سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أحداث عام 2008 - تأليف "المجلس القومي للبحوث" و "مشروع الأكاديميات الأميركية" . صعود تقنيات الطب العصبي المعرفي وأهميتها الأميركية استخبارتياً وعسكرياً
بحسب كلمات المؤسسات التي تعاونت في تأليفه، يتناول كتاب"صعود الطب المعرفي العصبي والتقنيات المتصلة به"Emerging Cognitive Neuroscience & Related Technologies، الآفاق الاستخباراتية والعسكرية في بحوث الطب النفسي - العصبي وأهميتها استراتيجياً للولايات المتحدة. ويصدر تنبيهاً إلى"مجتمع الاستخبارات"الأميركي بضرورة متابعة تلك البحوث، على رغم العوائق المتأتية من الكمّ الضخم لتلك البحوث ومعلوماتها، إضافة إلى طبيعتها المتخصّصة والمُعقّدة. ويلفت الكتاب نظر اختصاصيي الاستخبارات إلى أهمية التقنيات العصبية - المعرفية، خصوصاً في الحقول التي تتصل بتطوير مؤشرات لرصد نيات الأفراد وحالهم معنوياً ونفسياً وابتكار أدوية تؤثّر في القدرات الجسدية والمعرفية للإنسان والرصد الحيّ لنشاط الدماغ وتطوير عمل الكومبيوتر في علاقته مع الإنسان ومُحاكاة النموذج العصبي الذكي للبشر بما يسمح بالتقدم في صنع أنظمة ذكية تُحاكي عمل دماغ الإنسان وتحديداً قدرته على تنظيم معلومات متناثرة وغير مترابطة. ويُنبّه أيضاً إلى أن تحقيق هذه الأهداف الطموحة يقتضي زيادة التنسيق والتآزر بين المجتمعين الاستخباراتي والأكاديمي، خصوصاً تدريب الكوادر الاستخباراتية على التعامل مع هذه الحقول العلمية، إضافة إلى توفير الموازنات اللازمة لهذه الأصناف من البحوث المتطورة. ويرى أن وكالات الاستخبارات مُطالبة برفع كفاءتها في رصد التقدّم علمياً في الطب العصبي - المعرفي لكي تستطيع"غربلة"المعلومات المتصلة به، وإعطاء صُنّاع القرار فكرة واضحة عن الحقول الأكثر اتصالاً بالأمن الأميركي كي تُعطى تالياً الأولوية المُناسِبة. وتشير مقدمة الكتاب إلى أنه تقرير استراتيجي صادر عن"لجنة المنهجية العسكرية والاستخباراتية بصدّد صعود البحث العصبي الفيزيولوجي والمعرفي - العصبي خلال العقدين المقبلين" Committee on Military and Intelligence Methodology for Emergent Neurophysiological and Cognitive/ Neural Science Research in the Next Two Decades . وقد كُلّفَت اللجنة وضع هذا التقرير من قِبَل"وكالة الاستخبارات العسكرية"Defense Intelligence Agency، التي تُعرف باسمها المختصر"دي آي إيه"DIA، بهدف تعريف"مجتمع الاستخبارات"Intelligence Community بالتطوّر في العلوم العصبية - المعرفية والتقنيات المتصلة به. ويُشار إلى أن مصطلح"مجتمع الاستخبارات"يدلّ في الولاياتالمتحدة إلى شبكة من 16 منظمة متّصِلة بالسلطة التنفيذية فيها. ومن المستطاع التعرّف الى القائمة الكاملة لمؤسسات"مجتمع الاستخبارات"في الولاياتالمتحدة على الموقع الحكومي"إنتلجنس.غوف"intelligence.gov. وأثناء عمل اللجنة التي وضعت هذا التقرير - الكتاب، استندت في فَرْز المعلومات التي تنتجها البحوث العصبية المعرفية وتقنياتها إلى المنهجية التي أرساها تقرير عن"مجلس البحوث القومي"عام 2005، حمل عنوان"تجنّب المُفاجأة خلال حقبة التقدّم في التكنولوجيا عالمياً"Avoiding Surprise in an Era of Global Technology Advances. وبذا، يندرج في مهمات اللجنة عينها التنبّه الى البحوث التي تجريها دول معيّنة، كي تتعرف الى تأثيراتها المحتملة