وصل تعثر المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية جون ماكين الى الكتل الانتخابية"العنصرية"، التي تتحفظ على انتخاب مرشح أفريقي - أميركي، انما تجد نفسها"مجبرة"على التصويت لباراك أوباما بسبب الأزمة الاقتصادية وسياسات الجمهوريين، في وقت هيّأت الصحف اليمينية القاعدة الحزبية لتحوّل في المشهد السياسي هو الأكبر منذ ثلاثينات القرن العشرين باتجاه الديموقراطيين، وكان أبرز مؤشراته أمس دعم من صحيفة"شيكاغو تريبيون"يُعدّ سابقة في تاريخها للديموقراطيين وأوباما. وفي وقت راجعت حملة ماكين استراتيجيتها وحصرت نشاطات المرشح في مربع بنسلفانيا - أوهايو - فلوريدا - فيرجينيا، وانسحبت الى حدّ ما من ولايات شمالية - شرقية مثل ماين ونيوهامبشير، ومن الوسط بعد تحقيق أوباما قفزة واسعة هناك، عكست صحيفة"بوليتيكو"تحولاً جذرياً بعد الأزمة الاقتصادية في أوساط الناخبين"العنصريين"وفي ولايات محورية ستحسم السباق الرئاسي. وكتبت الصحيفة تحت عنوان"عنصريون"، أن نسبة البيض المحافظين والذين ينظرون باستعلاء الى الأقلية الأفريقية - الأميركية وممن أبقوا ممارسات التمييز ضد السود والصور النمطية منذ حقبة التمييز العنصري، يجدون أنفسهم مجبرين على التصويت لأوباما وبسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية. وفيما كانت النسب 23 في المئة لهؤلاء مطلع أيلول سبتمبر الماضي وقبل انهيار السوق المالية، تعدت نسبة الذين سيصوّتون للمرشح الديموقراطي بسبب تفضيلهم سياسته الاقتصادية 40 في المئة. وسرت هذه القاعدة أيضاً على كبار السن والذين كانوا متماهين مع ماكين في بداية"السباق الرئاسي"، ثم تحولوا نحو أوباما في ولايتي فلوريدا وبنسلفانيا، بسبب خسارتهم تعويضاتهم ومدخرات تقاعدهم نتيجة الانهيار المالي. ودفعت هذه الوقائع الديموقراطيين الى تكثيف حملاتهم الإعلانية وبنسبة 4 الى واحد في مقابل ماكين، في ولايات"يطبعها"التاريخ العنصري مثل فيرجينيا وكنتاكي، والتي تحسنت فيها حظوظ أوباما. وألقت الكاتبة المحافظة والتي صاغت خطابات الرئيس السابق رونالد ريغان في الثمانينات، باغي نونان، اللوم في مآسي حملة ماكين على مرشحته لمنصب نائب الرئيس سارة بايلن، التي كان يفترض أن تساعده في التواصل مع الطبقة العمالية لكنها لم تفلح في ذلك. وفي انتقاد لاذع لبايلن، كتبت نونان أن الأولى وبعد سبعة أسابيع على اختيارها تصعب معرفة الى أي مدرسة من المحافظين تنتمي أو"ما هو هدف طموحها". ورأت أن بايلن"لا تفكر بصوت عال... انما تردد بعض الأشياء". وملأت صحف اليمين مثل"وول ستريت جورنال"و"ويكلي ستاندرد"المقالات التي تحضّر المحافظين للخسارة الأكبر في تاريخهم منذ العام 1933 وعهد هربرت هوفر الرئيس الأسوأ جمهوري في تاريخ الولاياتالمتحدة، والذي خلفه"عملاق"الديموقراطيين فرانكلين روزفلت. اذ تميل الكفة في الانتخابات التشريعية للكونغرس الى الديموقراطيين، وتتطلع زعيمة مجلس النواب نانسي بيلوسي الى حصد حزبها 250 مقعداً أي نحو ثلثي المقاعد، فيما ينازع الجمهوريون للحفاظ على أكثر من 40 مقعداً في مجلس الشيوخ. وبين المعارك المحتدمة، المنافسة بين أميركييْن من أصل عربي، هما السناتور جون سنونو جمهوري وجين شاهين ديموقراطية على مقعد مجلس الشيوخ في ولاية نيو هامبشير. وكان لافتا أمس تبنّي صحيفة"شيكاغو تريبيون"المحافظة لترشيح أوباما والذي عرفته منذ التسعينات، حين بدأ حياته السياسية في مجلس الشيوخ المصغر في ولاية الينوي. راجع ص8 وتعتبر الخطوة الأولى للصحيفة التي تبنت تاريخياً ترشيح الأسماء الجمهورية وبينها جورج بوش. ويتوقع أن تلحق بها"نيويورك تايمز"فتنسج على منوالها في افتتاحيتها اليوم. كما ينتظر الديموقراطيون بشغف إعلان وزير الخارجية السابق كولن باول خياره للرئاسة. وهو كان ضمن لائحة الأسماء المفضلة للترشح لدى الجمهوريين أو لمنصب نائب الرئيس، لولا مخاوف عقيلته من تعرّضه لاغتيال كونه من الأقلية الأفريقية - الأميركية.