ثمة معادلة دائمة يجب ضبط توازنها بين تنظيم الإنجاب وعلاج العقم. وفي هذا السياق، عقد أخيراً في القاهرة"المؤتمر الثالث عشر للجمعية المصرية للخصوبة والعقم"، الذي ناقش 97 بحثاً جديداً في ثلاثة محاور هي العقم والخصوبة وصحة المرأة. وأوضح الدكتور جمال أبو السرور الرئيس المنتخب ل"الاتحاد العالمي لأمراض النساء والتوليد"أن المؤتمر ناقش قضايا من أهمها زراعة الرحم للسيدات اللاتي تعرضن لاستئصال الرحم في سن مبكرة. ويجرى ذلك من طريق نقل رحم من سيدة متبرعة أو متوفاة حديثاً إلى السيدة التي تريد الإنجاب. ورأى أبو السرور أن هذه الطريقة هي بديل لعملية تأجير الأرحام التي وُوجهت بالرفض خصوصاً في العالم الإسلامي. وأوضح أبو السرور أن هناك اتجاهاً حديثاً للاحتفاظ بخصوبة المرأة في الأحوال المرضية خصوصاً لدى السيدات الصغيرات السن اللاتي يحتجن إلى تدخل كيماوي أو إشعاعي عند علاج الأورام، وذلك من خلال الاحتفاظ ببعض البويضات من طريق تكنولوجيا التبريد، ما يتيح استخدامها لاحقاً للإنجاب. ويمكن اللجوء الى الطريقة نفسها لعلاج السيدات اللاتي يتعرضن لاستئصال المبيض، إذ يُحتَفَظْ بجزء من المبيض ليعاد زرعه من جديد. والمعلوم أن المحاولة الأولى عربياً لزرع الرحم أجريت في السعودية عام 2001 ولم تنجح مع أنها نجحت حتى الآن في حيوانات التجارب. وتوقع أبو السرور أن تجرى هذه العملية على الإنسان بنجاح في غضون سنوات قليلة. وناقش المؤتمر كذلك استخدام خلايا المنشأ الجذعية في علاج أمراض العقم والخصوبة عند السيدات. كما ناقش ظاهرة الارتفاع في نسبة التوائم نتيجة استعمال الهرمونات في سياق التلقيح الاصطناعي أطفال الأنابيب. ويذكر في هذا الصدد أن"الاتحاد العالمي لأمراض النساء والتوليد"حدّد أن 3 في المئة من الحوامل يُنجبن توائم، مع ما يرافق ذلك من خطورة على صحتي الأم والأطفال. وكذلك أظهر بحث أجري عام 2001 في بريطانيا أن تكلفة حمل التوأمين وولادتهما تصل إلى عشرة آلاف جنيه استرليني. ومع وجود 1500 توأم بريطاني يولدون سنوياً، تصل تكلفة ولادة التوائم في بريطانيا إلى 15 مليون جينه استرليني سنوياً. وحضّ كثير من الجمعيات الأهلية الحكومة على وضع تشريعات لتحديد عدد الأجنة في التلقيح الاصطناعي. نشر في العدد: 16669 ت.م: 23-11-2008 ص: 33 ط: الرياض