سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وفد من الحركة في غزة الى القاهرة ... ومشعل حض وزراء خارجية عرب على دعم الموقف المصري . "حماس" ترفض تسليم المعابر للسلطة : أي قرار غير مرض للطرفين لن يفعل
رفضت حركة "حماس" مطالبة وزراء الخارجية العرب بعودة السلطة الفلسطينية لإدارة المعابر في قطاع غزة، معتبرة أن اتفاق المعابر لعام 2005 انتهى عملياً. وأعرب احمد يوسف المستشار السياسي لرئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية عن استنكاره القرار العربي، وقال ل"الحياة":"ليس بمقدور أحد أن يضغط علينا لقبول ما يريده... أي قرار غير مُرض للطرفين لا يمكن تفعيله، فقضية إدارة المعابر تمس الحركة بشكل مباشر". واضاف ان"احدا لا يمكنه أن يملي علينا الشروط لنقبل بأمور ضد قناعاتنا، فنحن لسنا في موقف ضعف"، مشدداً على أن مسألة إدارة المعابر تحتاج إلى ترتيبات معينة يتم صوغها في إطار تفاهمات. وعما تردد عن محادثات أوروبية لإمكان إدارة المعبر إذا حصل الاوروبيون على ضمانات أمنية من"حماس"، أجاب يوسف:"نحن نسعى الى إدارة المعابر، ولا نريد وجود أوروبيين، وبشكل واضح نريد أن يكون المعبر مصريا - فلسطينيا"، معبراً عن خشيته من أن تكون للحضور الأوروبي انعكاساته السلبية في شكل ضغوط، لكنه أضاف:"مسألة وجود الأوروبيين تحدد في إطار الحوارات الفلسطينية مع المصريين في شأن كيفية إدارة المعبر، وهل وجودهم ضروري؟". وسألته"الحياة"عن الموقف الإسرائيلي، فأجاب:"الإسرائيليون غير معنيين على الاطلاق بإدارة المعابر... إسرائيل خرجت من قطاع غزة، ويجب ألا تكون لها أي كلمة، وليس لها أي حق في مسألة فتح أو إغلاق المعبر"، مشدداً على رفض"حماس"عودة أي دور إسرائيلي في إدارة المعبر. وقال:"لن نسمح للإسرائيليين بأن يكون لهم أي دور... اجتياز معبر رفح هو انتفاضة ثالثة لكسر الحصار واستعادة العزة والكرامة للفلسطينيين". من جانبها، قالت أوساط مقربة من"حماس"إن الحركة"ستتمسك بأن يكون لها دور في إدارة المعابر لأن ذلك سيعطيها نوعاً من الشرعية، وهي فرصة ثمينة لهم ليثبتوا ذلك لأنفسهم"، مستبعدة استجابة"حماس"لمطالب مصر ودعوة أهالي غزة إلى العودة للقطاع. من جانبه، قال ممثل"حماس"في لبنان اسامة حمدان ل"الحياة"إن اتفاق المعابر انتهى عملياً في تشرين الثاني نوفمبر عام 2006 وجرى تمديده بعد عام بطريقة ليس لها أي علاقة بمصالح المواطنين، انما بأسلوب يساعد على الخروج من المأزق الذي وقعت فيه الرئاسة نتيجة الانتخابات. ورأى أن تمسك عباس والمسؤولين في رام الله صائب عريقات ورياض المالكي بإعادة السلطة للاسرائيليين والمراقبين على المعبر في ظل الامور المستجدة حالياً وفي ظل الحديث عن استقلال القرار الفلسطيني والسيادة الفلسطينية للمعابر"هي رسالة سلبية". وأضاف أن هناك"فرصة متاحة يجب عدم اضاعتها للفلسطينيين ولاشقائنا المصريين معا لفتح صفحة جديدة"، كاشفاً عن اتصالات اجراها رئيس المكتب السياسي خالد مشعل مع عدد كبير من وزراء الخارجية العرب قبل اجتماعاتهم حضهم خلالها على دعم موقف مصر، موضحا ان ذلك سيفتح افقاً كبيراً على صعيد القضية الفلسطينية. وفد من غزة الى مصر في غضون ذلك، علمت"الحياة"أن وفداً من"حماس"من غزة سيزور مصر غدا، فيما توقعت مصادر أن يستجيب الرئيس محمود عباس ابو مازن لدعوة مصر للسلطة بإدارة المعابر بالتنسيق مع"حماس"، وقالت:"رغم التوتر والعصبية، من الصعب على أبو مازن التمسك بسقف مطالبه حتى لا يبدو أمام شعبه كمن يعيق اتفاقا لتشغيل معبر رفح". ضبط تدريجي للحدود إلى ذلك، بعث وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط برسائل شفهية الى عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين، ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، ومفوضة العلاقات الخارجية الاوروبية بينيتا فيريرو فالدنر، ومنسق السياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا، تناول فيها تطورات الاوضاع على الحدود مع غزة والرؤية المصرية في هذا الشأن. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي إن أبو الغيط أكد في رسائله عزم مصر على اجراء عملية ضبط تدرجي للحدود المصرية مع قطاع غزة واعادة الوضع على الحدود الى الشكل المقبول، موضحاً أن مصر تجري اتصالاتها مع جميع الاطراف المعنية لإعادة العمل باتفاق المعابر الذي ينظم عملها، بما في ذلك معبر رفح، وبما يحقق رفع الحصار عن القطاع.