ولد سيريل قمر في بيروت في أيام الأحداث اللبنانية وهاجر مع عائلته إلى كندا في منتصف تسعينات القرن الماضي. وهناك نمّى في نفسه حب الموسيقى الذي كانت بوادره ظهرت لديه منذ صباه، ودفعته إلى تعلم العزف على البيانو والغناء، خصوصاً أن جميع من علموه أجمعوا على جمال صوته وضرورة اهتمامه بتنمية موهبته الغنائية. لكن قمر كان يهوى تقليد أهم نجوم الغناء العربي من جانب، وال"آر أند بي"الغربي من جانب آخر، على غرار بيونسي وشاكيرا وتيمبالاند وجاستين تيمبرليك... وحتى مادونا في بعض أغنياتها. وفي مدينة مونتريال الكندية، قرر قمر التدرب على غناء ال"راب"بالإضافة إلى ال"آر أند بي"الذي لمع فيه أصلاً كهاوٍ، وراح يكوّن فرقة موسيقية غنائية تحت شعار"رسل الصوت"كان هو رئيسها ومغنيها، وتخصصت الفرقة في عزف وترديد أغنيات ال"آر أند بي"وراح قمر الذي اتخذ كاسم فني لقب"كامارو"، يخلط بين لونين: ال"آر أند بي"وال"راب"، بنجاح ملموس... ففاز وفرقته بجوائز موسيقية في كندا. بعدها، راح كامارو يطوف أوروبا في صحبة الفرقة، محققاً رواجاً مماثلاً في باريس وجنيف وبروكسيل ولندن وروما، ما جعل الشاب اللبناني يقرر اتخاذ مبادرة من نوع جديد تلخصت في الانفصال عن الفرقة والعمل بمفرده، لأنه في رأيه، صاحب الفضل الأول في النجاح الذي لاقته المجموعة أينما قدمت وصلاتها. عاد كامارو إلى كندا، وبدأ يخطط لجولة بمفرده تتضمن كندا والولايات المتحدة الأميركية، وكان له ما أراد. ومرة جديدة، جاء النجاح الجماهيري العريض يؤكد مدى قدرة قمر على جذب الجماهير العريضة من رجال ونساء من دون التقيد بفئة عمرية محددة، إذ راحت عائلات بأكملها تحضر استعراضاته وتصفق له أينما وجد. وإثر هذه التجربة الناجحة، سجل كامارو أولى أسطواناته الفردية تحت عنوان"امرأة مثلك"، وبعدما تأكد من رواجها الدولي، قام بجولة أوروبية رحب في خلالها الجمهور الفرنسي بالفنان العربي في شكل فاق الاستقبال الحار المخصص له في البلدان الأخرى. كما تلقى أكثر من عرض فرنسي للمشاركة في أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية، إلا أن كامارو فضل عدم اقتحام عالم التمثيل، على رغم حبه الشديد للسينما، والبقاء في دنيا الغناء والاستعراض. ويبرر كامارو قراره بكونه يولي كبار نجوم التمثيل احتراماً بالغاً يمنعه من الاحتكاك بمهنتهم طالما أنه لا يعتبر نفسه على المستوى الفني المطلوب لذلك. وفكر كامارو في الاستقرار في فرنسا، لكنه قرر العودة إلى مدينة مونتريال الكندية والاكتفاء بزيارة فرنسا، في إطار جولاته الغنائية الأوروبية. وأسس شركته الإنتاجية الموسيقية الشخصية باسم"كابوني"، مثلما أطلق مجموعة ثياب تحمل شعار"بالك"، وسجل ألبوماً غنائياً"الحياة الطيبة"حقق مبيعات فاقت ال 750 ألف نسخة بين كندا وأوروبا. الموسيقى بحسب قول كامارو"هي بمثابة فترة استراحة أعيشها في وسط كل الهموم التي أحملها كلما أفكر في بلدي لبنان والأزمات التي يعبرها. وعلى رغم صعوبة ممارسة الموسيقى، خصوصاً في أسلوب فردي مثلما أفعل منذ أن غادرت فرقتي الأصلية، تظل الموسيقى ترفه عني وتسمح لي بالتحليق عالياً في سماء الخيال وراحة البال وصفاء النفس". وبما ان"كامارو"يعتبر من كبار هواة الفن السينمائي، راح يؤلف ألبوماً باسم"صبي المليون دولار"على غرار الفيلم الأميركي الناجح عالمياً"فتاة المليون دولار"الذي أخرجه كلينت إيستوود وحاز عليه مجموعة كبيرة من الجوائز. ويؤكد"كامارو"في كل مناسبة، أنه أدرك منذ كان صبياً في لبنان انه سيتجه نحو الغناء مستقبلاً، ولكن من دون أن يدري كيف تحديداً. فكان له ما أراد فور شعوره انه نضج صوتياً في شكل يتيح له الوقوف على خشبة مسرحية وترديد أغنيات تعجبه وتناسب نبرات صوته وإحساسه الشاعري.