يعرف عدم الإنجاب بأنه الحالة التي لا يكون فيها للإنسان أبناء من نسله. وهو أمر ذو أبعاد شخصية، ونفسية وصحية واجتماعية، أو سياسية. خاصة ذلك النوع اللا إرادي إذ قد يكون عدم الإنجاب أمراً اختيارياً وإرادياً يقرره المرء طواعية مؤقتاً أو دائماً. أماالعقم فيعرف بعدم قدرة أحد الطرفين أو كليهما على الحمل، نتيجة لوجود بعض المشكلات الصحية المعروفة او تلك التي لا يمكن معرفتها. وقد يكون العقم عقماً أولياً عندما لا يتمكن الزوجان من تحقيق الحمل مطلقاً وحينئذ يعرف بالعقم الأولي، وقد يكون ثانوياً إذا لم يتمكن الزوجان من تحقيق الحمل الثاني أو المتكرر، وحينئذ يعرف باسم العقم الثانوي. وقد تكون أسباب هذا العقم عند الزوج نتيجة لخلل في الحيونات المنوية حتى لو كان قد حدث حمل وانجاب سابق فإن الحيوانات المنوية يمكن أن تتاثر في أي مرحلة عمرية ولأسباب عديدة ، هذا الخلل يمكن علاجه في معظم الأحوال شريطة اكتشافه والانتباه له. وقد يكون سبب العقم عند المرأة نتيجة العديد من العوامل وهذا أيضا يمكن تتبعه وتقصيه والوصول الى مسبباته ومن ثم التعامل معها حسب الوضع المرضي لكل حالة. وتتوفر بعض الخيارات أمام الأشخاص الذين يعانون العقم من شأنها منحهم فرصة الإنجاب مثل التلقيح الاصطناعي أو حقن الحيوانات المنوية بالبويضة. يعرف التلقيح الاصطناعي بأنه عملية يتم خلالها جمع الحيوانات المنوية عن طريق الاستمناء ثم وضعها في الرحم بعد الإباضة مباشرة. أما عن حقن الحيوانات المنوية بالبويضة فهي تقنية أكثر حداثة تتضمن حقن حيوان منوي واحد في بويضة، ثم تودع البويضة في الرحم عن طريق طفل الأنابيب. وتعرف تقنية طفل الأنابيب بأنها العملية التي تتضمن إزالة البييضة جراحيًا من مبيض المرأة، ووضعها في وسيط مع الحيوان المنوي حتى تحدث عملية الإخصاب ثم توضع في رحم المرأة. وقد تحسن عقاقير الخصوبة أيضا من فرص الخصوبة لدى المرأة. وهناك حالات لا يكون أمام اصحابها سوى خيار تأجير الأرحام وهو خيار غير مشروع في الدين الاسلامي أو خيار التبني وهو أيضا غير مشروع في الدين الإسلامي. وما ينبغي التنبيه عليه والتأكيد على أهميته في أمر العقم - نظراً لحساسيته الشديدة - هو ضرورة مباشرته والإشراف عليه من قبل طبيب مختص وذي دراية كافية إذ قد تتسبب الأدوية وطرق العلاج بمضاعفات جسيمة قد تؤدي بحياة المرء وخصوصاً السيدات اذ في الغالب تكون المرأة اكثر من يتعرض للخطوات العلاجية وبناء على ذلك فإن أهم نصيحة يمكن أن نسديها للزوجين اللذين يريدان خوض تجربة أطفال الأنابيب أو التلقيح الصناعي هي الحرص على انتقاء الأطباء ذوي الخبرة والمراكز ذات السمعة الطيبة والمرموقة والتي لها سابق خبرة في هذا المجال والمعروفة بنتائجها الطيبة، كما نرشد الزوجين الى ضرورة عدم اليأس والحرص على تكرار المحاولة أكثر من مرة حتى يتحقق لهما الحلم المنشود... حلم الإنجاب، مع خالص تمنياتنا بالشفاء. الأستاذ الدكتور/ أسامة باجوه استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم وأطفال الأنابيب مستشفى الأطباء المتحدون