علمت "الحياة" أن مجموعة من رجال الأعمال الفلسطينيين البارزين بدأوا جهوداً للوساطة بين حركتي"فتح"و"حماس"في محاولة للصلح بينهما، فيما كشف المستشار السياسي لرئيس الحكومة المُقالة أحمد يوسف أن هناك تقدماً في قضية التهدئة مع الإسرائيليين. وقال عضو المكتب السياسي ل"حماس"ممثلها في لبنان أسامة حمدان ل"الحياة"إن رجل الأعمال الفلسطيني المعروف منيب المصري توجه أمس إلى غزة للقاء قيادات"حماس"في القطاع، مشيراً إلى أنه يقود مبادرة تتبناها أسماء بارزة من رجال الأعمال بينهم ابن عمه صبيح المصري وعبد المحسن قطان، للتوفيق بين"حماس"و"فتح". وأوضح أن المصري"شخصية مستقلة تلعب دوراً سياسياً مهماً، ورجل أعمال طموح كان مرشحاً لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية". ورأى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس"لا يرحب بهذه الجهود، بل ان تحركات المصري تزعجه لكنه لا يملك أن يقيّد هذه الجهود ويكبلها أو يعلن موقفه السلبي تجاهها حتى لا يخسر رجال الأعمال الذين لهم ثقل اقتصادي لا يمكن إغفاله". وعلى صعيد التهدئة مع إسرائيل، قال حمدان إن"مسألة التهدئة تبحث بيننا وبين الإسرائيليين من خلال المصريين"، نافياً وجود عرض إسرائيلي في هذا الشأن. وأوضح أن"حماس أبدت استعدادها للتهدئة، شرط أن تكون متبادلة في الصفة الغربية وغزة ومتزامنة، وترفع الحصار عن القطاع، لكن حتى الآن لم يصلنا رد من الإسرائيليين". وتوقع تلقي رد بعد زيارة رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان إلى إسرائيل الأسبوع المقبل. واعتبر أن"تشغيل معبر رفح يجب أن يكون نتيجة حتمية للتهدئة، ومن دون ذلك لن يكون لها أي جدوى". وكان مصدر مصري موثوق به أكد ل"الحياة"أن وفداً من حركة"الجهاد الإسلامي"برئاسة الأمين العام للحركة رمضان شلح سيزور القاهرة وسيلتقي الوزير سليمان للبحث في مسألة التهدئة، إلا أن هذه الزيارة أرجئت إلى ما بعد عودة سليمان من إسرائيل. وفي سياق متصل، قال أحمد يوسف ل"الحياة"إن قضية التهدئة مع الإسرائيليين"أخذت اهتماماً ووقتاً كبيراً في البحث خلال المحادثات التي جمعت بين وفد حركة حماس والمسؤولين المصريين في العريش السبت الماضي"، موضحاً أن"الإسرائيليين معنيون كثيراً بالتهدئة، وحماس تسلمت رسائل كثيرة من الإسرائيليين عبر الأوروبيين في ما يخص هذا الأمر". ورهن التهدئة بتشغيل معبر رفح، معرباً عن اعتقاده بأن المعبر سيعاد تشغيله قريباً. ورحب بالمبادرة اليمنية التي طرحها الرئيس علي عبدالله صالح للمصالحة بين"فتح"و"حماس"، لكنه قال إنها تحتاج إلى تحديد آليات الحوار، موضحاً أن"العناوين التي طرحتها تحتاج إلى شرح ووضع تفاهمات حول التفاصيل، إضافة إلى أن معالجة القضايا تتطلب النقاش". واعتبر أن الدعوة إلى انتخابات مبكرة في المبادرة"محاولة لاستغلال الوضع". وقال إن عباس"يريد انتخابات مبكرة ويعتقد انه إذا جاع الناس فإنهم سيصوتون لحركة فتح ... وهذا وهم". وتساءل مستنكراً:"كيف ستعقد انتخابات والشعب مشطور، وكيف ستدار الانتخابات من دون تفاهم على العناوين والقضايا الجوهرية؟".