تمكنت المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس ساره بايلن، من التسلل الى قلوب الأميركيين عبر اعتمادها خطاباً فولكلورياً شعبوياً في مناظرتها اليتيمة، مع منافسها الديموقراطي جوزيف بايدن. ونجحت بذلك في إبطاء الانهيار في حملة المرشح الجمهوري للرئاسة جون ماكين، من دون أن يكون هذا النجاح كافياً ل"قلب الطاولة"على الديموقراطيين ووقف تقدم مرشحهم للرئاسة باراك أوباما، مستفيداً من الأزمة الاقتصادية. وعزا محللون فشل محاولات الجمهوريين لاستعادة مواقعهم شعبياً، الى انقلاب المجتمع الأميركي على فلسفة المحافظين وأسطورتهم رونالد ريغان التي كانت لها اليد الطولى في إدارة السجال السياسي والاقتصادي منذ 1980، وعودة الناخب الأميركي الى فلسفة الديموقراطيين المتناغمة مع أفكار فرانكلين روزفلت،"عراب"التدخل الحكومي في الاقتصاد. راجع ص 7 وعلى مدى ساعة ونصف الساعة تواجه النقيضان بايلن وبايدن في جامعة واشنطن ولاية ميسوري ليل الخميس - الجمعة. وفاق أداء بايلن التوقعات، باعتراف صحيفة"نيويورك تايمز"التي أثنت على عدم ارتكاب حاكمة ولاية ألاسكا منذ العام 2006 والمرشحة الأولى لحزبها الى هذا المنصب، أي هفوة في المناظرة على عكس أخطائها أخيراً في المقابلات الإعلامية، علماً انها تواجهت في المناظرة مع سياسي محنك، دخل قاعات الكونغرس منذ 36 سنة، وبات رئيساً للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. لكن ذلك لم يغير بحسب الصحيفة من حقيقة أن بايلن غير مؤهلة لتولي منصب نائب الرئيس، وأن ماكين اتخذ"إما خياراً غير مسؤول أو ساخراً"حين رشحها للمنصب. في المقابل، فاخرت صحيفة"وول ستريت جورنال"اليمينية بأداء المرشحة الجمهورية، ودعت ماكين الى"فك قيودها"في التعامل مع الصحافيين، بسبب قدرتها على جذب الطبقة العاملة والتي سيعود لها الأمر في حسم السباق. إلا أن أداء بايلن، لم يكن كافياً لقلب مسار الحملة الانتخابية التي لم تعد موازينها مرتبطة بشخص أو بما يمثله أوباما كأول مرشح أفريقي- أميركي الى المنصب، أو بتاريخ ماكين البطولي في حرب فيتنام، بل تجاوز ذلك، مع مواجهة الولاياتالمتحدة الأزمة المالية الأصعب في تاريخها الحديث والتي أدت الى تراجع ماكين في الأسبوعين الماضيين في الاستطلاعات في معظم الولايات الحاسمة، ما ينذر بانتصار ساحق للديموقراطيين هو الأكبر من نوعه منذ عام 1996. ورأى معلقون مثل هوارد فاينمان وهارولد ميرسون، أن تفضيل غالبية الأميركيين لأوباما، وتصويت مجلس الشيوخ على خطة اقتصادية تحبّذ التدخل الحكومي، يعكسان تحولاً عن السياسة المعتمدة في العقود الثلاثة الماضية، والتي استحضرها الرئيس الراحل رونالد ريغان الى البيت الأبيض في 1980. وأكد المعلقون ان انتهاء عصر ريغان والعودة الى مدرسة روزفلت هو العنوان الأبرز للسباق الرئاسي، يرسخه التأييد الشعبي لعودة الرقابة على سوق المال وإعادة النظر في اتفاقات التجارة الحرة.