نقلت وكالة أنباء "بيتا" المستقلة في بلغراد، عن مصادر ديبلوماسية في موسكو، أن ديميتري ميدفيديف المرشح لرئاسة روسيا والخليفة المنتظر للرئيس فلاديمير بوتين، يصل الى بلغراد اليوم في زيارة رسمية، يرافقه خلالها وزير الطوارئ الروسي سيرغي شويغو، اضافة الى وزير الخارجية سيرغي لافروف أو نائبه فلاديمير تيتوف ومسؤولين روس آخرين. في غضون ذلك، أكدت السفارة الأميركية في بلغراد مغادرة قافلة من أربعين سيارة تحمل موظفين غير أساسيين في السفارة وعائلاتهم في صورة موقتة"لعدم وجود ضمانات توفر الثقة في الوقت الراهن بأنهم سيكونون بأمان في صربيا". واعتبرت الحكومة الصربية ان الاتهامات والمخاوف التي"تروجها"الولاياتالمتحدة في شأن سفارتها وموظفيها في بلغراد"لا مبرر لها". وقال الوزير الصربي لشؤون اقليم كوسوفو سلوبودان سامارجيتش ان"أميركا، هي المدانة الرئيسية في الأحداث التي وقعت في كوسوفو وصربيا". وعززت السلطات الصربية حمايتها للبعثات الديبلوماسية الأجنبية في بلغراد، بناء على طلب الاتحاد الأوروبي، الذي أشار الى ان"استمرار أعمال العنف، سيلحق أضراراً جسيمة بصربيا، تؤدي الى انهاء الجهود المبذولة لتعزيز علاقاتها مع الاتحاد". وأكد الاتحاد الأوروبي سحب موظفيه من المناطق الصربية في شمال الاقليم، بسبب رد الفعل العنيف ضدهم هناك، ودعا ممثل الاتحاد في كوسوفو بيتر فيث صرب الاقليم الى الهدوء وانتظار النتائج، وقال:"سحبنا موظفينا، لكننا سنبقي على مكتب في شمال كوسوفو، ونأمل في أن يستأنف نشاطه سريعاً في المنطقة". وأضاف في تصريح للصحافيين في مدينة بريزرين جنوب كوسوفو:"أدعو الصرب الى العمل معنا من أجل مصلحتهم، لأن مهمة الاتحاد الأوروبي هنا، هي لتوجيه حكومة كوسوفو نحو عمل كل ما هو جيد لضمان حقوق الصرب واستمرار بقائهم"، وأعرب فيث عن اعتقاده بأنه"لو تمّ توفير علاقات خاصة ومميزة بين صرب كوسوفو وصربيا، فإن بلغراد ستعترف باستقلال كوسوفو". وتواصلت أمس، التظاهرات الصربية الحاشدة، التي شارك فيها صرب قادمون من صربيا والبوسنة والجبل الأسود، في شمال كوسوفو الرافضة للاستقلال. ورفع المتظاهرون الأعلام الصربية والروسية وصور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما تواصلت التظاهرات داخل صربيا والبوسنة ومقدونيا، اضافة الى تجمعات منددة بإعلان استقلال كوسوفو في بروكسيل وفيينا، وكانت سبقتها تجمعات مماثلة في موسكو وأثينا وزيوريخ سويسرا وملبورن استراليا وستراسبورغ ومرسيليا فرنسا. وأكدت الحكومة الصربية موافقتها على استمرار التظاهرات والتجمعات الرافضة لاستقلال كوسوفو داخل صربيا وخارجها، وقال وزير التعليم زوران لونجار:"ما دامت التظاهرات سلمية، فإن الحكومة الصربية تؤيدها وتشجعها، لأنها تدعم موقفها في رفض الانفصال غير الشرعي لاقليم كوسوفو عن أراضي جمهورية صربيا". على صعيد آخر، بث تلفزيون بريشتينا أمس، أن"حكومة كوسوفو تواصل العمل واصدار القرارات الخاصة بترسيخ الاستقلال، ويدعمها في ذلك المواطنون من خلال الهدوء العام وانصرافهم الى أعمالهم وتأدية واجباتهم". وأعرب رئيس حكومة كوسوفو هاشم تاتشي عن"ثقته بأن جهود القوات الدولية كفور واعتراف الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى بالاستقلال، من شأنه حماية شعب كوسوفو ومنجزاته". وفي البوسنة، ردّ رئيس الجمهورية الصربية الكيان الصربي ميلوراد دوديك الذي كان حتى وقت قريب يعتبره الغرب اصلاحياً أوروبيا بعنف، على قرار سفراء دول الاتحاد الأوروبي في ساراييفو رفض موافقة برلمان صرب البوسنة على اجراء استفتاء في الكيان الصربي لتقرير المصير والانفصال. وقال دوديك للصحافيين في عاصمة الكيان مدينة بانيالوكا:"كفانا كلام السفراء الأوروبيين في البوسنة الذين اعتادوا أن يتجاوزوا مهماتهم الديبلوماسية، ويقولوا ما يشاؤون".