شكل"تمرد"حاكمة ولاية ألاسكا، ساره بايلن، على الطبقة السياسية في الحزب الجمهوري عاملاً فاصلاً في اختيار المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية جون ماكين لها لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات المقبلة المقررة في الرابع من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. لكن احداً لم يتوقع أن"تصوّب"تمردها الى الداخل وفريق الحملة الجمهورية، اثر خلافات حول دورها الإعلامي وتبادلها الاتهامات حول مسؤولية انهيار فرص ماكين أمام منافسه الديموقراطي باراك أوباما قبل تسعة أيام على موعد التصويت. وأفادت صحيفة"بوليتيكو"بأن حملة ماكين - بايلن تواجه انقسامات حادة بين بايلن ومستشاريها، على غرار ستيف شميت ونيك والاس، الذين عمل غالبيتهم مساعدين سابقين في حملة الرئيس جورج بوش. وأبلغت مصادر جمهورية الصحيفة أن بايلن التي تحدت شخصيات نافذة في الحزب خلال ترشحها لحاكمية ولاية ألاسكا عام 2006، تتمرد على مستشاريها وتحمّلهم مسؤولية"تردي صورتها"أمام الرأي العام بسبب أخطاء في مقابلات صحافية واعتبارها قليلة الخبرة وغير مؤهلة لمنصب نائب الرئيس. وأشار التقرير الى أن المرشحة"فقدت الثقة"بمعظم أفراد"الطاقم"، وترفض التقيد بنصائحهم أو إخضاع تحركاتها لإرشاداتهم. وجاء رد فعل بايلن في ظل اقتراب"السفينة الجمهورية"من الغرق، وانهيار فرص ماكين في حصد الأصوات المطلوبة للفوز، اذ اظهرت استطلاعات للرأي انعدام حظوظ الجمهوريين في ولايات غربية مثل كولورادو، حيث يتقدم أوباما ب12 نقطة، وضعف موقع ماكين في فلوريدا حيث تقدم قبل أسابيع. ورأى وزير الأمن القومي السابق توم ريدج انه سيصعب على ماكين الفوز بالرئاسة من دون الانتصار في ولاية بنسلفانيا، في وقت يتخلف المرشح الجمهوري فيها على اوباما بفارق عشر نقاط. وأعلن المحلل تشارلي كوك الذي يشتهر بدقة توقعاته الانتخابية، أن أوباما المتفوق في الأرقام والقدرات التنظيمية والزخم يتجه الى تحقيق الانتصار الأكبر للديموقراطيين منذ عقود. وتمنح المؤشرات، بحسب كوك، انطباعاً بأن فوز أوباما قد يتجاوز فارق ال6 نقاط التي تفوق بها بيل كلينتون على جورج بوش الأب عام 1992، من دون استبعاد انضمام فوزه الى لائحة الانتصارات الساحقة التاريخية، على غرار تفوق رونالد ريغان على جيمي كارتر بنسبة 9 نقاط عام 1980، أو اكتساح دوايت أيزنهاور لمنافسه أدلاي ستيفنسون بنسبة 11 في المئة 1952. ولا ينفي كوك احتمال حصول مفاجأة في الأيام التسعة الأخيرة تعيد ماكين الى السباق، لكنه يربط ذلك بحدث درامي كبير. ويبدو أن العامل الأصعب الذي يواجهه ماكين يتمثل في وضع الحزب الجمهوري بعد ثماني سنوات من رئاسة بوش، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية. وعاد المرشح الديموقراطي أمس الى"خندق"حملته الرئاسية بعدما زار جدته المحتضرة في هاواي. وشارك في تجمعات في ولاية نيفادا الغربية، فيما توجه نائبه جوزف بايدن الى فيرجينيا. ويتقدم أوباما في هاتين الولايتين اللتين فاز بهما بوش عام 2004، في وقت توجهت بايلن الى أيوا ونيو مكسيكو، حيث يتراجع الجمهوريون. أما ماكين فشارك الى جانب عمدة نيويورك السابق رودي جولياني في تجمعات في فلوريدا التي تعتبر ولاية ضرورية للحفاظ على فرصه في بلوغ البيت الأبيض.