في الولاياتالمتحدة. ويشير التقرير - الكتاب الذي يتوافر مجاناً على الإنترنت للمطالعة، إلى أنه يستخدم مصطلح"معرفي"Cognitive بمعنى واسع، أي للإشارة إلى العمليات الفيزيولوجية والسيكولوجية التي تتصل بالمناحي الإنسانية المتصلة بالقدرة على التعامل مع المعلومات وفهمها والعواطف والحوافز والتأثيرات الاجتماعية والتطوّر. وبذا، يرصد الكتاب حقولاً ترتبط بعلوم متنوّعة تتراوح بين علمي الاجتماع والسلوك من جهة، والفلسفة والرياضيات والألسنيات والكومبيوتر من الجهة الأخرى. وفي نفس مُشابه، يوضح أنه يستعمل مصطلح"علم الأعصاب"Neuroscience بطريقة فضفاضة، كي يضم دراسات عن الجهاز العصبي المركزي، خصوصاً الدماغ، والجهاز العصبي الأوتوماتيكي التلقائي والأعصاب المُحرّكة للعضلات والجهاز العصبي الهرموني. ذاكرة النانوتكنولوجيا يستهل الكتاب خلاصاته بالإشارة إلى التقدّم السريع في الطب المعرفي - العصبي وتقنياته، وكذلك انتشار الاهتمام به في غير دولة. ويلفت الى دخوله الى حقول متجدّدة لها تطبيقاتها عسكرياً واستخباراتياً، وخصوصاً البيولوجيا المُحوسَبَة أي التمثل الافتراضي الرقمي للعمليات البيولوجية ونُظُم التداخل بين الإنسان والآلة وتفاعل ذكاءيهما. ويعطي تنويهاً عالياً للدراسات التي تتناول كشف الخداع، الأدوية العصبية النفسية، التصوير الإشعاعي لوظائف الدماغ، وتبادل المهمات بين البشر والروبوت. ويلفت أيضاً الى النقاش الفلسفي والأخلاقي والثقافي الذي يرافق هذه الأنواع من البحوث، داعياً إلى أخذِه بالجدية الملائمة. ويُحذّر من تراكم كميات هائلة من المعلومات الزائفة في تلك المجالات، مثل المقالات الصحافية السطحية التي تُشوّه الصورة فعلياً عن بحوث الطب العصبي - المعرفي. ويرى أن انتشار بحوث هذا الفرع الطبي خارج الولاياتالمتحدة يزيد من تشويش الصورة، ويحول دون المعرفة الدقيقة لمدى التقدم الذي قد تحرزه بعض الدول. ويُشدّد على إعطاء العلوم والتكنولوجيا الأولوية في جمع المعلومات الاستخباراتية وتحليلها. وينصح بتحليل المعلومات المتوافرة عن بحوث الطب العصبي - المعرفي وتقنياته على مستوى شديد المركزية، مع مساعدة مناسِبَة من المؤسسات الأكاديمية، إضافة الى التركيز باستمرار على توليد استنتاجات مُحدّدة وصوغها على هيئة تقارير واضحة. ويعطي مثالاً على ذلك بالتجربة مع"آلة كشف الكذب"باعتبارها من تقنيات كشف الخداع التي صار واضحاً أنها تحتاج الى تجديد جذري، خصوصاً عبر ربطها مع تقنيات التصوير الإشعاعي الحيّ لعمل الدماغ أثناء الحصول على المعلومات من الأشخاص بصورة مباشرة. ويتوسعّ في تناول البحوث عن الأدوية العصبية النفسية، مُشيراً الى قدرتها على التأثير بقوة في عمل الدماغ. ويشير الى أن العلم بات أكثر تقدماً مما كانه في القرن الماضي، حين تأثر بأدوية لم تُكتشف عبر منهجية تربط بين أثرها المتوقّع وتركيبتها. ويلاحظ أن بحوث تلك الأدوية باتت أكثر اهتماماً بالمواد التي يمكنها وضع الدماغ في حال طبيعية أو وضعه تحت السيطرة. ويرى أن الأفق المفتوح راهناً يتمثّل في استفادة بحوث الأدوية من علم النانوتكنولوجي، لكي يُصار الى صنع أدوية بإمكانها أن تعبر الحواجز التي تحمي الدماغ وأعصابه، وتوجيهها تالياً الى مراكز في المخ يُراد التأثير فيها كتلك المتصلة بالمشاعر والعواطف والذاكرة! [email protected] نشر في العدد: 16703 ت.م: 27-12-2008 ص: 26 ط: الرياض