يتساءل كل من يشاهد الفيلم الفرنسي"لبّاس الخاتم"النازل حديثاً إلى الصالات السينمائية عما إذا كانت مخرجته ديان برتران ستدخل إلى تاريخ الفن السابع من أوسع أبوابه... ربما ليس بفضل موهبة فذة في الإخراج، بل كمكتشفة مواهب مثلما كانت الحال بالنسبة الى الراحل روجيه فاديم مكتشف بريجيت باردو في العام 1956. حينما كانت هذه الأخيرة مجرد ممثلة مبتدئة تشارك في أفلام خفيفة سطحية وذات مستوى متوسط جداً، فحوّلها في خلال عام واحد إلى أيقونة حية ملقبة بالحرفين الأولين فقط من إسمها BB. على خطى كروفورد؟ وفي ما يتعلق بديان برتران فهي منحت بطولة"لبّاس الخاتم"إلى عارضة أزياء روسية إسمها أولغا كوريلنكو عمرها 26 سنة تعمل في باريس منذ أربع سنوات مثل عشرات العارضات الأوروبيات الشرقيات اللاتي يشكلن آخر صيحة في دنيا ال"سوبر موديلز"، لكن من دون أن يحققن نجاح كلوديا شيفر أو ناومي كامبل أو سيندي كروفورد. وتتمتع كوريلنكو بشبه واضح مع بريجيت باردو، وإن كان هذا الشيء لم يلفت إنتباه أهل الموضة بطريقة فذة فهو لا يمكن أن يفوت المتفرج الجالس أمام الشاشة الكبيرة إذ أن وجه الممثلة الجديدة وتعبيراتها وفمها وملامحها ونظراتها تذكر تماماً ما كانت عليه باردو في نهاية الخمسينات وبداية الستينات من القرن العشرين، حينما كانت في أوج شهرتها ومجدها. وتمكن إضافة نقطة أساسية في شأن الروسية وهي أنها تجيد التمثيل على عكس BB التي لم تلمع من هذه الناحية أبدا. فالدور الممنوح لها في"لبّاس الخاتم"يتسم بالصعوبة والغموض، وتنجزه أولغا ببراعة مطلقة، غير أنها تتخلى عن ثيابها مرات عدة في الفيلم كاشفة عن جسد لا يقل جاذبية عن ذلك الذي تمتعت به باردو في أيامها. العناصر كلها متوافرة إذن، العناصر كلها متوافرة كي تتحول أولغا كوريلنكو، بين ليلة وضحاها، نجمة عالمية تنضم إلى نادي النجمات الخالدات، على طريق جين هارلو وبريجيت باردو ومارلين مونرو. لكن السؤال يبقى مطروحاً: هل ستتمكّن من دخول الأسطورة التي ترنو إليها؟ أم الزمن تغير حقاً، والشهرة صارت زائلة تمضي بالسرعة التي أتت بها؟ ويذكّر المتشائمون أن أولغا - ربما لسوء حظها - تشبه إمرأة لا تقبل المنافسة! لقد سبق أن ظهرت في السبعينات ممثلة إسمها أنيت سترويبرغ تميزت أيضا بشبه غريب مع باردو... لكن أحداً لا يتذكرها اليوم... وعلى العموم فإن آخر أخبار كوريلنكو أنها تمثل أحد الأدوار الرئيسة في فيلم أميركي عنوانه"إستبداد"، إضافة إلى ظهورها في إعلانات مصورة عدة وفوق مسارح عروض الأزياء لحساب أشهر المبتكرين.