تبادلت اسرائيل وحركة"حماس"التهديدات امس، لكنها بقيت في اطار التصعيد اللفظي، في وقت ترك الجانبان الباب مفتوحاً امام امكان تمديد اتفاق التهدئة. ففيما اتخذت الحكومة الاسرائيلية قرارا بتصعيد العمليات"تدريجا"في قطاع غزة وبحسب الحاجة، قررت الافساح في المجال امام امكان التوصل الى تفاهمات في شأن استئناف التهدئة. من جانبها، وافقت حركة"حماس"على هدنة موقتة لمدة 24 ساعة بناء على طلب مصري كي يتسنى ادخال مساعدات مصرية الى قطاع غزة، مبدية استعدادها لدرس عرض جديد للتهدئة في حال وقف الهجمات ورفع الحصار، لكنها في الوقت نفسه اكدت ان كل الخيارات مفتوح للرد على اي عدوان اسرائيلي، بما في ذلك العودة الى العمليات الفدائية في قلب اسرائيل"، في حين هددت فصائل اخرى بالعودة الى شن"عمليات استشهادية"وخطف جنود. راجع ص 7 في غضون ذلك، يتوقع ان تستأنف مصر مساعيها قريبا من اجل المصالحة الفلسطينية، اذ كشف رئيس وفد حركة"فتح"الى الحوار الوطني نبيل شعث ل"الحياة"ان الرئيس محمود عباس كلفه الاتصال مع المسؤولين المصريين من اجل استئناف الحوار الوطني، مضيفا ان مصر ابلغته انها ستوجه قريبا دعوات الى الفصائل لعقد لقاءات ثنائية للاتفاق على اسس اطلاق الحوار الذي قال انه"لن يبدأ من نقطة الصفر". ومن المقرر ان يصل الرئيس عباس الى القاهرة اليوم حيث يجري محادثات مع الرئيس حسني مبارك قالت مصادر مقربة من عباس انها ستتناول المساعي المصرية للتهدئة واستئناف الحوار الوطني. وفي موضوع التهدئة، اعلن القيادي في"حماس"ايمن طه ان"الفصائل المسلحة في القطاع ملتزمة وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل لمدة 24 ساعة بناء على طلب وسطاء مصريين"، مضيفا ان التهدئة تبدأ ليل الاحد - الاثنين. ووجه رسالة الى اسرائيل مفادها ان الحركة مستعدة لتمديد التهدئة في حال وقف كل الهجمات العسكرية الاسرائيلية ورفع الحصار،"فاذا تم التقدم بعرض جديد للتهدئة، وتمت تلبية مطالب الحركة، حينئذ ستكون حماس مستعدة لدرسه". ورفضت حركة"الجهاد الاسلامي"و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"التمديد الموقت للتهدئة، في حين وافقت عليه"الجبهة الديموقراطية". في الوقت نفسه، لوحت الفصائل الفلسطينية بالعودة الى شن"عمليات استشهادية وهجمات داخل اسرائيل وخطف جنود في حال اقدمت اسرائيل على عمل عسكري واسع النطاق او اغتالت قادة الفصائل في غزة، فيما تفاقمت ازمة الخبز والطحين وانقطاع التيار الكهربائي بسبب اغلاق المعابر التجارية. في المقابل، ابدت اسرائيل كل ما يمكن ان يفهم منه انها تهيئ الارضية لعملية عسكرية في قطاع غزة، اذ لمح وزير الدفاع ايهود باراك الى ذلك خلال جلسة مشاورات في مكتبه، كما شرعت وزارة الخارجية في حملة دولية لحشد التأييد لتصعيد عسكري، شملت توجيه رسائل الى مجلس الامن والامم المتحدة عن تصميمها على الرد على اطلاق الصواريخ، وابلاغ الرسالة نفسها الى السفراء المعتمدين لديها ووزراء خارجية حول العالم.