اشتهرت الروسية أولغا كوريلنكو كعارضة أزياء منذ فوزها بجائزة"الشامة"كأجمل"توب موديل"مبتدئة في العام 1996، وكانت لا تزال مراهقة. وها هي الآن ممثلة تشارك في أفلام عالمية كان أولها"إصبع الخاتم"للمخرجة الفرنسية ديان برتران، ثم"باريس أحبك"الذي تولت إخراجه مجموعة من السينمائيين راحوا يسردون فيه 20 حكاية مختلفة تدور أحداث كل واحدة منها في دائرة باريسية محددة، علماً أن كوريلنكو تقمصت في هذا العمل شخصية مصاصة دماء شرسة، وأن الفيلم عرض في مهرجان"كان"2006 ولقي صدى إيجابياً. أحدث أفلام كوريلنكو عنوانه"كوانتوم أوف سولاس"وينتمي الى لون المغامرات بما انه أحدث أفلام جيمس بوند، مقدماً بالتالي للفنانة الشابة شبيهة بريجيت باردو في أوج مجدها، فرصة ذهبية لإثبات طاقتها الدرامية وقدرتها على التنويع في أدوارها. تتمع كوريلنكو بشبه واضح مع بريجيت باردو واذا كان هذا الأمر لم يلفت انتباه أهل الموضة فهو لا يمكن أن يفوت المشاهد الجالس أمام الشاشة الكبيرة إذ أن وجه الممثلة الجديدة وتعبيراتها ونظراتها تذكر بما كانت عليه باردو في نهاية الخمسينات وبداية الستينات من القرن العشرين حينما كانت في أوج شهرتها ومجدها. ويمكن اضافة نقطة أساسية في شأن الروسية وهي أنها تجيد التمثيل على عكس"ب ب"التي لم تلمع من هذه الناحية. فالدور الممنوح لها في"إصبع الخاتم"اتسم بالصعوبة والغموض وأنجزته كوريلنكو ببراعة من دون أن تتردد في تنفيذ لقطات حميمة كاشفة بذلك عن جاذبية لا تقل عن جاذبية باردو في عز أيامها. في باريس التقت"الحياة"كوريلنكو لمناسبة عرض فيلمها الأخير في الصالات الفرنسية وحاورتها. أنت من نجمات الجمال والتجميل ولكن ما سرك للحفاظ على هذا الجمال الصارخ؟ - أشكرك جداً، وعموماً لا أدري إذا كنت فعلاً أتمتع بجمال صارخ ولكنني أحافظ على ما ورثته من الطبيعة بطريقة سهلة تتلخص في النوم ثماني ساعات كل ليلة والتقليل من السهرات خارج المنزل والعيش حياة هادئة الى حد ما، هذا كل ما في الأمر. لا تزالين شابة فهل يعني كلامك أنك تحرمين نفسك التمتع بحياتك مثل أي امرأة في عمرك حتى تستمرين في مهنتك؟ - بطبيعتي لا أميل الى حياة صاخبة وبالتالي لا أعتبر نفسي أضحي بشيء مهم حتى أبقى على وضعي من حيث المظهر، ومن ناحية ثانية لا أعني أنني محرومة من كل شيء فأنا أرى أصدقائي وأشاهد الأفلام وأرتاد المطاعم ولكن في إطار المعقول وأعود الى البيت قبل منتصف الليل. وإذا كنت أعمل في صباح اليوم التالي فلا أتأخر عن التاسعة بأي حال من الأحوال. لست من العارضات النحيفات بل على العكس تتمتعين بأنوثة طاغية، فكيف يتسنى ذلك في الزمن الراهن؟ - هذا صحيح لأنني اكتسبت بضع كيلوغرامات بعد تجاوزي سن المراهقة. وأحافظ على قوامي طبعاً من أجل مهنتي، لكنني لا أمتنع عن تناول الوجبات التي أحبها مثل المعكرونة والآيس كريم. وما هي أهدافك في الحياة؟ - عرض الأزياء ليس من أهدافي المستقبلية الآن فهو ورائي أكثر مما هو أمامي، وطموحي هو الإنجاب لأنني أعتبر السعادة الشخصية أهم بمراحل من النجاح المهني ومن كسب الملايين والتوصل الى درجة عالية من الشهرة، وعندما أقول الإنجاب أقصد بطبيعة الحال الزواج والإنجاب، فتربية الأطفال لوحدي، مثلما تفعله فئة من المطلقات مثلاً، شيء لا يرضيني اطلاقاً. وعلى الصعيد المهني هناك مسيرتي السينمائية التي لا تزال في مرحلتها الأولى، وأنا أنوي الاستمرار فيها واختيار أفضل مما هو مطروح علي من سيناريوات حتى أكوّن لنفسي سمعة جيدة كممثلة. نقص في الخيال هل أنت راضية عما توصلت اليه حتى الآن في عملك؟ - أتباهى بشيء واحد أساساً هو كوني الفنانة الروسية الأولى التي نُشرت صورتها على غلاف مجلة"سبورتس ايليوستريتد"الشهيرة، وفي هذه النقطة أقارن نفسي بالممثلة هالي بيري التي هي أول امرأة سوداء حصلت على جائزة الأوسكار في هوليوود. إن مثل هذه الأشياء تتميز بأهمية كبيرة بالنسبة الى المستقبل لأنها تكسر قاعدة راسخة. كيف تعيشين حكاية المقارنات المستمرة بينك وبين بريجيت باردو منذ أن صرت ممثلة؟ - انها مقارنة سخيفة مبررها الوحيد أنني أشبه بريجيت باردو بعض الشيء في ملامح وجهي. وأنا إذا كنت أحب باردو كممثلة وأقدرها كامرأة ذكية عرفت كيف تنجز كل ما أرادته في حياتها وتتحول أسطورة حية، لا اعتبر نفسي مثلها أو أستطيع خلافتها فنياً بأي حال من الأحوال، لكن الإعلام في حاجة مستمرة الى إجراء المقارنات وإلا عجز عن وصف فنانة جديدة مثلي، ويا له من نقص في الخيال، أليس كذلك؟ هل تشعرين برغبة في الوقوف فوق خشبة المسرح أم أنك ممثلة سينمائية أصيلة؟ - سبق لي التمثيل في المسرح كهاوية فقط، ولكنني لم أكن مستعدة لخوض التجربة على رغم حصولي شخصياً على آراء إيجابية جداً من قبل الذين شاهدوني. أعرف ان مشروعي المسرحي المقبل كممثلة سيختلف تماماً عن السابق لأنني أريده من المسرح المحترف، ولكنني لست على عجلة من أمري، وأفضل اكتساب الخبرة اللازمة في مهنة التمثيل من طريق السينما، قبل أن أرمي بنفسي في بحر المسرح أمام الجمهور مباشرة. وهل تعلمت الرماية بالمسدسات خصيصاً من أجل دورك في فيلم جيمس بوند؟ - أمارس الرماية قليلاً في الأساس، لكنني تدربت مع أخصائي طيلة ثلاثة شهور كاملة، وتعلمت أيضاً كيفية تلقين الضربات وتلقيها خلال المشاجرات اليدوية من دون أن أصاب بجروح، مما لم يحمني كلياً من الكدمات في أثناء التصوير. وأنا فخورة بكوننا لم نلجأ الى بديلة محترفة إلا في لقطات نادرة جداً كان من الأفضل ألا أنفذها بنفسي، على الأقل حتى نحترم أوامر شركات التأمين. حدثينا عن جيمس بوند، أي الممثل دانيال كريغ؟ - دانيال من الممثلين الذين يولون عملهم أهمية بالغة فوق العادة، فهو يمثل جيمس بوند وكأنه فوق خشبة مسرح شكسبير الوطني في لندن، وهذا شيء جيد في النهاية لأن النتيجة فوق الشاشة مجزية بطبيعة الحال، والجمهور ينغمس معه في مغامراته ضد الأشرار وفي صحبة نساء جميلات وخطيرات في آن، وأنا منهن في الفيلم. كنت سعيدة بالعمل الى جواره، ولكنني لم أتجرأ أبداً على التفوه ولو بكلمة خارجة عن إطار دوري أو صباح الخير ومساء الخير في كل يوم من أيام العمل. وهو كان يتناول وجباته بمفرده وليس في صحبة فريق العمل من فنانين وتقنيين، حتى يبقى منغمساً في شخصيته ولا يترك أي شيء خارجي يلهيه عن عمله. انها طريقته، ولكل ممثل طريقة في ممارسة مهنته طبعاً. ما هي الصفات التي تفضلينها لدى الرجل بشكل عام؟ - أولاً ألا يخجل أمامي لأنني"سوبر موديل"معروفة أو شريكة جيمس بوند في فيلم سينمائي، وهذا ما يحدث في معظم الأحيان إذ أتعرف على رجل وأراه لا يدري كيف يواجهني أو يتكلم معي أو يضحك معي ببساطة، ذلك ان صورتي كإمرأة جميلة تمارس مهنة مبنية على الجمال لا تفارق ذهنه، فكيف يتسنى لي أن أبني معه علاقة وطيدة وقوية في ما بعد، لكنني لا أفقد الأمل فلا بد من أن يتواجد رجل ذكي في مكان ما يستطيع التفرقة بيني شخصياً كامرأة وبين العمل الذي أمارسه تحت الأضواء. ومن أهم الصفات التي تعجبني عند الرجل روح الفكاهة والبساطة والامتناع عن إبراز عضلاته أو حافظة نقوده في وجهي، وأعشق أن أسمع عبارة"أنت أجمل في الطبيعة مما أنت عليه فوق أغلفة المجلات أو على شاشة السينما". وصدق أو لا تصدق ليس هناك من يقول لي هذه الكلمات أبداً.