حرّم الشيخ جواد الخالصي توقيع الاتفاق الأمني مع القوات الأميركية، فيما طالب خطيب جمعة النجف القيادي في"المجلس الأعلى الاسلامي"صدر الدين القبانجي بعرضه على الشعب، محذراً من المصادقة عليه. تزامن ذلك مع إعلان تيار الصدر تنظيم تظاهرة"مليونية"للتنديد بتوقيع الاتفاق الأمني والمطالبة بخروج الاحتلال. ودان خطباء الجمعة في العراق أمس تهجير المسيحيين من الموصل، وطالبوا الحكومة العراقية بالتدخل لحمايتهم. ودان السيد أحمد الصافي خطيب وامام الصحن الحسيني وممثل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في كربلاء تعرض المسيحيين في الموصل إلى القتل والتهجير، وأكد على عدم وجود مبرّر لاستهداف المسيحيين في بعض مناطق العراق. وقال إن كل إنسان داخل العراق يجب أن يُحترَم بغض النظر عن مذهبه أو طائفته، مشيراً إلى أن المرجعية لن ترضى عن تصرفات غير منضبطة. وطالب الحكومة بتوفير الحماية لكل الأطراف داخل المجتمع العراقي. وقال إن المرجعية الدينية العليا أوكلت مسألة الاتفاق الأمني إلى مجلس النواب، إلا أن هذا التوكيل لا يعني أن"المرجعية ليس لديها رؤية في هذا الموضوع"، ولكنها"من خلال منهجها المعروف"توكل مثل هذه الأمور إلى المؤسسات الدستورية والقانونية المعتمدة. وأضاف أن مجلس النواب مطالب بمراعاة المصالح العليا للبلد في ما يتعلق بنقطتين أساسيتين هما الاستقلال والسيادة في الحاضر والمستقبل. وأكد أن هذه المسؤولية تقع على عاتق المجلس ويجب ألا يتنازل عن السيادة أو الاستقلال. وقال إن الأجيال القادمة والحالية لن تسامح أي مقصّر في أداء وظيفته التاريخية المهمة في أمثال هذه الأمور. من جهته، طالب الشيخ صدر الدين القبانجي خطيب وإمام الحسينية الفاطمية في النجف والقيادي في"المجلس الاعلى الاسلامي"الحكومة العراقية بعرض الاتفاق الأمني على الشعب العراقي قبل توقيعه لضمان عدم وجود بنود سرية فيه. وشدد على ضرورة عدم تمرير البرلمان الاتفاق، وتساءل عما إذا كان البرلمان عازماً على تمريره لو جرى التصويت عليه بأكثر من النصف، معتبرا الاتفاق قضية بالغة الخطورة. وقال إن الاتفاق يحتاج إلى اجماع وطني كونه يمثل منعطفاً تاريخياً للعراق. وتحدث القبانجي عن مخاوف تسود الشارع العراقي حيال الاتفاق تتعلق بإمكان محاسبة الجيش الأميركي عند تجاوزه حقوق المواطن ومدى صدقية الجدول الزمني للانسحاب الأميركي من العراق الذي سيبدأ عام 2011 وفقاً لبنود المسودة النهائية للاتفاق. وفي بغداد، حرّم الشيخ جواد الخالصي خطيب وامام جمعة المدرسة الخالصية توقيع الاتفاق الأمني مع القوات الاميركية، وقال إن على هذا الاتفاق أن يتضمن خروج القوات الأميركية والحفاظ على سيادة العراق ورفع الحصانة عن الجنود الأميركيين. واستنكر الخالصي تهجير المسيحيين من الموصل وناشد رجال الدين الى تدارك القضية ووقف هجرة المسيحيين من هناك. واعتبر الانتخابات خديعة جديدة ضد الشعب العراقي الذي قال إنه كشف اللعبة ولن يعيد الكرة حيث أدرك كثيرون عدم جدوى الانتخابات وعزفوا عن تسجيل أسمائهم في سجلات الناخبين. واستنكر الشيخ محمود الصميدعي خطيب وامام جامع ام القرى تهجير المسيحيين من الموصل، وقال إن العراقيين متساوون في الحقوق والواجبات وإن المسيحيين جزء من العراق ولهم حق العيش في سلام. وطالب حكومة المالكي بحماية المسيحيين حتى لو لزم الأمر شن عمليات عسكرية جديدة في الموصل. وعن توقيع الاتفاق الأمني مع القوات الاميركية، قال إن الجهات المعترضة ستوافق على ابرامه في حال كانت التنازلات الأميركية التي اعلنها المالكي عقب زيارته للمرجع الاعلى السيد علي السيستاني حقيقية، لافتاً الى أن الشعب لا يطلب كثيراً لكنه يريد الحفاظ على سيادته وأمنه. واهتم خطباء الجمعة الموالون لتيار الصدر في عدد من المدن العراقية ومدينة الصدر بالترويج لتظاهرة يعد لها التيار اليوم السبت للتنديد بالاتفاق الامني مع واشنطن. وقال القيادي في التيار الصدري حازم الاعرجي أمس إن تياره أنهى استعداداته لتنظيم تظاهرة جماهيرية وصفها بأنها مليونية يوم السبت في بغداد للمطالبة بخروج القوات الأميركية من العراق والتنديد بالاتفاق الأمني. وأشار الاعرجي في تصريحات الى أن التيار الصدري"شكل لجان متعددة مهمتها تنظيم خروج المتظاهرين وعودتهم".