ركز خطباء المساجد والجوامع في العراق امس على ضرورة اغتنام شهر محرم لتوطيد أواصر الاخوة والوحدة بين العراقيين. وتحدث السيد عمار الحكيم، في خطبة الجمعة التي القاها في جامع براثا في العطيفية، عن حادثة القبض على العصابة المتورطة في تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء. وقال ان احد الارهابيين"اعترف صراحة بتقاضيه خمسة آلاف دولار مقابل تفجير المرقدين". واشار الى ان التاريخ سيكشف عن الكثير من الحقائق والمجرمين، وقال:"ان القبض على عصابات الارهاب في الآونة الاخيرة والامساك بخيوط الارهابيين في البلاد سيؤكد هذه الحقائق". واكد ان العملية السياسية في البلاد لا تزال تشهد ركوداً كبيراً، وطالب بتطوير الاداء الحكومي وتفعيله قائلاً:"ان هذا التطوير لا يمكن ان يتم من دون وضع اليد على الاخفاقات ونقاط الضعف"مؤكداً ان الحكومة بحاجة الى تعزيز مصداقيتها لدى الشعب اليوم وان مبدأ التبرير لجميع المواقف لن يفلح بعد اليوم وان تشخيص الاخطاء بات امراً ملحاً. ولفت الى صعوبة تقوية الحكومة بعد انهيار مبدأ الوحدة الوطنية الذي قامت عليه، وقال اننا لا نشكك بوطنية الجهات التي انسحبت ورحب بجميع الجهود المبذولة لدعم الحراك السياسي والعملية السياسية في البلاد. وناشد جبهة التوافق والكتلة العراقية بالعودة الى الحكومة كما ناشد الحكومة بتفعيل دور الكتلة الصدرية وحزب الفضيلة وقال:"ان جميع الاطراف السياسية يتوجب ان تتفهم مواقف الباقين وان لا يطالب كل طرف بجميع استحقاقاته وينسى استحقاقات الآخرين". وأشاد بدور الجامعة العربية في رأب الصدع بين الاطراف السياسية في البلاد. كما أشاد بمشروع حملة التبرعات التي اطلقتها الجامعة العربية امس لمساعدة العراقيين النازحين في دول الجوار وابدى قلقه من استهداف الكنائس في بغداد والموصل وطالب الحكومة بتوفير الحماية الملائمة للمواقع المقدسة في البلاد. وطالب الشيخ حسن طعيمة، خطيب وامام المدرسة الخالصية في الكاظمية، العراقيين بالوعي والالتفات الى طبيعة المؤامرة التي تستهدف البلاد، وقال:"ان هناك اطرافاً سياسية تستخدم الدين سلاحاً لابتزاز الناس واخذ اموالهم وان الدين الاسلامي بريء من هذه الممارسات الفردية التي تصب في اطار المصالح الخاصة بعيداً عن مصلحة المسلحين". وانتقد تأييد القوى السياسية التي تتخذ من الاسلام غطاء للوجود الاميركي في البلاد وعدم التفات تلك القوى الى مصالح الشعب العراقي. وطالب الشيخ محمود الصميدعي، خطيب وامام جامع ام القرى، العراقيين بالهجرة من الدمار الى البناء ومن العنف الى السلام ومن الاحتقان الى الاخوة. وقال ان"الأوان حان كي يلم العراقيون شملهم وان لا يسمعوا القوى الخارجية التي تريد تشتيت امنهم"مشيرا الى وجود جهات خارجية لا تريد للعراق خيراً وان ادعت انها تحاول مساعدة هذه الطائفة او تلك. واضاف:"كما خدعت القاعدة اهل السنة فإن هناك جهات خارجية تحاول ان تظهر بمظهر المدافعين عن الطرف الآخر، لكن لا احد يصون مصلحة العراق سوى العراقيين". وانتقد بعض الاطراف التي لا تريد مجالس الصحوات، وقال:"ان الصحوة حققت ما لم يحققه الاميركيون في البلاد"وطالب افواج الصحوة بتعديل اساليب عملها لتتمكن من تحقيق اهدافها على اكمل وجه، وشدد على ضرورة ان يتمسك المسلمون بمبادئ الرسالة الاسلامية وقال ان"المهاجر هو من هجر الطائفية والتهميش والتعصب الى الاخوة والمشاركة والوحدة". واكد الشيخ علي الحسين، خطيب وامام جامع سعاد النقيب في الغزالية، على حرمة شهر محرم وطالب الناس بالالتزام بحرمة هذا الشهر والابتعاد عن الممارسات التي تثير البغضاء في نفوس اخوانهم، مؤكداً على ضرورة ان يتحول شهر محرم الى شهر للوحدة الاسلامية بين العراقيين بمختلف مذاهبهم واطيافهم، وشدد على ضرورة استقاء العبر من المآسي والمشكلات التي عاشها العراقيون خلال الاعوام الماضية وفتح باب المصالحة والمسامحة لتهدئة النفوس الثائرة.