في عددها لشتاء العام الحالي، خصصت مجلة "لانكوني" L`Inconnu ومعناها المجهول محوراً طريفاً عن الروبوت، يناقش آفاق العلاقة المتنامية بين البشر وتلك الآلات. ولم يخل الأمر من طرافة، مثل القول إن القرن ال21 ربما شهد حالات"زواج"بين الإنسان والروبوت! وفي السياق عينه، وزعت وكالة"فرانس برس"تقريراً حمل عنواناً لا يقل طرافة"هل تصبح الروبوتات شركاء حميمين للبشر في المستقبل؟". وأشار التقرير الى أن هذا الاحتمال هو ما يتوقعه خبير في الذكاء الاصطناعي يعتبر ان التفاعل مع"شريك"إلكتروني، ربما أصبح أمراً مقبولاً تماما في منتصف القرن الحالي. ويقول ديفيد ليفي مؤلف كتاب"تطور العلاقة بين البشر والروبوت"الذي يتناول في شكل خاص العلاقات التي يمكن ان يقيمها البشر مع هذه النماذج الآلية، إن التوصل الى صنع روبوتات من هذا النوع سيلبي رغبات مقتنيها على مدار الساعة. ويذهب ليفي الى حد تصور حالة تقارب ولحظات ثرثرة شبه إنسانية بين البشر وتلك الآلات، لكن مثل هذه المحادثات المبرمجة مسبقاً لا تلقى قبولاً لدى الكثيرين. ومع ذلك، يعتقد البعض بأن ذلك سيتحقق لا محالة نظراً الى التطور المطرد في مجال تكوين العضلات الاصطناعية وتقليد حركات الجسم البشري، وكذلك في مجال تزويد الروبوتات بذكاء اصطناعي يجعلها قادرة على التعبير عن المشاعر والتحلي بشخصيتها المميزة. ففي تشرين الثاني نوفمبر 2007، عرض باحثون من جامعة واسيدا اليابانية روبوتاً يمكنه القيام بأعمال الطبخ واستخدام يديه الناعمتين المغطاتين بالسيليكون للتفاعل مع البشر. ويرى ليفي ان الروبوت"الحميم"، مثل ذلك الذي لعب دوره جود لو في فيلم"الذكاء الاصطناعي"اي آي للمخرج ستيفن سبيلبرغ والذي كان قادرا على تقديم المساندة العاطفية وخوض نقاشات ولعب دور الشريك الحميم، ربما أصبح حقيقة قبل منتصف القرن 21. تشكيك علمي وواقعي في المقابل، يميل كثير من الخبراء الى التشكيك في هذه التوقعات العالية بالنسبة الى رؤيتها لمستقبل العلاقة بين البشر والروبوت. مثلاً، يرى فريدريك كابلان، الباحث في كلية البوليتكنيك الفيديرالية في لوزان في سويسرا"من غير المحتمل أن يكون لدينا روبوتات شبيهة بالبشر خلال هذه المدة". ويتساءل كابلان، الذي ساهم في برمجة دماغ الكلب - الروبوت"ايبو"المحبوب الذي تنتجه شركة"سوني"بغزارة، ان كان البشر يرغبون فعلاً في صنع روبوتات على صورتهم. ويعتقد كابلان بپ"أن التفاعل بين الآلة والبشر أمر مهم جداً بحد ذاته وليس بصفتها محاكاة للعلاقات بين البشر". ويبدو ديفيد ليفي مقتنعاً بأن هناك طلباً في السوق على مثل تلك الروبوتات. وتلبية لهذا الطلب، أنتجت شركة"اكسيس"اليابانية ما يمكن اعتباره روبوتات حميمة أولى، وأطلقت عليها اسم"هوني دولز". صنعت هذه الألعاب التي يبلغ حجمها حجم أشخاص عاديين من الصمغ والسليكون، تشبه البشر الى حد كبير جداً في تفاصيلها التشريحية الدقيقة. وزودها المصممون بلواقط حساسة تجعلها تطلق أصواتاً تعبر عن مشاعرها. ويبادل بعضها، مثل الدمية - الروبوت"سندي"شريكها الحديث وتهمس في أذنه.