سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خادم الحرمين في منى للإشراف على راحة الحجيج ومفتي السعودية يدعو إلى قطع دابر الإرهاب والرحمة بالرعايا السعودية : إرتياح إلى نجاح خطط "التصعيد" و"النفرة" وتقلص ظاهرة "الافتراش" بسبب "تصاريح" الحج
وصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس الأحد الى منى للإشراف المباشر على راحة حجاج بيت الله الحرام، كما هي عادته في كل عام. ويحتفل مئات ملايين المسلمين في أرجاء العالم اليوم بحلول عيد الأضحى المباراك، فيما يواصل أكثر من 3 ملايين منهم أداء مناسك حجهم برمي جمرة العقبة الكبرى، ومنهم من سيحلق ويقصّر وينحر الهدي للمتمتعين منهم والقارنين، في ما يعرف ب"يوم الحج الأكبر"الذي يؤدي فيه الحاج جملةً من مناسك الحج، بعدما وقفوا على صعيد عرفات في خطة تصعيد محكمة خلت من الحوادث والعقبات. وصلَّوا الظهر والعصر جمعاً وقصراً في مسجد نمرة. ودعا مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ حكام بلاد المسلمين إلى أن يكونوا رحمة لرعاياهم. وحذّر من"أن العالم لا ينعم بالأمن في ظل ازدواج المعايير وتجييش الشعوب والاستحلال والاحتلال والحصار". وناشد الفلسطينيين والصوماليين والباكستانيين والأفغان أن يعودوا الى رشدهم، مطالباً بأمن اعلامي وبيئي وصحي. وأكمل ضيوف الرحمن في ثيابهم البيض نفرتهم بسلام الى مزدلفة حيث قضوا ليلتهم، وبدأوا صباح يوم النحر برمي الجمرات. وأعرب المسؤولون السعوديون عن ارتياحهم الى نجاح خططهم وتدابيرهم التي أسفرت عن تقليص ظاهرة"الافتراش"، وخلو الحجاج من الاوبئة. وسجلت السلطات الأمنية السعودية انجازاً مبهراً أمس إثر تطبيقها الخطة الجديدة لتصعيد حجاج بيت الله الحرام الى عرفات. وانتقل الحجاج من مشعر منى أمس الى عرفات عبر حافلات المطوفين وحملات الحج الداخلية بكل يسر وسهولة، وفي وقت قياسي جداً. ورصدت بعثة"الحياة"الى المشاعر المقدسة في جولة ظهر أمس خلو الطرق التي تربط بين منى وعرفات من سيارات وحافلات ونقل الحجيج بعدما كانت في السنوات الماضية تغص بها الى ما بعد صلاة العصر. ويبدو أن إلزام حجاج الداخل بالحصول على تراخيص من دون استثناءات وتطبيق شعار"لا حج بلا تصريح"قّلص عدد"المفترشين"الى أدنى حد. وأعلنت وزارة الصحة السعودية أن الحالة الصحية للحجاج مطمئنة، فيما كشف مدير مستشفى نمرة العام في مشعر عرفات الدكتور مصطفى بلجون استقبال حالة مرضية بالحمى الشوكية صباح أمس، وقال إنه تم عزلها طبياً. وتولت وزارة الصحة أمس تصعيد أكثر من 430 حاجاً لمشعر عرفات من المنومين في مستشفيات العاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة ومحافظة جدة، من خلال تجهيز قافلة خاصة مكونة من 47 حافلة يرافقها أطباء وممرضون. وكان حجاج بيت الله الحرام توجهوا بعد غروب شمس أمس الأحد الى مزدلفة بعدما وقفوا على صعيد عرفات وقضاء ركن الحج الأعظم في هذا اليوم الذي تعددت فيه ألوان الحجيج وتنوعت جنسياتهم واختلفت لغاتهم وألسنتهم غير أن قلوبهم اجتمعت على هدف واحد، هو توحيد الله وابتغاء مرضاته وعفوه ومغفرته. وأدى ضيوف الرحمن عقب وصولهم الى مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، والتقطوا بعدها الجمرات ليبيتوا ليلتهم في مزدلفة ثم توجهوا الى منى بعد صلاة فجر اليوم لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي. وتعد هذه النفرة من عرفات الى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة لأداء مناسك حجهم. وشهدت الطرق الفسيحة التي سلكها حجاج بيت الله الحرام في طريقهم الى مزدلفة انتشار رجال المرور والأمن والحرس الوطني والكشافة لمساعدة الحجاج وتسهيل حركتهم. وشوهدت الطائرات العمودية تحلّق فوق الطرق المؤدية الى مزدلفة وتابعت الطائرات حركة سير مركبات الحجيج والمشاة في نفرتهم الى مزدلفة لتزويد الاجهزة المختصة بحالة ضيوف الرحمن حتى يتسنى تقديم المساعدة والارشاد. ووفّرت الجهات المعنية بشؤون الحج خدماتها لضيوف الرحمن من المياه والكهرباء والمواد التموينية كما انتشرت المستشفيات الحديثة ومراكز الرعاية الصحية لخدمتهم والعمل على رعايتهم صحياً.