اعرب خطباء الجمعة في العراق امس عن استيائهم من تصاعد وتيرة اعمال العنف في بغداد، محملين قوات الاحتلال والحكومة العراقية واطرافاً سياسية المسؤولية الكاملة عن ذلك. وفيما اتهم الشيخ محمود الصميدعي الاحتلال الاميركي بالضلوع في التفجيرات الاخيرة واعتبرها "الجهة الوحيدة المستفيدة من ذلك"، شدد الشيخ مهدي الكربلائي على ان استمرار هذه التفجيرات "سيؤدي الى عودة الميليشيات المسلحة وفرق الموت الى شوارع العاصمة". وشدد الشيخ محمود الصميدعي امام جامع ام القرى على ضرورة اتخاذ الاطراف السياسية"خطوات جدية لمعالجة الكارثة التي تعصف بالبلاد"، محملاً المرجعيات الدينية وعلماء الدين مسؤولية ما يجري"جراء سكوتهم"، مطالباً السياسيين باتخاذ خطوات جدية لمعالجة الأمر، لافتاً الى ان"جوهر المشكلة سياسي". ودعا الى"نبذ الخلافات الطائفية بين الناس". واستنكر الصميدعي تفجيرات الاسبوع الماضي في مناطق الصدرية ومدينة الصدر والكرادة وتساءل:"أين قادة الخطة الأمنية وتصريحاتهم التي لا تسمن ولا تغني من جوع". وحمل الشيخ حسن طعيمة العبيدي، خطيب وامام المدرسة الخالصية في الكاظمية الحكومة والقوات الاميركية مسؤولية تدهور الاوضاع الامنية وقال"ان الخطة الامنية التي يتبجح بها القادة السياسيون في وسائل الاعلام يومياً لم تنتج سوى دفع المواطن العراقي الثمن غالياً جراء الصراع الدائر بين السياسيين". وقال:"اين التحقيقات التي تجريها الحكومة في احداث العنف وغالباً ما تكون بلا نتائج ما يعكس ضعف الاجهزة الامنية في اداء واجباتها". واشار العبيدي الى ان"نار الطائفية المشتعلة في العراق سببها مرض سرطاني اسمه الاحتلال وهو المستفيد الاكبر من تصاعد وتيرة العنف الذي سينتقل عما قريب الى دول الجوار". وفي كربلاء 110 كلم جنوببغداد، دعا الشيخ مهدي الكربلائي، ممثل المرجع اية الله علي السيستاني، الى"ضرورة اختيار الوزراء وفق ضوابط صحيحة"، مطالباً"المسؤولين في البرلمان بترشيح الاسماء الكفوءة الى جانب رئيس الوزراء". واستنكر الكربلائي التفجيرات الاخيرة في مدينة كربلاء وحي الصدرية ومدينة الصدر، محذراً من ان "استمرار مثل هذه الاعمال سيجر الى ردود فعل انتقامية غير منضبطة وسيؤدي بالنتيجة الى عودة الميليشيات المسلحة وفرق الموت"، مشدداً على ان"فشل الخطة الامنية سيجر الى مآس اكثر في العراق وفي شعوب دول اخرى".