل الأعداء يستأسدون علينا ودفع إلى ظهور مآس للمسلمين في ربوع موريتانيا... الديموقراطية تتسبب في احتلال يهودي - أميركي وانتشار أحزاب الشيطان». وكانت وزارة الداخلية الموريتانية قالت إن الشخص الذي فجر نفسه السبت في نواكشوط وأصاب فرنسيين اثنين وموريتانية بجروح طفيفة، جنّده سلفيون وتلقى تدريباً «في معسكرات» المثلث الصحراوي الواقع بين الجزائر موريتانيا ومالي، وهي معسكرات يشرف عليها خبير متفجرات يدعى «أبو خباب»، اسمه الحقيقي شارف بن صمار، وهو من القيادات الأربع البارزة في الفرع الصحراوي. وفسر مراقبون في الجزائر التفجير الانتحاري في وسط نواكشوط، بأنه «توجه واضح لتنظيم القاعدة الأم إلى نقل تدرجي لمركز الفرع الصحراوي في القاعدة المغاربية إلى موريتانيا».