استنكر خطباء الجمعة في العراق أمس التفجيرات التي استهدفت المراقد الدينية في قضاء المسيب، واعتبروها محاولة جديدة «لاستنهاض الفتنة الطائفية في البلاد»، محذرين من تفاقمها.واعتبر السيد احمد الصافي، خطيب الصحن الحسيني ممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في كربلاء استهداف المراقد «محاولة جديدة لإعادة المشكلات الطائفية الى العراق». ودعا القوى السياسية الى «الابتعاد عن الخطاب الطائفي لما له من تاثير كبير في إيجاد حالة من التنافر بين مكونات الشعب العراقي»، مشيراً الى أن «العمليات المسلحة الاخيرة بدأت تأخذ منحى أخر من خلال استهداف المراقد المقدسة للمسلمين الشيعة لإيجاد فتنة طائفية وإرجاع العراق الى المربع الأول». ولفت الى ان «التفجير الذي جرى قرب مرقد اولاد مسلم في قضاء المسيب والذي ادى الى سقوط 8 أشخاص وجرح 58 آخرين يهدف الى اشعال الفتنة الطائفية على غرار استهداف مرقد الإمامين العسكريين في سامراء في شباط» (فبراير) عام 2006 . وطالب «الحكومة بكل اطيافها بالحذر من تلك المخططات التي تقف وراءها أجندة خارجية». وأكد ان «على القوى السياسية التوجه بخطاب سياسي معتدل نحو الجماهير مع موعد اقتراب الانتخابات النيابية وان تبتعد عن الطائفية في ذلك الخطاب، لأن نعت القوى لبعضها بصفات غير حميدة قد تؤدي الى حدوث حالة من التنافر بين المكونات العراقية التي هي بأمس الحاجة في هذه الفترة الى التلاحم». وتابع: « على كافة القوى السياسية النظر الى مكونات الشعب العراقي كلها نظرة واحدة من دون تمييز، لا سيما ان التفجيرات الارهابية بدأت تأخذ منحى آخر باستهداف الأماكن المقدسة». ودعا رئيس الوزراء نوري المالكي الى «تشكيل غرفة طوارئ ومتابعة قضية إرتفاع الملوحة في شط العرب الذي أدى الى هجرة الكثير من العائلات». وأوضح ان «هذه المشكلة يجب ان تتحمل مسؤوليتها الوزارات المعنية، من الموارد المائية والزراعة والمياه وغيرها، وان تعمل مجتمعة للوصول الى حلول جذرية قبل تفاقم المشكلة وتحولها الى كارثة إنسانية»، مشيراً الى «ضرورة تدويل القضية في حال عدم التوصل الى حلول مع دول الجوار التي ما زالت ترفض زيادة الاطلاقات المائية». إلى ذلك، طالب الشيخ محمود العيثاوي خطيب وإمام جامع الشيخ عبدالقادر الكيلاني العراقيين «برص الصفوف وعدم الانجرار وراء مثيري الفتنة الطائفية». وقال ان «هناك محاولات متجددة لاستهداف مراقد الاديان والطوائف في العراق لتجديد الصراعات التي تم احتواؤها في وقت سابق». وقال ان «من يستهدف المدنيين في أي بقعة على ارض العراق ليس بمسلم ولا يمت للأديان السماوية السمحاء بصلة». واستنكر علي الحسين، خطيب وإمام جامع سعاد النقيب، «التفجيرات الاخيرة التي استهدفت المواطنين قرب مرقد اولاد مسلم في قضاء المسيب» ، وقال ان «هناك جهات تحاول بث الفرقة بين العراقيين وتفتيت وحدتهم من خلال استهداف المراقد المقدسة». وأضاف: «بالامس تم استهداف الكنائس واليوم استهداف المقدسات وقد يلجأون غداً الى استهداف الجوامع السنّية، وكل هذه التحركات تصب في مجرى واحد هو محاولة اشعال الفتنة بين العراقيين».