انتقد الخطباء في الجوامع والحسينيات والمساجد السنية والشيعية امس قرار رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني إنزال العلم العراقي من المؤسسات الرسمية في الاقليم، واعتبرها خطباء التيار الصدري"خطوة جديدة للاكراد نحو الانفصال"، فيما طالب الخطباء السنة العراقيين بالوقوف في وجه مشروع الفيديرالية، الذي ستتم مناقشته في مجلس النواب غداً. وقال الشيخ عبد الهادي المحمداوي، خطيب وامام الصحن الكاظمي، واحد انصار التيار الصدري ان"إنزال العلم العراقي من المؤسسات الرسمية في كردستان هو بمثابة اشارة واضحة الى رغبة الاكراد في الانفصال عن العراق"، منتقداً مزاعم بارزاني بأن العلم"يمثل نظام البعث". وقال ان"العلم العراقي متفق عليه بجميع ألوانه ومحتوياته وهو لا يتقاطع مع اي جهة سياسية". ووصف تصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي اول من امس خلال مراسم تسلم الحكومة القيادة العسكرية للقوات العراقية، بأنها"تصريحات وردية تهدف الى تخدير الشعب لا سيما ان تسلم القيادة لن يكون حقيقياً بوجود القوات الاميركية في البلاد". وقال ان"السيادة الحقيقية لن تعود للعراقيين الا بخروج قوات الاحتلال". وطالب الحكومة"بالعمل لاستيعاب الوضع الامني في البلاد والانتباه الى العمليات التي يمارسها التكفيريون لاجهاض مشروع المصالحة الوطنية في البلاد"، مؤكداً ان المشروع"لن ينجح من دون تصفية الخلافات العالقة. وقال ان"الخطط الامنية للحكومة باتت تركز على معالجة المناطق والاحياء الملتهبة ذات الغالبية السنية وتترك المناطق الشيعية مفتوحة امام قنوات الارهاب لتمارس فيها نشاطها بحرية". أما الشيخ جواد الخالصي، خطيب المدرسة الخالصية وزعيم التيار الخالصي المناهض للوجود الاميركي في البلاد فاعتبر اصرار الاكراد على استبدال العلم"حجة لتمرير المشروع الاميركي في المنطقة". وقال انها"خطوة سيئة اقدمت عليها الحكومة الكردية للمساهمة في تقسيم العراق مثلها مثل الخطوة التي قامت بها شخصيات برلمانية قبل يومين حينما قدمت مشروع الفيديرالية وطالبت النواب بمناقشته"، مؤكداً ان"تطبيق الفيديرالية سيوقع البلاد في حرب اهلية لا نهاية لها". وانتقد صمت الحكومة على"عمليات القتل والتهجير والخطف الطائفي التي تمارسها عصابات محترفة بعيدة عن جميع المسميات الوطنية والدينية". وقال ان"هذه الجهات تقوم بأعمالها تحت اشراف القوات الاميركية في البلاد". وعن الانباء التي ترددت عن ضلوع جماعات مسلحة والتيار الصدري في هذه الاعمال، قال الخالصي ان"جيش المهدي والمقاومة الشريفة بعيدان عن هذه الاعمال التي تفتقر الى ابسط مقومات الشعور الانساني"، مؤكداً ان "القوات الاميركية في البلاد هي التي تشرف على هذه الاعمال وتحاول الصاقها بالتيار الصدري والمقاومة العراقية لتجريدهما من قاعدتهما الشيعية". وانتقد الشيخ محمود الصميدعي، خطيب وامام جامع ام القرى الخطوة التي اقدم عليها بارزاني بإنزال العلم وقال ان"العراقيين متمسكون بعلمهم كونه رمزاً للعراق ولا يمثل جهة سياسية معينة، انما يمثل جميع العراقيين بمختلف اطيافهم واعراقهم". وطالب العراقيين"بالصبر والثبات والحفاظ على بلادهم ووحدتهم ورفض جميع مشاريع التجزئة واولها مشروع الفيديرالية".