هدّد صرب كوسوفو باللجوء إلى الانفصال في حال تنفيذ رغبات الألبان باستقلال الإقليم، فيما أعلنت الولاياتالمتحدة تصميمها على مواصلة بقائها المدني والعسكري في كوسوفو مستقبلاً. وواصل صرب كوسوفو أمس، ولليوم الثاني على التوالي، تظاهراتهم بتنظيم من"المجلس القومي لصرب كوسوفو"وتحت شعار"كوسوفو في صربيا... لا لخطة اهتيساري". واطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين. وقال رئيس المجلس الموحّد لبلديّات وتجمّعات صرب كوسوفو ماركو ياكشيتش، خلال مشاركته في تظاهرة الشطر الشمالي من مدينة مينزوفيستا شمال غرب التي ضمّت أكثر من 10 آلاف شخص"إنّ الصرب سيعلنون إنفصال مناطقهم في حال حصول الإقليم على الاستقلال بحسب خطة المشرف الدولي مارتي أهتيساري، وسيدافعون عن قرارهم حتى النهاية، وإذا تطلّب الأمر فإنهم سيطلبون المساعدة من الشعب الصربي وأصدقائه في أنحاء العالم". وأشار إلى أنّ التجمّع الجماهيري المشترك بين صرب كوسوف وصربيا الذي يقام في بلغراد يوم 27 شباط فبراير الجاري، سيكون أمام السفارة الأميركية، من أجل إعطائها رسالة بأنّ الولاياتالمتحدة"ستتحمّل مسؤولية ما قد يحدث بسبب موقفها المتحيّز للألبان". في غضون ذلك، أعلن ألبرت روهان مساعد أهتيساري، في تصريح صحافي نُشر في بلغراد أمس، أنّ"المفاوضات الإضافية بين الصرب والألبان ستبدأ في 21 الجاري في فيينا". وأضاف، بعد لقائه مع رئيس كوسوفو فاتيمير سيديو في بريشتينا، أنّ"تمّت الموافقة على طلب الرئيس الصربي بوريس تاديتش بتأجيل المحادثات التي كانت مقرّرة الثلثاء المقبل، بعد تفهّم دواعي طلب بلغراد". من جهة أخرى، أفاد وفد مجلس الشيوخ الأميركي الذي يزور كوسوفو برئاسة السيناتور دجو ليبيرمان، بعد لقائه رئيس الحكومة أغيم تشيكو، انّ"واشنطن تعمل من أجل إنجاح خطة أهتيساري التي تجعل اقليم كوسوفو يتّجه نحو الاستقلال". وأضاف انّ أميركا"قرّرت البقاء في صورة دائمة في كوسوفو، والمشاركة في الحفاظ على أمنه واستقراره وتطوّره الديموقراطي والاقتصادي". يُذكَر أنّ الولاياتالمتحدة أنشأت قاعدة عسكرية برّية في جنوب شرقي كوسوفو باسم"بوندستيل"بعد وضع الإقليم تحت الإشراف الدولي صيف 1999، هي الأكبر من نوعها في أوروبا، وأحاطتها بسرّية شديدة في موجوداتها ومهمّاتها. من ناحية أخرى، نقلت صحيفة"غلاس يافنوستي"الصادرة في بلغراد أمس، عن مصادر مجلس"الدوما"الروسي، انّ المبعوث الأميركي في شأن كوسوفو فرينك ويزنير"غادر موسكو خالي الوفاض، لأنه لم يحصل على تأكيد القادة الروس لمواقفهم باستخدام حق النقض الفيتو في حال لم يكن قرار مجلس الأمن في شأن مستقبل كوسوفو مقبولاً من صربيا". وطلبت موسكو من الولاياتالمتحدة"الكفّ عن محاولات الاستئثار بالمجالات الدولية، وأن تسلك سبيل التفاهم مع روسيا في شأن الحلّ الذي يصدر عن مجلس الأمن، والذي ينبغي أن يستند على القرار الدولي 1244 الصادر في حزيران يونيو 1999 الذي يعتبر كوسوفو إقليماً متمتعاً بحكم ذاتي واسع داخل صربيا". ونقل تلفزيون بلغراد تصريحاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، قال فيه"إن روسيا ستعارض أيّ تحرّك لتسوية وضع إقليم كوسوفو الصربي الانفصالي في المستقبل، من دون موافقة كل من الصرب والألبان". وأضاف في مؤتمر للأمن الدولي في ميونيخ:"اذا وجدنا ان الاطراف غير راضية عن الحل المقترح، يجب ألا نؤيد هذا القرار". وقال بوتين:"يجب ألا نفرض هذه الاتفاقات على الشعب، وإلا سنصل الى طريق مسدودة اذا شعر أحد في هذه العملية الصعبة انه تم إلحاق الضرر به". وأعلن فويسلاف كوستونيتش كبير مستشاري رئيس الوزراء الصربي ان بلغراد مستعدة لقبول"اي شيء"في كوسوفو باستثناء جيش ومقعد في الاممالمتحدة. محكمة لاهاي على صعيد آخر، نقلت وسائل الإعلام في العاصمة البوسنية ساراييفو أمس، عن السفير الأميركي لدى البوسنة - الهرسك دوغلاس ماكالهاني، أن بلاده"تعارض إنهاء عمل محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة المقرّر في 2010، قبل إلقاء القبض على رئيس صرب البوسنة السابق رادوفان كاراجيتش وقائده العسكري راتكو ملاديتش، اللذين تتهمهما هذه المحكمة بارتكاب جرائم حرب". وقال ماكالهاني في تصريح لصحيفة"نيزافيسني نوفيني"الصادرة في ساراييفو، أن الولاياتالمتحدة"ليست على استعداد للموافقة على إقفال هذه المحكمة، طالما لم يُقبض عليهما". وأضاف:"إنني مقتنع بأنّ هناك في البوسنة والدول المجاورة أناساً يعرفون جيداً أين يختبئ كاراجيتش وملاديتش، وسنضغط لاعتقالهما". وأعلن حلف شمال الأطلسي في البوسنة أنّ احدى وحداته"نفّذت عملية في بلدة بالي 10 كلم شرق ساراييفو، في الكيان الصربي ضدّ شبكة دعم لكاراجيتش ومساعدته على مواصلة الفرار".