ركّز خطباء الجمعة في العراق أمس، على الاتفاق الأمني طويل الأمد المزمع توقيعه مع الولاياتالمتحدة، داعين إلى ضمان السيادة العراقية في بنوده، في حين اعتبر الشيخ محمود الصميدعي إمام جامع أم القرى أن في توقيع الاتفاق الأمني أو عدم توقيعه"محنة". وقال الشيخ الصميدعي إن كلا الأمرين محنة ويجب أن تتروى الحكومة فيهما، فلا ترفض أو توافق من دون النظر إلى المصلحة العليا للعراق، على أن تكون مصلحة العراق والعراقيين المؤثر الوحيد للتوقيع عليه، ثم يجري بعد ذلك اختيار أخف الضررين. وحدد الصميدعي أربعة شروط لتوقيع الاتفاق هي التركيز على سيادة العراق واخراجه من البند السابع وحماية حدوده من التدخلات الخارجية وحفظ أموال البلاد. ودعا جلال الدين الصغير إمام وخطيب جامع براثا والقيادي في"المجلس الأعلى الإسلامي"السياسيين إلى مراعاة مصلحة العراق في مسألة توقيع الاتفاق بما يؤمن عدم تفكك المجتمع العراقي. وقال خلال خطبة الجمعة إن السياسيين مطالبون بمراعاة مصلحة العراق لتأمين عدم تفكك المجتمع العراقي الذي قد يطيح بأي حصاد يتأتى من الاتفاق. واعتبر الشيخ هادي الخالصي خطيب وإمام المدرسة الخالصية في الكاظمية أن تصريح رئيس أركان الجيش الأميركي عن تدهور الأوضاع الأمنية، وما أعقبها من تصريحات وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، دليل على محاولة دفع العراق إلى توقيع الاتفاق في أي شكل من الأشكال. وأكد أن توقيع الاتفاق سيؤول إلى مشكلات سياسية وأمنية واقتصادية أكبر من المشكلات الموجودة، داعياً الشعب العراقي إلى رفضه جملة وتفصيلاً. وقال الشيخ عبدالهادي المحمداوي خطيب وإمام الجمعة في جامع الكوفة وأحد قياديي التيار الصدري إن الاتفاق الأمني يحوي مضامين خطيرة أهمها علاقته بالأمن الإقليمي والخليجي، مشيراً إلى أنه سيضع صورة خريطة جديدة توزع من خلالها الأدوار السياسية في المنطقة، وربما تمتد لأبعد من ذلك. ولفت الى أن الاتفاق يمس سيادة العراق في شكل جذري. وقال إن"كل من يتصور أن سيادة العراق لا تمس من خلال هذا الاتفاق، وأن هناك مكسباً سيادياً للعراق فهو كاذب إن لم يكن متوهماً". وأضاف أن الاتفاق سيضيّع قضايا مهمة للسيادة من خلال سيطرة القوات الأميركية على المجال الجوي العراقي ومنحها تسهيلات مفتوحة براً وبحراً وإقامة قواعد عسكرية دائمة طويلة الأمد تشن من خلالها عمليات عسكرية داخل العراق وعلى دول الجوار". ولفت الشيخ علي الحسين خطيب وإمام جامع سعاد النقيب في الغزالية إلى ضرورة وضع المصلحة العامة فوق مصالح الجميع، واقترح إعلان بنود الاتفاق على الشعب وإجراء استفتاء شعبي عليه قبل إقراره مثلما حصل مع الدستور العراقي قبل سنتين. إلى ذلك، طالب خطباء الجمعة في محافظة ديالى بموقف رسمي شفاف من الاتفاق العراقي - الأميركي والاحتكام الى موقف الشارع العراقي ودعوة الادارة الأميركية إلى سحب قواتها من البلاد. واعتبر خطيب مسجد الخلفاء الأربعة في بعقوبة الشيخ أحمد الجبوري"مماطلات الحكومة في الاتفاق غير مبررة"، وطالبها"بالامتثال الى رغبة وقرار الشعب الذي أعرب ممثلوه في تظاهرات وتصريحات عن رفضهم هذا الاتفاق الاستعبادي"، مشيراً الى أن"التهديدات التي ساقها مسؤولون في الادارة الأميركية وسط ضغوط اعلامية، معروفة الأغراض والدوافع".