تذكر خطباء المساجد والجوامع في العراق امس تفجير مرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء، بعد مرور عامين على الحادثة. وطالب الشيخ عبد المهدي الكربلائي، إمام الجمعة في كربلاء وممثل المرجعية الشيعية فيها الحكومة بالإسراع في"بناء مرقد سامراء ليكون منطلقا لتعزيز وتثبيت الوحدة الوطنية بين جميع أبناء الشعب العراقي". ودعاها إلى البدء بخطوات عملية لإرجاع المهجرين إلى مناطقهم الأصلية"، وقال:"فليقم المسلمون بدعوة الإخوة المسيحيين الذين هجروا من مناطقهم للعودة إليها، بل عليهم أن يتكفلوا أمور عودتهم المادية وغيرها وأن يساعدوهم معيشياً من أجل الاستقرار في مواطنهم الأصلية مرة أخرى، وهكذا فليفعل الإخوة السنة للشيعة المهجرين والشيعة للسنة المهجرين". من جانبه اكد الشيخ هاشم الطائي، خطيب وإمام جامع الشواف ان"التغييرات السياسية باتت تلقي بظلالها على حياة الشعب العراقي، وان الاطراف السياسية مطالبة بالاهتمام بالمصلحة العليا للناس بعيداً عن المصالح الخاصة". وقال ان"الحرب الاعلامية لعبت دوراً رئيسياً في تزييف الحقائق في الوسط السياسي العراقي وتشويه صورة بعض الاحزاب أمام الرأي العام". وطالب بمنع"تدخل بعض الاطراف والدول في الشأن الداخلي للعراق ومحاولة زعزعة استقراره"، وقال ان"العراقيين يتمتعون بالحقوق والواجبات ذاتها والاقليات الدينية والعرقية تملك حقوقاً مماثلة لجميع العراقيين الذين يعيشون في البلاد". الى ذلك قال الشيخ جلال الدين الصغير، خطيب وإمام جامع براثا ان"سياسة الاستئصال التي مارستها الجماعات المتشددة من أنصار الزرقاوي أدت الى مجازر كبيرة بين العراقيين". وطالب الناس"باليقظة لانقاذ أنفسهم من مهالك الفتن والزلل". وتذكر تفجيرات مرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء في الذكرى الثانية لتفجيرهما، وقال ان"هذا الحادث كاد ان يعصف بالعراق والعراقيين حينما فتح باب الفتنة في البلاد". واكد ان منفذي تفجيرالمرقدين"أرادوا غرز طبيعة أحقادهم على الغالبية العظمى من العراقيين المسلمين وليس على الشيعة وحدهم". وتساءل عن الاسباب التي"دفعت الى اعتماد احدى الشركات التركية لإعادة اعمار المرقدين"، وقال ان"الشركات العراقية هي الاولى في تبني هذا المشروع". مشيراً الى"ضرورة الإبقاء على المسحة الهندسية ذاتها عند اعادة البناء". وتحدث عن موازنة عام 2008 ونبه السياسيين والحكومة والمعارضين الى ان"الموازنة ليست حكراً على الحكومة، انما هي ملك للشعب والتماهل في اتفاقات تضمن حقوق الشعب ستؤول الى زعزعة الثقة بالحكومة". ولفت ان"موازنة كردستان تصل الى ارقام كبيرة على حساب باقي مدن العراق"، وتساءل عن"الصيغة الدستورية التي تمنح الاكراد هذه النسبة العالية من موازنة الدولة في الوقت الذي يحرم فيه ابناء البصرة والموصل منها"، مطالباً الحكومة بتوزيع الاموال"وفقاً لعدد السكان". وطالب الصغير الحكومة بالإسراع في التحقيقات لكشف أسباب حريق البنك المركزي، وقال ان"من يتصور ان عملية الحريق اتلفت ملفات الفساد فهو مخطئ". من جانبه انتقد علي المدامغة، خطيب وإمام المدرسة الخالصية في الكاظمية"الأداء الحكومي في مؤسسات الدولة"، وقال ان"العراقيين لم يحصدوا من حكومتهم سوى الحرمان من الخدمات والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي"، واستنكر التفجيرات التي وقعت في العراق في الأسابيع الأخيرة"لا سيما تفجيرات صلاح الدين قبل يومين وتفجيرات سوق الغزل في بغداد امس". ولفت الشيخ علي الحسين، خطيب وإمام جامع سعاد النقيب، في الغزالية الى"ضرورة تجاوز المحنة واتخاذ حادث تفجير سامراء الذي وقع قبل عامين رمزاً للوحدة الوطنية وعدم الانجرار وراء مروجي الطائفية في البلاد". ودعا الحكومة الى دعم"مجالس الصحوة"وتمكينها من حفظ الوضع الامني في مناطقها.