تعيش في دنيا الاغتراب مجموعات من الشباب اللبنانيين ممن تلمع أسماؤهم بين الحين والآخر في ميادين علمية وثقافية وفنية وتحتل انجازاتهم مكانة بارزة في وسائل الاعلام العالمية. ويسعى هؤلاء الشبان، كل من موقعه، الى تكريس انجازاتهم وتحقيق انتشارها الى العالم لأنهم يعتبرون انفسهم سفراء متطوعين من دون تكليف من احد، ينقلون الى العالم وجه لبنان بعدما ان كادت الصور السوداء تطغى على كل معالم الابداع فيه. كريستين عطا الله من هؤلاء"المشلوحين"في ديار الانتشار، قدّر لها ان تصبح نجمة غناء ورقص وموسيقى وتمثيل. منتقلة بين العواصم الاوروبية والاميركية والعربية لتشارك في مهرجاناتها. هذه"الديفا"diva المتعددة المواهب، كما يسميها النقاد الكنديون، ولدت في مونتريال وترعرعت في كنف عائلة محافظة. تمردت على التقاليد وطوّرت مواهبها الفطرية وطموحاتها الفنية التي تعززت تباعاً بشهادة أكاديمية من جامعة ماغيل، وأخرى فنية في موسيقى الجاز من جامعة مونتريال. وتوجت سيرتها بدورس ومحاضرات وتدريبات على الغناء الاوبرالي في أرقى المعاهد الايطالية والاميركية وأنشأت فرقة"les bassalindos"الموسيقية، التي تضم نخبة من العازفين الشباب ممن تخرجوا في جامعات اميركية وأوروبية وكندية. يدير الفرقة متخصصون في العزف على آلات العود والقانون والطبلة والكمان من بينهم فراس حداد لبناني، والممثل والمغني والملحن حسين الإمام مصري. وتؤدي الفرقة نماذج من ألوان الغناء العالمي السائد في الشرق والغرب word pop بينها الراي الجزائري والنمرود التونسي والجاز العربي. توجت كريستين باكورة اعمالها الفنية بإصدار البوم"escapades"اي الهروب، وهو عبارة عن بانوراما غنائية متعددة الألوان والألحان. وأطلقت كذلك اسطوانة انتجتها شركة"لوكيرو"الاميركية في كاليفورنيا. لم تكتف كريستين بالغناء والتلحين بل تعدت ذلك الى التمثيل، اذ شاركت للمرة الاولى في فيلم"مسيح مونتريال"للمخرج الكندي دنيس اكروند الذي فتح امامها ابواب الشهرة العالمية. وتتصدر اخبار كريستين وصورها صفحات الجرائد والمجلات الفنية العالمية التي نعتتها بأوصاف شتى،"ديفا الموهوبة"،"صاحبة الصوت المخملي"، و"اللسان الفني المتعدد اللغات". اشارة الى اجادتها الغناء باللغات الفرنسية والانكليزية والعربية والاسبانية والايطالية. وصفها احد النقاد الكنديين ب"أعجوبة الغناء الاوبرالي"لأن"حضورها يأسر المستعمين وصوتها يقود الحاضرين الى عالم الاحلام". شاركت كريستين في مهرجانات عدة كمهرجان العالم العربي، ومهرجان الفيلم الوثائقي، ومهرجان الضحك، ومهرجان الجاز العالمي ومهرجان ليالي افريقيا، ومثلت كندا في مهرجان الاوبرا في عمان. واختتمت نشاطاتها الفنية لهذا العام بمشاركتها في المهرجان العالمي للاغنية في الاسكندرية، حيث أنشدت اغنية"السلام"باللغات العالمية الخمس، مهدية إياها لبلدها الأم لبنان الذي كان يتعرض حينها للعدوان الاسرائيلي. وقبل مغادرتها الاسكندرية أصرّت على عقد مؤتمر صحافي دانت فيه الاعلام الاميركي والكندي المنحاز لاسرائيل. أما عن مشاريعها المستقبلية، فتقول كريستين انها تحضر لألبوم جديد سيبصر النور في مطلع العام 2007 ويُسجل بالتعاون مع الفنان المصري حسين الإمام ويضم باقة من الاغاني العربية والغربية. كما أعلنت عزمها تصوير فيديو كليب لأغنيتها"السلام"سيطرح قريباً في الاسواق العربية وبلدان المهجر. وتعكف كريستين في الوقت الراهن على اقامة حفلات في المدن الكندية والاميركية، يعود ريعها لأطفال لبنان الذين شوهتهم آلة الحرب الاسرائيلية. وفي أجندتها الفنية احياء مهرجان فني كبير في بيروت يُنظّم بالتعاون مع بعض الفنانين اللبنانيين.