استشهد ناشط فلسطيني وأصيب اثنان آخران صباح أمس السبت في قصف إسرائيلي على منطقة الشيماء بالقرب من بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وذلك بعد يوم من انتهاء التهدئة التي استمرت ستة أشهر بين إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية. وقال مصدر مطلع إن الجيش الإسرائيلي أطلق صاروخ أرض أرض باتجاه منطقة الشيماء دون أن تتبين طبيعة الهدف المقصود، مضيفا أن الشهيد هو علي حجازي الذي ينتمي إلى كتائب شهداء الأقصى. وفي وقت لاحق قالت كتائب الأقصى مجموعات أيمن جودة إن الشهيد هو أحد كوادرها وإنه استشهد اثناء محاولته إطلاق صواريخ محلية الصنع من المنطقة باتجاه إسرائيل. يأتي ذلك في وقت أعلنت “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي استهداف موقع عسكري إسرائيلي يحيط بقطاع غزة، موضحة أن مقاتليها أطلقوا فجر اليوم أربع قذائف هاون على الأقل نحو موقع “كيسوفيم” العسكري الواقع شرق مدينة دير البلح وسط القطاع. من جهتها أعلنت كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن مقاتليها قصفوا الليلة قبل الماضية موقع “صوفا” العسكري الإسرائيلي بقذائف الهاون من العيار الثقيل.وجاءت هذه التطورات بعد يوم من إعلان الفصائل الفلسطينية انتهاء اتفاق الهدنة الذي كان مبرما مع إسرائيل منذ 19 يونيو الماضي برعاية مصرية، وأرجعت الفصائل موقفها إلى عدم التزام إسرائيل ببنود التهدئة لاسيما رفع الحصار عن قطاع غزة. وشهدت غزة أمس مهرجانا جماهيريا حاشدا نظمته حركة الجهاد الإسلامي التي دعت إلى تصعيد عمليات “المقاومة” ضد إسرائيل، مؤكدة أن “المقاومة يجب أن لا تكون مجرد تكتيك سياسي وإنما هي خيار لا رجعة عنه”. من جانبها، قالت مصر التي توسطت في التهدئة المنتهية إنه لم يطلب منها التدخل لتمديدها، في حين حثت روسيا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على تمديد اتفاق التهدئة، محذرة مما وصفته بعواقب إنسانية كارثية لسكان القطاع. وظلت الهدنة تتآكل يوما بعد يوم، منذ أوائل نوفمبر الماضي بعد أن شنت إسرائيل غارات على ناشطين إسلاميين كما شددت حصارها على قطاع غزة، في حين ردت الفصائل بوابل من الصواريخ البدائية الصنع. على الصعيد السياسي، أعلن رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبلغ الرئيس الأميركي جورج بوش خلال لقائهما بواشنطن بأنه يواصل جهوده مع مصر للعمل على عودة التهدئة إلى قطاع غزة.