قال رئيس حكومة كوسوفو هاشم تاتشي ان إعلان استقلال الاقليم بات قريباً، رافضاً تأكيد تقارير توقعت ذلك غداً الأحد، خصوصاً بعد تبنّي برلمان الإقليم والذي تسيطر عليه غالبية من الألبان أمس، كل الإجراءات القانونية تمهيداً لتحقيق هدفهم التاريخي. وأثارت التوقعات بقرب إعلان استقلال كوسوفو بدعم أوروبي وأميركي، مخاوف وردود فعل تنبئ بانعكاسات خطرة إقليمياً. ولوّحت موسكو التي تؤيد بلغراد في رفضها"سلخ"الاقليم عن صربيا، بانعكاس انفصال كوسوفو على أقاليم تسعى إلى الانفصال عن جمهوريات سوفياتية سابقة، مثل أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في جورجيا. وفي وقت تعهد الرئيس الصربي الإصلاحي بوريس تاديتش، مقاومة انفصال كوسوفو وصون وحدة بلاده، طالبت منظمة الأمن والتعاون في اوروبا الولاياتالمتحدة بمواصلة الاضطلاع بدور رئيسي في حفظ الأمن في الإقليم، حيث وقع انفجار قرب مقر البعثة الأوروبية"المكلفة مواكبة اعلان الاستقلال". وفي مؤتمر صحافي عقده في بريشتينا عاصمة كوسوفو أمس، حاول تاتشي تطمين الأقلية الصربية في الإقليم، متعهداً"ضمان أمنها"بعد الاستقلال. لكن صرب كوسوفو، تعهّدوا في المقابل، تشكيل برلمان خاص بهم، لمتابعة شؤونهم في مناطق سيطرتهم، خصوصاً في الشمال. جاء ذلك في وقت أقر برلمان الاقليم بغالبية 79 نائباً ومعارضة 6، مذكرة تجيز تبني القوانين المتعلقة بالاستقلال. وامتنع 4 نواب عن التصويت على المذكرة، فيما سجل غياب 31 من نواب البرلمان الذي يتألف من 120 عضواً مئة ألباني و20 من الصرب وأبناء الأقليات الأخرى. وجاء قرار البرلمان في إطار خطة المبعوث الدولي السابق الى كوسوفو مارتي اهتيساري التي توفر للإقليم الاستقلال تحت"إشراف دولي"وتمنح الأقلية الصربية حكماً ذاتياً واسعاً. واتخذ الألبان في بريشتينا ومدن أخرى في الاقليم، استعدادات للاحتفال بهذه المناسبة، ورفعوا لافتات مرحبة بالاستقلال باللغتين الألبانية والإنكليزية، كما أقاموا منصات تعلوها الأعلام الألبانية و"الأطلسية"والأميركية والاتحاد الأوروبي. أما في مناطق التجمعات الصربية، فبدا التوتر واضحاً، وأعلنت الشرطة في الشطر الشمالي من مدينة ميتروفيتسا يهيمن الصرب عليه ان انفجاراً وقع مساء الخميس خلف المبنى المخصص لإقامة فريق البعثة الأمنية التي يزمع الاتحاد الأوروبي إرسالها الى الإقليم، في ما بدا رسالة صربية موجهة الى الاتحاد. وأصدر صرب كوسوفو بياناً في ميتروفيتسا، أعلنوا فيه"عزمهم على تشكيل برلمان خاص بهم بالاتفاق مع بلغراد خلال الانتخابات البلدية الصربية المقررة في أيار مايو المقبل". وأضاف البيان:"إن إعلان الانفصاليين الاستقلال لن يفرض أي واجبات على الصرب". ودعا الى تظاهرات بعد غد الاثنين في مناطق التجمعات الصربية،"للتعبير عن معارضة الاستقلال". في بلغراد، تعهد الرئيس الصربي خلال أدائه القسم الدستوري في البرلمان،"الحفاظ على السيادة الصربية على اقليم كوسوفو". وعرض تلفزيون بلغراد أفلاماً تظهر الآثار الصربية التاريخية والدينية في كوسوفو. وحذر بيان للخارجية الروسية من أن إعلان استقلال كوسوفو والاعتراف المنتظر من دول غربية"يمكن أن ينسحبا على الأوضاع في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية"، في إشارة إلى"تداعيات خطرة"لانفصال كوسوفو عن صربيا. ولمح مسؤولون روس إلى وجود"عشرات الأقاليم الانفصالية في الفضاء السوفياتي السابق يمكن أن تعتبر كوسوفو سابقة يحتذى بها". وأشاروا الى أن غالبية سكان تلك الاقاليم تحمل جنسيات روسية ولا تخفي سعيها إلى الانضمام الى الاتحاد الروسي في حال استقلالها. واللافت أن البيان صدر في ختام محادثات في موسكو أجراها رئيسا أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.